رحبت الأوساط الزراعية الفلسطينية الرسمية والأهلية والشعبية بمبادرة اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس تبني ادخال الزيت الفلسطيني كمادة رئيسية ضمن مشروع (رزم الغذاء) التي سيتم توزيعها على العمال العاطلين عن العمل في الأراضي الفلسطينية بواسطة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين. وقال الدكتور عزام اطبيلة وكيل وزارة الزراعة، "انها خطوة ايجابية وهامة تشجع المزارع وتسوق جزءا من منتوجه وتدعم العامل الذي حرم من الدخل لتعطله عن العمل بسبب الحصار والاغلاق الذي تفرضه قوات الاحتلال".
وأشار رئيس بلدية بيت فوريك عاطف حنني الى ان مشروع اللجنة السعودية سينتشل الزيت الفلسطيني من الغرق في بحر الركود الذي سببه الاحتلال.
ويشكل الزيت مصدر الدخل الوحيد لـ25% من سكان البلدة الواقعة شرقي نابلس والتي يقيم فيها 11000 نسمة. وكان الاتحاد العام قد أعلن في وقت سابق عن برنامج عون للفسطينين لتوزيع 200.000 رزمة غذائية موزعة مناصفة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ويضم الطرد عددا من المواد الغذائية جميعها من المنتجات الفلسطينية المنتجة محليا. وتبلغ حصة الزيت الاجمالية المراد ادخالها 400 طن بكلفة تقارب مليون و700 ألف دولار. وشكر راسم البياري رئيس نقابات العمال الفلسطينيين اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على الدعم الكبير من سموه وجاء هذا التبني بدعم القطاع الزراعي الفلسطيني أسوة بباقي القطاعات الاقتصادية والانتاجية الأخرى وليشد أزره في ظروف عصيبة يمر بها الشعب والاقتصاد. جاء ليضرب عصفورين بحجر واحد. فمن جهة سيتم توزيع 200.000 رزمة غذائية على العمال العاطلين عن العمل والذين انقطع عنهم الدخل منذ ان اغلقت القوات الاسرائيلية الحدود مع الأراضي الفلسطينية وأقامت مئات الحواجز العسكرية التي مزقت أوصال المناطق وعزلت المدن عن القرى وبالتالي شلت عملية التسويق وتنقل البضائع والمحاصيل الزراعية الرئيسية ومنها منتج الزيت الذي يعتمد على تسويقه عشرات الآلاف من العائلات الريفية والفلاحية الفلسطينية. وأفاد اتحاد المزارعين الفلسطينيين ان القرار السعودي بخصوص الزيت يوفر الدعم الصادق للمزارع الفلسطيني ويمكنه من تحدي الحصار الظالم المفروض من الاحتلال. وقال جهاد عبده مسؤول التسويق في الاتحاد ان 2500 عائلة ستستفيد مباشرة من المشروع الخيري السعودي بواقع 25000 تنكة زيت ستأتي من 25 موقعا في الضفة الغربية. وتتوقع وزارة الزراعة الفلسطينية ان يكون موسم الزيتون "ماسيا" لهذا العام. وهذا يعني بلغة الأرقام كما قال الدكتور اطبيلة انتاج 35000 طن من الزيت. يضاف اليها 7 أو 8 أطنان لم يتم تسويقها منذ الموسم المنصرم وأعرب المسؤول الفلسطيني عن أمله بأن نتمكن من اتمام عملية القطف والعصر والتسويق بشكل يخدم المزارع والاقتصاد الوطني بدون عراقيل.
دعم لاستمرار عطاء الشجرة المباركة..
