أخبار متعلقة
احتفلت الكويت الاحد الماضي بذكرى تصدير أول شحنة نفط خام كويتية، حين دشن الشيخ احمد الجابر الصباح يوم 30 يونيو 1946 اول كمية تجارية من النفط الخام وتصديره الى الخارج بقيمة حوالي ربع مليون دينار كويتي على ناقلة البترول البريطانية (بريتش فيوزيلير) وهي اول ناقلة بترول ترسو في ميناء الاحمدي لنقل النفط الى مصفاة في انجلترا.
بدايات النفط بالكويت وتعود بدايات اكتشاف النفط في الكويت الى عام 1923 في عهد امير الكويت الراحل الشيخ احمد الجابر الصباح ، الذي وقع في 23 ديسمبر 1934 اتفاقية امتياز نفط الكويت مع هولمز وتشيز هولم ممثل شركة نفط الكويت المحدودة، تم على اثرها منح الشركة بموجب الاتفاقية حفر الارض لانتاج واستغلال الغاز الطبيعي او الاسفلت والنفط الخام ومستخرجاتها ضمن منطقة امارة الكويت بما في ذلك الجزر والمياه التابعة .
وخلال عامي 1935 و 1936 بدأت الشركة الحفر في بئر بحرة شمالي خليج الكويت ولما لم يظهر النفط بكميات تجارية نقلت عملها الى منطقة برقان ، وبدأ حفر اول بئر عميق في عام 1936 الا ان الحرب العالمية الثانية كانت على الابواب بعد ان كانت نتائج ظهور البترول تبشر بالخير الا ان الحرب نشبت في 1939 ، فسدت آبار النفط عام 1942 كاجراء وقائي وتوقف الحفر اثناء الحرب .
وبعد انتهاء الحرب استؤنفت عمليات استخراج النفط في الكويت وبدأ العمل في شهر اكتوبر 1945 في تنفيذ مشروع استخراج النفط الخام من آبار الكويت بمعدل ثلاثين الف برميل في اليوم . و تناقلت وسائل الإعلام آنذاك خبر تصدير اول شحنة من النفط الكويتي بأهمية كبيرة مشددة على انضمام دولة الكويت بذلك الى صفوف كبار منتجي النفط في العالم.يذكر انه في تلك الفترة كان يتم تصدير النفط عبر انابيب مغمورة وخراطيم دون وجود ارصفة للتصدير الا انه تم في عام عام 1949 بناء أكبر رصيف من نوعه في العالم في ميناء الاحمدي يمتد بطول 1200 متر في البحر (الرصيف الجنوبي) اذ كان بامكانه تحميل 8 ناقلات نفط في وقت واحد وكان الرصيف مصنوعا من الفولاذ .
اول ناقلة نفط
تم بناء اول ناقلة كويتية للنفط الخام تبلغ حمولتها 46 مليون طن في 15 ديسمبر 1958 ، وصنعت في اليابان بأموال كويتية . وفي 4 مايو 1959 وصلت الناقلة الكويتية كاظمة الى ميناء الاحمدي ورست بجانب الرصيف الشمالي للميناء واقيم احتفال كبير لهذه المناسبة وغادرت الناقلة ميناء الاحمدي في اول رحلة لها الى نوتردام عن طريق قناة السويس بقيادة قبطانها الكابتن ج هاميل .
ومنذ ذلك التاريخ بدا وجه الكويت في التغير السريع اذ سرعان ما تم استغلال هذه الثروة في بناء نهضة البلاد التعليمية والصحية والاقتصادية .
السياسة النفطية ودأبت الكويت منذ المراحل الاولى لانتاج وتصدير النفط على رسم وتنفيذ سياسة بترولية واضحة الاهداف ومتكيفة مع التطورات الزمنية للصناعة البترولية وسعت هذه السياسة على الدوام لتحقيق الاستغلال الامثل لثروة الكويت النفطية محليا وعربيا ودوليا .
