تظل القيصرية (السوق والبناء والانسان) محفورة في الذاكرة وعلى الرغم من الاهتمام بكوارث الحريق عادة الا ان موضوع حريق القيصرية كان اكثر عمقا وطال الاهتمام المباشر القيادات المسئولة والجهات التنفيذية والملاك والمستأجرين ورواد السوق وزائريه ومستنشقي عطر مدينة الهفوف القديمة من مواطنين ومقيمين وزائرين.
وكان واضحا هذا الاهتمام على الطبيعة وعلى المستوى الاداري حيث كلف صاحب السمو الامير بدر بن محمد بن جلوي لجنة لدراسة خيارات اعادة الاعمار للقيصرية وكان لي الشرف ان امثل جمعية علوم العمران بالاحساء وان اكون منسقا لهذه اللجنة والتي ضمت جامعة الملك فيصل وبلدية الاحساء ومندوبا.
وجاءت زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان لتصب في دعم موقف اعادة الاعمار.
ولا يخفى ان هذا الموضوع حظي بتغطية اعلامية خاصة في هذه الجريدة على مدى الشهور الماضية لتتضمن كل الاراء وتتحد بما يتفق وتطلع بلادنا العزيزة لتراثها العمراني الذي يعبر عن منهجية وهدف لدى كثير من الجهات ذات الاختصاص كوكالة الآثار والجمعية السعودية لعلوم العمران بالاحساء واقسام الآثار ودراسات العمارة المحلية وبالطبع الهيئة العليا للسياحة.
وكم اثلج صدري عندما قرأت في عدد الجريدة بتاريخ 18/4/1423هـ ان بلدية الاحساء تبنت طرح المشروع على مكاتب استشارية لإعادة اعمار القيصرية والاخذ بتوصية اعادة الاعمار بنفس المواد المستخدمة في بنائه سابقا للحفاظ على طابعه التراثي القديم.
وبلغ الموضوع ذروته اذ تم اختيار مكتب البيئة للقيام بهذا العمل والمهندس على الشعيبي غني عن التعريف ويكفي فخرا تجاربه في هذا المجال واحداها اعادة اعمار مساكن الملك عبدالعزيز وعضوية لجنة جائزة الآغاخان للعمارة الاسلامية وعضوية اللجنة التنفيذية للمجلس العالمي لخبراء المحافظة على الآثار بباريس ورئيس اللجنة الوطنية فضلا عن سابقته كأحد مؤسسي جمعية علوم العمران.
وهنا احيي بلدية الاحساء والغرفة التجارية بالاحساء على اختيار مكتب البيئة وانه سيكون البناء بالطابع القديم السابق للقيصرية.
اتمنى من القلب ان يعطى هذا الرجل فرصته الحقيقية في ذلك وأنا متأكد أن النتيجة ان شاء الله ستكون على المستوى المطلوب حفاظا على تراثنا المحلي دون تزييف في اعادة اعمار التراث العمراني. المهندس عبدالله الشايب