قال وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي ان بلاده بصفتها رئيسة القمة العربية تبذل جهودا في سبيل انهاء قضية الاسرى الكويتيين المحتجزين لدى العراق. واضاف العريضي في حديث خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه اثار هذه القضية خلال زيارته الاخيرة لبغداد مع جميع المسؤولين العراقيين. وقال انه اطلع المسؤولين في الكويت على اجواء هذه المحادثات بالاضافة الى اطلاع الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود عليها.
واكد العريضي ان لبنان يطالب دائما على لسان كبار مسؤوليه بانهاء هذه المأساة الانسانية التي يجب ان لا تستمر والتي كان آخرها مطالبة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط العراق باطلاق سراح هؤلاء الاسرى في أسرع وقت ممكن. واوضح ان الرئيس لحود بصفته رئيسا للقمة العربية الحالية يلعب دورا ايجابيا اذ يقوم باجراء اتصالات مكثفة مع كافة الاطراف لمعالجة هذه المسألة, وذكر ان لبنان سيقوم برسم آلية للتحرك لانهاء هذه القضية واشاد الوزير العريضي بمواقف الكويت لدعم التضامن العربي والتي تجلت خلال قمة بيروت اذ تعالت على جراحها ووافقت على صدور قرارات تتعلق بالحالة بين الكويت والعراق. واوضح العريضي ان الموقف الكويتي كان واضحا منذ قمة عمان وكذلك في قمة بيروت اذ كان لديها الرغبة في طي صفحة الماضي ولكن على قاعدة من الوضوح التام لوضع حد لكل ما حدث. واشار الى ان القرارات التي صدرت عن القمة العربية في بيروت فيما يتعلق بالحالة بين الكويت والعراق ادت الى هدنة اعلامية بين الجانبين لكن يبقى هناك الموضوع الاهم وهو الاسرى الكويتيين المحتجزين لدى العراق والذي لم يحل حتى الان. وفي رده على سوال حول الاوضاع في المنطقة وما تشهده من تطورات اكد العريضي ان الموضوع الجوهري والاساسي في المنطقة هو القضية الفلسطينية التي تشهد حاليا تداعيات كبيرة بسبب الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة لمناطق الحكم الذاتي الفلسطيني.
واعرب عن اسفه للموقف الامريكي الذي لم يكن متوازنا بل هو موقف منحاز بالكامل لاسرائيل وهذا يعطي اسرائيل قوة كبيرة وفرصة للاستمرار في استباحة المناطق الفلسطينية كلها.
وقال ان هذه الممارسات الاسرائيلية قضت على كل امل في امكانية التوصل الى تسوية في المنطقة تكرس حقوق الشعب الفلسطيني وترسي الامن والاستقرار. واكد العريضي ان العرب ما زالوا متمسكين بالتسوية في منطقة الشرق الاوسط على قاعدة قرارات القمة العربية في بيروت التي وافقت بالاجماع على المبادرة العربية التي كان من الضروري طرحها على المستوى الدولي مع الولايات المتحدة والامم المتحدة واوروبا وروسيا لاطلاق عملية السلام في المنطقة. واضاف انه نتيجة الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية تراجعت هذه المبادرة بشكل كبير بالاضافة الى الخلافات العربية/ العربية حولها واوضح اننا نرى دولا تفاوض اسرائيل بشكل مباشر بالاضافة الى مسؤولين فلسطينيين يجتمعون مع مسؤولين اسرائيليين على اعلى مستويات ويطلقون مواقف متعددة وهذا شيء مؤسف جدا. وحول الوضع في جنوب لبنان رأى العريضي ان موضوع الجنوب مرتبط بالاحتلال الاسرائيلي موكدا حق لبنان الاحتفاظ بمقاومته لتحرير الارض الا ان توقيت العمليات ضد الاحتلال يعود للمقاومة حسب تقديرها للظروف السياسية والامنية. وذكر ان القوات الاسرائيلية لم توقف اعتداءاتها وخروقاتها للاراضي اللبنانية وبالتالي فان المقاومة تضطر من وقت الى اخر الى الرد على مثل هذه الاعمال التي تقوم بها اسرائيل. وقال ان الحل لهذه المسألة هو ان تقوم اسرائيل بالانسحاب من الاراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها واطلاق سراح جميع الاسرى والمعتلقين من سجونها والالتزام بامن وسلام واستقرار دائم على مستوى الجنوب وعلى مستوى المنطقة ككل.
وردا على سؤال حول مسألة الارهاب اوضح العريضي ان عنوان الارهاب الذي رفعته الولايات المتحدة الامريكية تهدف من ورائه الى تسوية حسابات مع دول وانظمة. واضاف ان العرب على خلاف مع الولايات المتحدة حول تعريف الارهاب اذ نراها تقف بانحياز تام الى جانب اسرائيل التي تمارس شتى انواع الارهاب ضد الشعب الفلسطيني بالاضافة الى ممارستها ضغطا على العرب وتحاول اتهام العرب والمسلمين بانهم ارهابيون.
وقال ان آخر الانباء الواردة من امريكا تقول انه اذا حصل اي اعتداء ارهابي عليها فسوف يتم اعتقال العرب والمسلمين الموجودين في اراضيها وهذا في الحقيقة نوع من الجنون لكن يعبر عن حالة موجودة لا بد ولا شك ان تثير القلق في نفوسنا.