لعل إطلاق برنامج لحفز النمو الاقتصادي أصبح ضرورة ملحة لاعتبارات عدة منها:
@ الإصرار على تحريك النمو وفق تكاملية منسجمة في الاستراتيجيات والسياسات والآليات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية والموارد الطبيعية وتكوين رأس المال الثابت والتقنية.
@ الإصرار على تنفيذ الخطط التنموية، فهي الأداة لتعميم الرفاه في أنحاء المملكة في القرى والهجر كما في العواصم والمدن الرئيسية.
@ الإصرار على الشفافية والمحاسبة، انطلاقاً من أن التنمية بالذات هي الأكثر التصاقاً بالمواطن. وعليه، فلعل من المناسب القول إن من حق المواطن معرفة ما المشاريع التي ستجلبها الخطة الخمسية السابعة للحي الذي يقطن فيه. وان الشفافية ستدخل قدراً كبيراً من الارتياح في نفوس المواطنين، فهي تبين عملياً لكل منهم، ما يتعلق به وبأسرته وجيرانه، ومتى سينفذ.
والنقطة المتعلقة بالشفافية والمحاسبة تتطلب شيئاً من الإيضاح، يمكن القول إن تواصلاً من هذا النوع يتطلب آليات مقننة، ومبادرات تمارس من قبل الحكومة الموقرة ووزاراتها وأجهزتها على تنوعها، ودورا محوريا للحكام الإداريين والأجهزة التابعة لهم. ولعل من المناسب الإشارة في هذا السياق إلى أن الحديث عن الشفافية والتواصل وعقد اجتماعات تنموية في الأحياء والقرى والهجر ضروري لبيان ما تبذله الحكومة وأجهزتها لخدمة المواطن، وبما يقطع الطريق على المقصر من التنفيذيين هو امتداد للصلة بين المواطن ومؤسسة الحكم مما تعارفنا في هذه البلاد على تسميته بسياسة الباب المفتوح. وتجدر الإشارة إلى أن النظام الأساسي للحكم قد قنن لتلك الممارسة، حيث تنص المادة الثالثة والأربعون: "مجلس الملك ومجلس ولي العهد مفتوحان لكل مواطن ولكل من له شكوى أو مظلمة ومن حق كل فرد مخاطبة السلطات العامة فيما يعرض له من الشئون." ولعل من أبلغ ما قيل لبيان أبعاد هذه العلاقة ما ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - بمناسبة صدور النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، حيث قال ما نصه: "إن العلاقة بين المواطنين وولاة أمرهم في هذه البلاد قامت على أسس راسخة وتقاليد عريقة من الحب والتراحم والعدل والاحترام المتبادل والولاء النابع من قناعات حرة عميقة الجذور في وجدان أبناء هذه البلاد عبر الأجيال المتعاقبة: فلا فرق بين حاكم ومحكوم فالكل سواسية أمام شرع الله والكل سواسية في حب هذا الوطن والحرص على سلامته ووحدته وعزته وتقدمه. ولي الأمر له حقوق وعليه واجبات.. والعلاقة بين الحاكم والمحكوم محكومة أولاً وأخيراً بشرع الله كما جاء في كتابه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)."