هل يأمل العرب في سلام حقيقي في ظل حكومة شارون؟
لا هي الإجابة الأكثر تعبيرا عن المأزق الحالي الذي نراه في المنطقة، فشارون تميز عن أسلافه بصلافته وغروره وبوضوح افكاره لنوعية التسوية المطلوبة في الشرق الأوسط ضمن استراتيجية تتمثل في كسر الصمود الفلسطيني وانهاء دور السلطة الفلسطينية بمرجعيتها الشعبية باعتبارها منتخبة، انه يحاول ان يقضي على الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال الادارة السياسية والتي تستطيع ان تتفاوض استنادا لتاريخها النضالي، مشكلة شارون الأساسية تفكيره الذاتي المحض المدعم بحقد شخصي على كل فلسطيني قاوم مغامراته العسكرية سواء في لبنان أو فلسطين المحتلة ومع الأسف وقعت الادارة الأمريكية في دائرة عدم التفريق بين السياسة كعلم وواقع ممكن وبين الفلسطينيين كرموز للنضال عند شعوبهم وهي مصيدة نصبها شارون أقنع فيها الادارة الأمريكية بإزاحة الرئيس عرفات والجيل الذي تمرس في السياسة النضالية المقرونة بأهداف تحرير الأرض من خلال المفاوضات.
حتى لو صنع شارون نموذجا فلسطينيا واحدا حسب مقاييسه وعقده الشخصية سوف ينقلب مرة أخرى ويعيد كرة الثلج من جديد.. شارون كشخصية تخلو من الكاريزمية وعقل عسكري محض لا يريد ان يتحول إلى السياسة بمفاهيمها الحديثة يختلف عن اسلافه الذين حاربوا الفلسطينيين والعرب ثم جلسوا معهم على طاولة المفاوضات.. لذلك على العرب والفلسطينيين ان يضعوا آمالهم في شارون بعيدا وان يعودوا إلى ورقتهم القوية التي لا يمكن لأحد أن يسلبها منهم وهي التضامن ورسم أهداف واضحة لا يمكن تجاوزها.
علمتنا الشعوب التي حاربت المستعمرين والغزاة والمعتدين ان الوحدة والتضامن ووضوح الأهداف هي القوة التي لا يستطيع أي احتلال ان يهدمها، فالمطلوب دعم عربي عاجل لخطوات تحرك لجنة المبادرة العربية عبر اسنادها بالتأييد والثقة في محاولاتها لاختراق اعضاء اللجنة الرباعية المعنية بالتسوية أما الرجاء في اقناع شارون فهذا أمل بعيد على العرب ان ينسوه فهو يشبه تاريخه الشخصي المضمخ بالدماء والمجازر وعلينا ايضا كنخب عربية مسؤولة ان نبصر العالم والرأي العام بخطورة شارون كشخص وألا سلام منصف وعادل إذا بقي شارون في السلطة وهي لاشك مسؤولية جسيمة تتطلب منا تضافر الجهود الاعلامية والسياسية لشرح وجهة نظرنا هذه للرأي العام العالمي دون ابطاء حتى لا يأكل شارون بناره الأخضر واليابس في الشرق الأوسط.