تأتي عملية الجامعة العبرية يوم أمس وما سبقتها من عمليات فلسطينية نتيجة طبيعية ومتوقعة لجريمة شارون على حي الدرج في قطاع غزة والتي راح ضحيتها عدد كبير من الاطفال والنساء.. ونقول متوقعة لأن شارون دبر جريمة غزة لينسف كل الجهود المترتبة على الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني لوقف كافة اشكال الهجمات وهو الحوار الذي كان شاهدا عليه الاتحاد الاوروبي وأخذت به علما الولايات المتحدة الامريكية لكن شارون دمر كل شيء مشعلا مسلسلا من الحرائق الدامية وهي سياسة مكلفة سيدفع شارون ثمنها باهـظا وكأنه بفعلته يضع بداية لمسلسل الثأر بين المقاومة الوطنية الفلسطينية والجيش الاسرائيلي:
السلطة الفلسطينية أدانت العمليات التي تهدف الى قتل المدنيين وشارون لا يمنحها الفرصة لتهيئة مناخ من الهدنة فما دامت حالتا الحصار والتجويع للشعب الفلسطيني مستمرين سيدفعان بالكثير من الشعب الفلسطيني الى تأييد الهجمات ضد اسرائيل انها محاولة معروفة مرت بها كثيرا الشعوب التي احتلت وقاومت المحتل، وهكذا تأتي الهجمات وما يليها من انتقام اسرائيلي وحشي لتوجد مزيدا من الذرائع للبطش بالفلسطينيين وهو هدف شارون الاساسي الذي لا يضيع وقتا لتحقيقه مع علمه بأن ذلك يعيد المشكلة الى نقطة الصفر.
شارون بأفعاله الشنيعة ألغى المرونة في اعادة اللعبة الى اصولها السياسية من خلال تهيئة مناخ من الهدنة والتفاهمات والتسويات وهو ما يجب ان يدركه المجتمع الدولي فهو لا يجيد سوى القتل وتلاحقه عقدة شخصية جراء فشله الذريع في القضاء على المقاومة يوم كانت في لبنان وعندما اصبح رئيسا للوزراء استيقظ في داخله شلال الدم واستيقظ في داخله السلوك العدواني وهذه الصفة لا تنطبق على اي سياسي متبصر يهمه مصلحة شعبه لذلك نعتقد ان شارون ليس مؤهلا لادارة مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين ومن يعتقد غير ذلك عليه ان يعيد حساباته وان يستعيد السجل السيء لتاريخ شارون ونقضه كل الاتفاقات سواء مع الفلسطينيين او مع الامم المتحدة ومن حق المقاومة ان تدافع عن نفسها وان تسعى الى ازاحة الاحتلال بالطرق الاكثر ملاءمة لظروفها وواقعها والمستجدات على الارض وهو ما سوف يدفع شارون اما الى الرحيل او القبول بالمفاوضات مع الفلسطينيين والمفاوضات هي الهدف الذي يحقق التسوية وينهي دورة العنف.