تعتمد بلدة بيت فوريك، مثل جارتها حوارة والعديد من القرى والبلدات الفلسطينية بشكل رئيسي على انتاج الزيتون والزيت لكن هذه التجمعات الريفية تعاني حصارا خانقا. وقال رئيس البلدية عاطف حنني ان 25% من السكان يعتمدون على انتاج شجرة الزيتون باعتبارها مصدر الدخل الوحيد لهم. وما يزيد من معاناة بيت فوريك انها تشكو شحا كبيرا في المياه فتعتمد على نقلها من آبار مدينة نابلس بواسطة الصهاريج والتي لا تسمح الحواجز العسكرية بمرورها سوى مرتين في الأسبوع. وفي موسمي قطف الزيتون السابقين سقط شهيدان بحجارة ورصاص المستوطنين من مستوطنة "يتمار" التي اقيمت على أراضي البلدة وقرية مجاورة تسمى "عورتا" ويبلغ انتاج البلدة من الزيت كما ذكر السيد حنني 10000 تنكة زيت في المواسم "الماسية" أي المنتجة بوفرة. وقد ابتهج رئيس البلدية عندما علم عن المشروع السعودي الأهلي لدعم الزيت الفلسطيني. وثمن رئيس بلدية بيت فوريك عاليا مبادرة اللجنة الأهلية السعودية بخصوص المساندة الأخوية الدائمة للشعب الفلسطيني ومساندة مزارعي الزيتون بشكل خاص وقال: "سيوفر المشروع سيولة بأيدي المزارعين تمكنهم من الصمود الكريم على أرضهم وحمايتها والاستمرار برعاية شجرة الزيتون التي باركها الله عز وجل وأحيا المشروع الآمال في نفوس المزارعين في بلدة حوارة الواقعة على الشارع الرئيسي الذي يربط نابلس بالقدس. ويمكن للمسافر او المار من الشارع ان يشاهد جذوع أشجار الزيتون المشروخة او المقصوصة فيصدم ويحزن كثيرا وهو الشعور الذي لازم السيد وجيه عودة رئيس البلدية عندما أوضح ان أشجار الزيتون البريئة المسالمة المنغرسة في سهل حوارة وعلى التلال المحيطة بها كانت تشكل الهدف السهل للمستوطنين المسلحين من مستوطنة يتهار. وأضاف لقد قصوا وأتلفوا وقتلوا 3000 شجرة زيتون خلال العامين الماضيين. ويعتقد السيد عودة ان المزارع الفلسطيني في ظروف الحصار المشدد بات الشريحة الأكثر استهدافا للعدوان لانه يحرص على البقاء في أرضه منتجا ليورد انتاجه من الخضراوات والغلال الى الشرائح الاجتماعية الأخرى. ومع ذلك فان الأطواق والحواجز العسكرية ومنع التجول المتكرر على البلدة وغيرها من المناطق عطل كليا تسويق الزيت الذي ما زال مخزنا في الجرار في المعاصر وفي بيوت المزارعين. وتنتج حوارة ما بين 5000 ـ 6000 تنكة زيت في الموسم الماضي. وأكد عودة ان حرص واهتمام اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس يدعم تسويق الزيت الفلسطيني دعما حقيقيا وملموسا ومنصفا للمزارع الفلسطيني ولصموده العملي على أرضه.
النهوض من جديد
وتزامن قرار اللجنة الأهلية السعودية مع صدور تقرير عن وزارة الزراعة الفلسطينية أشار الى وقوع أضرار خطيرة لحقت بالقطاع الزراعي حيث بلغت في مجموعها 704 ملايين دولار أمريكي حتى نهاية شهر يونيو الماضي. وبلغت حصة الضرر في قطاع الزيتون كما أوضح التقرير 16 مليون دولار.
وذكر التقرير ان 21735 شجرة زيتون تم تجريفها بجرافات الجيش الإسرائيلي. ويشعر الفلسطينيون بارتياح حيث ان التوجه الخيري والأخوي السعودي يهدف الى تقليص حجم الأضرار وتمكين الناس من مواصلة عيشهم وصمودهم. وناشد المزارع عبدالرحمن سليمان من بيت فوريك البلدان والمؤسسات العربية والإسلامية الأخرى بالاقتداء بالمبادرة السعودية لدعم الزيت وغيره من المنتجات الغذائية المحلية.
وقال: المبادرة تعوض قسما هاما من الأضرار وياحبذا تكمل البلدان الشقيقة الأخرى المشوار بمبادرات مماثلة حتى يتسنى تقليص حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي والنهوض من جديد.
لفتات كريمة!
ومن الجدير بالذكر ان اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس تولي اهتماما كبيرا بدعم قطاعات أخرى غير العمال والمزارعين. فهناك مشاريع كبيرة بمئات الملايين من الريالات تم تنفيذها خلال العامين المنصرمين دعمت وساندت عائلات الشهداء والجرحى والمعاقين وتوفير الغذاء للأسر الفلسطينية والسلة الرمضانية وتعليب وتوزيع لحوم الأضاحي ومساعدة أصحاب المنازل والمزارع التي تم جرفها ورعاية 3762 يتيما ويتيمة. وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تم ايفاد بعثات طبية وأدوية وعقاقير فضلا عن نقل 104 جرحى يرافقهم 59 مرافقا في مستشفيات المملكة.