في مستهل انشطة نادي الطائف الأدبي لصيف هذا العام القى الدكتور جريدي المنصوري محاضرة بعنوان (العقل الرمزي) قدم لها الدكتو عياد الثبيتي وحضرها جمع من المثقفين، استهلها المنصوري بتحديد مصطلح (العقل الرمزي) بانه نشاط معرفي متحقق يمكن محاورته والتعامل معه، وذكر انه وجود يتشكل عبر اللغة والخطابات، فاللغة اهم قنوات الرمزية ومع تعدد العقول حسب زوايا النظر فان الادب هو اكثر الميادين التي يحل فيها الرمز محل الاشياء والموضوعات، وبالتالي يمزج الاشياء الحقيقة بمغزاها الرمزي، والسلطة الرمزية عن طريق اللغة وحدها التي تستطيع التأثير في العالم واقرار رؤيته وصناعة قناعاته اذ يكون للرمز هنا مدلوله الوجداني وهدفه الاجتماعي ومداه الوجودي. واشار الى ان العقل الرمزي يعيش في التورية والكناية والمجاز الذي يعتد بمراوغة اللغة في قول ما يريد، دون ان يصطدم بالخصم فيهلك، او يتملقه بخطاب المداهنة المزيف، او يسلك الطريق التوفيقي ليتعايش في حياة المد والجزر في قيم واقنعة الخطاب.
وعرض المحاضر عددامن الشواهد الدالة على قدرة العقل الرمزي على العقل الرمزي على اختراق خطابات اللغة المتعددة، لينتهي الى الحكم بأفضلية مطلقة للعقل الرمزي على العقل الجامد.
ثم فتح المجال للمداخلات، وبدأها الدكتور عائض الثبيتي، الذي اقترح عنوانا آخر للمحاضرة، هو (احتراق العقل الرمزي)، كما اكد على غياب البعد الاجتماعي عن المحاضرة، وتناول الفرق بين الرمز كعمل للعقل ومظهر من المظاهر الثقافية.
ثم اعقبه الدكتور محمد ربيع مشيرا الى تعدد مداخل المحاضر الى محاضراته، بحيث امتزج اللغوي بالأدبي والنقدي والسيميائي والثقافي، غير ان الجمع بين هذه الحقول في فكرة واحدة منتظمة يحتاج الى شيء من الوقت الذي ربما لم يتح للمحاضر ان يوجزه في وقت المحاضرة المحدودة.
واختتم تعليقه بتساؤلين: ما علاقة اشتغال المحاضر بالمكان والرمز والنار بأعمال باشلار؟ وثانيهما: كيف يكون العقل الرمزي مقابلا للعقل الجامد؟
وفي رده على المداخلات اكد الدكتور المنصوري انه ينطلق من الجانب الادبي وليس الجانب اللغوي او الاجتماعي، كما ابدى استغرابه ممن حاول ان يضع عنوانا آخر لمحاضرته.