دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الدوائر الاقتصادية في العواصم العربية الى ضرورة التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات لمواجهة تحديات العولمة وآثارها المالية التجارية على الاقتصاديات العربية.
وقال في بيان مكتوب حصلت عليه (اليوم الاقتصادي) ان تفعيل دول تكنولوجيا المعلومات في التنمية وتحديد وسائل تضييق الفجوة الرقمية بين العالم العربي والدول المتقدمة يمثل وجهاً هاماً جديداً من اوجه التعاون المتنوع الذي تتضافر فيه جهود الامم المتحدة مع جهود الجامعة العربية طبقاً للاتفاقية العامة للتعاون بين الامم المتحدة والجامعة والموقعة عام 1989.
واضاف ان التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصالات متزامن مع التقدم الكبير الذي تشهده تقنية الانترنت فتح مجالات واسعة امام انتاج خدمات جديدة فبعد التراجع النسبي لاهمية المواد الخام امام تصاعد اهمية الطاقة تراجعاً امام اهمية المعرفة واصبح التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو المحرك الرئيسي الدافع لحركة العلامية او العولمة واصبحنا نعيش في عالم جديد بفضل الثورة التكنولوجية في هذين المجالين.
وأشار موسى إلى ان الثورات التكنولوجية ادت الى زيادة الفجوة بين الذين يملكون والذين لا يملكون ادوات وموارد ولاول مرة تظهر ثورة لها القدرة والامكانية لتضيق الفجوة بين الدول وفيما بين الافراد في الدولة والواحدة.
وقال ان الثورة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات العديد من التحديات ومن بينها التحدي المتعلق بتضيق الفجوة الرقمية بين الدول النامية ومن بينها الدول العربية والدول المتقدمة وهذه الفجوة تتمثل في انخفاض متوسط عدد خطوط التليفونات واجهزة الكمبيوتر وعدد مستخدمي الانترنت كنسبة من عدد السكان وضعف البنية الاساسية للاتصالات والمعلومات والقدرات والتنمية البشرية.
وأشاد بدور الحكومات والقطاع الخاص لاقامة البنية الاساسية للمعلومات والمناخ الذي يشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال المعلومات والدفع بمجالات البحث والتطوير فيه هو دور الحكومة التي تتكفل به تجاه القطاع الخاص.
وأشار الى ان الحاجة الى منظور عربي استراتيجي في صناعة المعلومات أمراً في غاية الاهمية ويتحتم علينا مواكبة الجهود الدولية بالبناء على خطط قومية ووطنية مع تبني خطوات عملية ومنسقة ومتزامنة مع مختلف مجالات الانتاج مع مختلف مجالات الحياة ولا بد للدول العربية ان تسلك سبيل التعاون الاقليمي فيما بينها وان تتبادل الخبرات والتجارب فيما بينها ومع العالم الخارجي من اجل تعظيم الاستفادة من الفرص الهائلة التي تقدمها ثورة الاتصالات والمعلومات.
ومن المفيد حتى تقدر الفجوة الرقمية التي تفصل العالم العربي عن العالم الخارجي ان نرجع الى تقييم احد خبراء البنك الدولي الذي شارك في اعمال مؤتمر اتصالات العالم العربي الذي عقد في القاهرة في مايو ايار الماضي حيث قال جان فرانسو ريشار نائب رئيس البنك الدولي ان ارقام البنك تدل على ان نمو اقتصاد المعرفة في العالم العربي بلغ 1.0 بالمائة خلال السنوات 15 الماضية وهو معدل يقل عن معدل نمو اقتصاد المعرفة في دول جنوب الصحراء الافريقية الذي بلغ 1.5 بالمائة وهو ما يعني ان وضع تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي وضع غير سليم وأضاف ان الوقت عنصر حاسم في اقتصاد التكنولوجيا الرقمية والمطلوب هو عقلية جديدة وليس مجرد مواصلة الاتفاق على البنية التحتية في قطاع المعلومات.