بعد ما يقارب ثلاث سنوات من العزوبية التي قضاها محمد السادس بعد توليه حكم المغرب شهدت جنبات القصر الملكي المغربي في الرباط واهم ساحات العاصمة والمدن المغربية الاحتفالات الشعبية المواكبة للزفاف الملكي.الاهتمام بزواج الملك محمد السادس الذي كان يعد حتى الاسابيع القليلة الماضية الملك العزب الوحيد في العالم تجاوز الاوساط الشعبية المغربية ووسائل اعلام المملكة بمختلف توجهاتها ليشمل كذلك كبريات وسائل الاعلام الدولية، حيث وفد الرباط اكثر من 13 فريقا تليفزيونيا عالميا وممثل حوالي 100 جهاز اعلامي دولي من وكالات انباء وصحف واذاعات فضلا عن 81 صحفيا معتمدا يمثل العديد من وسائل الاعلام العربية والدولية بينها "اليوم" لمتابعة اجواء الاحتفالات. فبالاضافة الى مركز الاحتفالات الذي كان مسرحا لها الحدث السعيد بالقصر الملكي توزعت نقط الاحتفالات لتشهد كبريات الساحات بالعاصمة التي احتضنت مسابقات الفروسية التقليدية المغربية المعروفة بـ"التبوريده" ـ نسبة الى البارود.
مكان آخر وفد اليه سكان الرباط وزائروها تمثل في شارع محمد الخامس الذي تلألأ مساء بموكب المشاعل الذي نظمته فرق عسكرية من الحرس الملكي. زيادة على المواكب الشعبية التي حضرت للقصر الملكي برفقة 2000 من الازواج الشباب الجدد بمعية فرق فلكلورية تمثل مختلف مناطق المملكة، وشارك العاهل المغربي محمد السادس افراحه العديد من كبار الشخصيات يتقدمهم الرئيس الامريكي السابق بيل وليام كلينتون وزوجته هيلاري وبعض امراء دول مجلس التعاون الخليجي. احتفالات اليوم الاول من الزفاف الملكي بدأت بانطلاق موكب "الهدية" من ملعب الفتح بالعاصمة برفقة السلطات المحلية والمنتخبين بالرباط لتتجه صوب القصر الملكي، وشمل الموكب طبقا للتقاليد المغربية الموغلة في القدم الواصفات المحملات بالتمر والحليب والشموع والفواكه الجافة والسمك الذي يتم تقشيره وتجهيزه من طرف الملك وزوجته، التي زينت يديها بعد ذلك بالحناء الممزوجة بالليمون من طرف صديقاتها.
فيما ستشهد اليوم السبت جنبات القصر الملكي ببلدة الصخيرات الساحلية جنوب العاصمة ثاني ايام الاحتفالات التي اختصرت الى ثلاثة فقط بدل سبعة وفق ما هو معتاد، حيث ستبعث العروس للاسلمى بالشكر وطبق من الاكل لزوجها الملك الذي من الواجب عليه ان يأكل منه بيديه، ثم يبعث بدوره الطبق فارغا الى الزوجة مع الهدايا. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد عقد قرانه على صاحبة السمو الأميرة (للا سلمى) في 21 من مارس الماضي، بعد ان سبق له التعرف عليها سنة 1999 قبل ثلاثة اشهر من وفاة والده الراحل الملك الحسن الثاني.
صاحبة السمو الملكي الأميرة (للا سلمى)
@ صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، اعتبارا من يوم امس الجمعة اصبح هذا اللقب هو اللقب الرسمي لقرينة العاهل المغربي الملك محمد السادس.
@ قبل ان تصبح السيدة الاولى في المملكة الوحيدة بأفريقيا كانت (للا سلمى) مهندسة في شركة "اونا" المغربية العملاقة.
@ هي من مواليد 10 مايو 1978 وشبت يتيمة في بيت جدتها في شقة مؤجرة بـ800 درهم (80 دولارا) بحي "لقبيبات" الشعبية بالرباط، بعد ان داهم الموت والدتها وهي ابنة الـ 36 شهرا.
@ تلقت تعليمها الاولي بمدرسة "النور" حيث تفوقت على زملائها لتنتقل الى المرحلة الاعدادية وتجتازها ايضا بنجاح لتختار شعبة العلوم الرياضية بنجاح مما جعلها تلج باب الاقسام التحضيرية للمدارس الكبرى وكانت تذهب اليها يوميا على متن حافلات المدينة على غرار طبقات المجتمع المتواضعة الدخل، لتنهي مرحلة الجد والمثابرة بتفوق حيث تخرجت كمهندسة..وفي المعلوميات متبوئة الدرجة الاولى، وهي الدرجة التي فتحت لها بالاضافة الى منصب مهم في شركة (اونا) العملاقة في المغرب ـ التي تملك فيها العائلة الملكية 14 بالمائة ـ براتب1400 دولار امريكي، فتحت لها ايضا ابواب القصر الملكي حيث استقبلها ولي العهد آنذاك برفقة اوائل الناجحين، ليختارها زوجة له لتصبح بذلك والدة ملك المغرب القادم اذا ما كان ذكرا وفق ما ينص عليه الدستور المغربي.