المعضلة الكبرى التي يعانيها شارون تكمن في عدم تقديره لحسابات ما يمارسه من اعمال عنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهي معضلة ادت الى ادخاله في دائرة من الاوهام التي يتخيل انها ستقوده الى نصر ساحق على انتفاضة الشعب الفلسطيني ارضاء لعيون ناخبيه دون وعي منه أن لكل عدوان تشنه الطائرات والمروحيات والدبابات الاسرائيلية على المدنيين العزل في منازلهم لابد ان يقابل برد مناسب كما هو الحال اثناء العدوان الاخير على غزة حيث جاء الرد عليه سريعا بعملية الجامعة وهي بداية لسلسلة من العمليات الفدائية الانتقامية كما اعلنت حماس، فما يدور على ارض فلسطين المحتلة من اعتداءات متلاحقة يدل بوضوح على افلاس شارون السياسي وجهله المطلق بالطرائق المثلى لاحلال السلام في المنطقة على اهم مسار من مساراته، فالسلام المنشود في المنطقة لا يمكن ان يتحقق عن طريق البطش وسفك الدماء وقتل الاطفال الابرياء والقفز على ارادة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في استعادة اراضيه المغتصبة بل يكمن في الاصغاء لصوت العقل وتحكيم الارادة الدولية بما اطلقته من قرارات وتوصيات، اما العدوان لقهر الشعب الفلسطيني واذلاله ودفعه للتسليم بما لا يمكن التسليم به فهو طريقة اجرامية لن تؤدي الا الى اشعال مزيد من الحرائق والخراب والدمار، فما تمارسه القوات الاسرائيلية حاليا بدباباتها وجرافاتها ومدرعاتها ومجنزراتها ومروحياتها على المدينة القديمة من نابلس وماجاورها من احياء لن يمر دون انتقام من الفلسطينيين، وهكذا تؤكد اسرائيل من جديد على تمسكها بأساليب العنف وابتعادها عن معطيات السلام، ويغرق رئيس وزرائها الحالي في وهم كبير حينما يظن ان ممارساته العدوانية سوف تؤدي الى احرازه مكاسب سياسية على الارض، فالتجربة الحية المتمخضة عن افرازات الانتفاضة الفلسطينية الثانية تؤكد ان ارادة شعب فلسطين غير قابلة للذوبان والشحوب، وهذا ما يجب ان تدركه اسرائيل ومن يزين لها عدوانها الآثم على حقوق مشروعة لا يمكن التنازل عنها بأي حال.