ولتحقيق السيطرة الوطنية الكاملة على قطاع البترول تم العمل على المحافظة على مصادر الثروة البترولية وتنويع مصادر الدخل القومي واعداد الكوادر والكفاءات الوطنية التي تدير هذا القطاع الذي اصبح مهما في نهضة البلاد ونموها . وعملت الكويت كذلك على توفير احتياجات البلاد من النفط والغاز كما دعمت العمل البترولي على المستوى العربي والعالمي بالمساهمة في المنظمات البترولية العربية والدولية .
المحافظة على الثروة
وحرصت الكويت على المحافظة على الثروة النفطية وعدم استنزافها لضمان مستقبل ورفاهية الأجيال القادمة من خلال قانون المحافظة على الثروة النفطية والذي اقره مجلس الامة في ابريل عام 1972 بهدف تحديد الاطار القانوني والتنظيمي لمبدأ المحافظة على الثروة ومن اجل ذلك فرضت الحكومة إشرافها على العمليات المتعلقة بصناعة النفط الذي يمثل المصدر الرئيسي لثروة البلاد .وفي يوم 25 يونيو 1973 تم العمل على اصدار القانون رقم 19 لسنة 73 بشأن المحافظة على مصدر الثروة النفطية والذي يمثل نقطة تحول هامة في تاريخ الكويت حيث نظم القانون استغلال مصادر الثروة النفطية في البلاد طبقا للاصول السليمة والطرق الفعالة ولمنع ضياعها او التبذير فيها ولزيادة ايرادات الدولة منها الى اقصى حد ممكن وضمان المحافظة عليها واهتم اساسا بتنظيم العلاقة بين الشركات المفوضة بالعمل وبين الحكومة . مؤسسة البترول الكويتية
ويشرف على القطاع النفطي فى الكويت مجلس اعلى للبترول ، كما تقوم وزارة النفط بوضع وتنفيذ السياسة النفطية من خلال مؤسسة البترول الكويتية التي أنشئت عام 1980 والشركات التابعة لها وهى شركة نفط الكويت وشركة البترول الوطنية الكويتية وشركة ناقلات النفط الكويتية وشركة صناعة الكيماويات البترولية.
ولمواجهة توسع عملياتها الخارجية قامت المؤسسة بإنشاء ثلاث شركات تابعة جديدة وهي الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) التي تأسست في ابريل عام 1981، وشركة البترول الكويتية العالمية التي تأسست في عام 1983، بالاضافة الى شركة سانتافي انترناشونال هولدنجز (كيمان) واستكملتها المؤسسة فى ديسمبر 1981 وفي عام 1987 أصبحت الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود (كاسكو) احدى شركات المؤسسة .
الطاقة الانتاجية
وتأكيدا لاستعادة الكويت لدورها الطبيعي في عملية تصدير النفط التي توقفت اثناء الغزو العراقي ، فقد ابحرت الباخرة الكويتية "ثورنس" من ميناء الاحمدي في 27 يوليو 1991 وعلى متنها اكثر من 260 الف طن وهي ما تعادل 9ر1 مليون برميل من النفط الخام. وتبلغ حصة الكويت الرسمية حاليا في اطار منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك 741ر1 مليون برميل يوميا وتتمتع البلاد بطاقة انتاجية قدرها 5ر2 مليون برميل يوميا، وتستحوذ الكويت على عشرة في المائة من احتياطيات العالم النفطية. لقد نجحت الكويت في استغلال قطاعها النفطي بدءا من الاستكشاف والانتاج والتكرير والصناعات التحويلية ومن ثم الدخول الى الاسواق العالمية التي امنت للكويت سوقا شبه مضمونة للكميات التي ترغب في انتاجها ووتصديرها مستفيدة بذلك من الكفاءات الوطنية الكويتية التي تطورت في جهازها التسويقي ومن الكوادر الفنية الوطنية في كافة مجالات الصناعة البترولية والبتروكيماوية.