حث الرئيس الافغاني حامد قرضاي الولايات المتحدة على التنسيق بشكل اكبر مع حكومته فيما يختص بعمليتها العسكرية في افغانستان حيث قتلت القنابل الامريكية 46 مدنيا خلال الاسبوع الحالي.
وقال قرضاي ان الحجة التي تدفع بها الولايات المتحدة والتي تقول انها اسقطت القنابل على مقاطعة ديراوود باقليم اوروزجان بوسط البلاد يوم الاثنين بعد ان تعرضت لنيران معادية هي حجة غير مقبولة. واضاف قرضاي في تصريحات للصحفيين الترتيبات لا بد ان تكون واضحة... اي عملية لا بد من تنسيقها مع وزارة الدفاع الافغانية. شعبنا لا بد ان يكون محصنا. يجب الا يضار الشعب ويجب الا تصبح الحملة على طالبان والارهاب سببا في مضايقة الناس. ويصر القرويون على انهم اطلقوا جريا على التقاليد طلقات من بنادق فقط خلال حفل عرس حيث قتل اكثر من 22 شخصا بنيران طائرات هليكوبتر عسكرية امريكية وبي 52 وايه.سي 130 على مدى نحو اربع ساعات في وقت مبكر من يوم الاثنين. وقال قرضاي ان غالبية الضحايا بمن فيهم ضحايا حفل الزفاف كانوا مدنيين.
وقال قرضاي اخر المعلومات الواردة من المنطقة تقول ان ما يقرب من 46 شخصا من المنطقة استشهدوا وان ما يقرب من130 اصيبوا ... نشعر بصدمة شديدة من جراء الحادث... غالبية الناس كانوا ممن كانوا في طليعة المناضلين ضد طالبان والارهاب. وقال قرضاي انه سيتوجه على نحو عاجل الى اوروزجان لزيارة الاسر المنكوبة هناك ودعا الولايات المتحدة لعدم تنفيذ عمليات عسكرية اعتمادا على معلومات استخبارية فقط.
ويقول شهود انه منذ ان بدأت واشنطن حملتها في افغانستان في اكتوبر الاول لاستئصال انصار ابن لادن فان الضربات الامريكية اصابت اهدافا مدنية اخرى بينها حفلتا زفاف مما اسفر عن سقوط عدة مئات من القتلى.ونظمت عشرات الافغانيات اللاتي يرتدين البرقع احتجاجا سلميا امام مكاتب الامم المتحدة في العاصمة الافغانية كابول يوم الخميس للتنديد بالقصف الامريكي لحفل العرس.
وقالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء انها ردت على نيران معادية مؤكدة من الارض وانها تحقق فيما حدث.
انسحاب
ومن جهة أخرى بدأ اكثر من300 من مشاة البحرية البريطانية انسحابهم من افغانستان. وبدا الجنود المنسحبون مرهقين وان كانوا فرحين وهم طليعة قوة قوامها 1700 جندي بريطاني من المقرر ان ينسحبوا على مدى الاسبوعين القادمين بعد ان قاموا بمهمات شاقة لملاحقة فلول شبكة القاعدة. ويمثل هؤلاء الجنود اكبر مشاركة بريطانية بقوات برية في مهام خارجية منذ حرب الخليج عام 1991 وتقول لندن ان هذه القوات ستعود الى افغانستان على الفور اذا كانت هناك حاجة لذلك. وقال وزير الدفاع البريطاني جيف هون الثلاثاء الماضي بعد زيارته للقوات البريطانية في افغانستان في اطار جولة اقليمية سنترك المخازن والمعدات هنا لنتمكن من العودة في زمن قصير للغاية. ونحن مستعدون للمشاركة في مزيد من العمليات اذا كان ذلك ضروريا. ولم تتكبد القوات البريطانية في افغانستان اي خسائر في الارواح كما لم يقدر لها الالتحام في قتال مباشر مع مقاتلي القاعدة او طالبان حيث يعتقد ان معظمهم فر عبر الحدود الجبلية الى باكستان.