كان لايزال للمملكة دور رئيسي وريادي في معالجة الازمات العربية والخليجية عبر مناشط سياحية ودبلوماسية معلنة، وتختزن الذاكرة العربية وقد مرت بالامس ذكرى الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة ذلك الدور المسئول الذي لعبته المملكة ابان تلك الفترة العصيبة للحفاظ على وحدة الصف العربي وترابط الدول الخليجية بحكم ثقلها السياسي وتطلعاتها الكبرى لدعم التضامن العربي المنشود، والعمل على ترسيخ مبادئ المنظومة الخليجية، واذا كان الزلالزال العنيف الاول قد وقع بتجاهل النظام العراقي لدعوات المملكة الصادقة بالانسحاب من دولة الكويت فألب عليه الدول الكبرى التي ارغمته على الخروج فان المملكة لازالت بتمسكها بوحدة اراضي العراق وسلامة شعبه تحث على اهمية استجابة الحكومة العراقية للحيلولة دون حدوث زلزال آخر لقرارات مجلس الامن الدولي، فكما اخطأ ساسة بغداد في تقدير حساباتهم السياسية اثناء الغزو فانهم سوف يقعون في دائرة خطأ آخر بتجاهلهم للقرارات الاممية، وازاء ذلك فان الامة العربية التي ارتفعت فوق جراحها وحاولت تضميدها بطي صفحة الزلزال الاول كما حدث اثناء المؤتمر الدوري الاخير في بيروت تنظر بقلق شديد لاوضاع العراق في ظل تكهنات جديدة محتملة بضربات عسكرية يصعب التكهن بحجمها ونتائجها المدمرة على شعب العراق الذي يتوق الى الخروج من ازماته السياسية والاقتصادية المعقدة ويعمد الى بناء ذاته من جديد، فالمملكة التي وقفت من قبل مع العراق في محاولة جادة لانقاذه من مغبة الوقوع في شرك الحصار تحاول الآن الحيلولة دون تعرض الشعب العراقي لازمات جديدة من خلال نصح قادته بعدم مواجهة الامم المتحدة وتحدي قراراتها مرة اخرى، لاسيما ان العالم اليوم يعيش في عهد القطب الواحد الخارج من ركام معسكرين خلفتهما الحربان الكونية الثانية والباردة، وقد ضم ضمن خططه المرسومة للاجهاز على الارهاب بغداد، وهي خطط تكاد تقترب من حرب عالمية لاسيما ان الولايات المتحدة جمعت بين تلك الخطط وهدف التخلص من اسلحة الدمار الشامل بحوزة العراق، فالقلق العربي كبير من تفجر ازمات جديدة في المنطقة ان لم تذعن السلطات العراقية للقرارات الاممية الملزمة لاسيما تلك المتعلقة بعودة فريق المفتشين الدوليين لممارسة اعمالهم في بغداد.