تتفجر المآسي صغيرها وكبيرها ويتصاعد الحزن على جبين الأمة العربية قاطبة.. كلما رأت نيران الغضب تندلع من بين ثنايا شعب محاط بالكوارث والأخطار.. تنهال عليه القذائف والصواريخ بالعشرات من الدبابات وطائرات الأباتشي والأواكس.. ولا يملك هذا الشعب المجاهد سوى الحجارة وسيلة دفاعية يفتك بها قلوب الصهاينة الجبناء في جبهات المقاومة وساحات النضال.. ليبقى صامدا متماسكا شجاعا لا يهاب ذلك الطغيان الفاجر الممتد لأكثر من خمسين عاما.
وما زالت السياسة الإسرائيلية تدار وفقا لعقلية اجرامية يذهب ضحيتها يوميا عشرات من الشعب الفلسطيني الأعزل.. الذي تجرع قسوة القهر وتعرض لأبشع أنواع التعذيب والإهانات الوحشية.. كما انه دفع دما غاليا نتيجة الصمود والفداء والجهد النضالي الذي قام ويقوم به في المخيمات والبلدات والقرى.. حفاظا على مبادىء وكرامة الإنسان العربي المسلم ودفاعا عن الوطن والمقدسات المباركة التي دنستها "مع سبق الاصرار والترصد" أيدي جنود الاحتلال الصهيوني.. ويأتي في مقدمتهم السفاح المتطرف ارييل شارون!!
ان ما يحدث هذه الأيام من اتساع حدة التوترات التي تفرضها المزاعم الاسرائيلية وهمجية قواتها الغازية.. يشير الى انهيار جسور المحادثات الداعية لاستتباب الأمن واقرار السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. بعد ان كشفت المبادرات الأخيرة لفك الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أن الوضع الراهن لا يدعو الى التفاؤل.. لان لسان الواقع يقول "بين شارون والسلام يفتح الله" فهناك تباينات وتناقضات خطيرة من جانب الكيان الإسرائيلي.. الذي سعى لتدعيم مواقفه (ببلاهة شارونية) لا يقبل بها العقل والمنطق، فبعدما أكد هذا المتعطش للدماء مرارا وتكرارا ان ما يقوم به من مجازر ومذابح وتدمير للبنية التحتية ما هو إلا رد على المقاومة والعمليات التي يسميها (إرهابية) محاولا بتلك التداعيات المهزوزة الخلط بين أوراق المقاومة الشرعية والارهاب.
وهنا يبقى السؤال قائما؟ اذا كان الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات والمكتسبات "إرهابي" فماذا يمكنهم تسمية هذا الاحتلال والعدوان المبرمج للتدمير والاقتحامات والحصار والقتل على مدار الساعة!!
ختاما لا بد من نصر مؤزر يفك قيد الأقصى ويعيد فلسطين حرة أبية.. لا بد من اشراقة شمس التحرير بعد ان شهدت أرضنا المحتلة العديد من النزاعات والاضطرابات.. وتابع العالم بأسره أبشع صور الجرائم المرتكبة بحق الانسانية بقيادة المجرم المتطرف أرييل شارون ووزير خارجيته شيمون بيريز.. وبقية الشلة.
لشاعر الأرض المحتلة الرائع توفيق زياد:
أناديكم..
أشد على أياديكم
... ... ...وأبوس الأرض
تحت نعالكم
... ... ...وأقول أفديكم