عزيزي رئيس التحرير
كنت اظن عندما حررت ردا على مقالة لـ"امل الطعيمي" انني اخاطب استاذا اكاديميا وباحثا علميا سوف يقف على ماكتب موقف الباحث عن الحقيقة وهذا ديدن العلماء والفضلاء والحكماء والعقلاء وهو ما اثبته احد اسلافنا العظام عندما قال قولته الشهيرة (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب)، الا انني صدمت حقيقة لذلك الاسلوب الذي انتهجته الكاتبة عندما راعها تفنيدي مقالها باسلوب جد علمي وحضاري فلما لم تحر جوابا، لم تجد الا قاذع الالفاظ والكلام، ومع ان المرء اذا ما استغضب فلم يغضب خصوصا اذا ما كان بلا وجه حق، فانه يعد انسانا مهينا او وضيعا، وما انا والله بهذا ولاذياك، الا انني في الوقت نفسه اترفع ان اجهل فوق جهل الجاهلينا واتمثل قولة الامام الشافعي رحمه الله (والله لولا مخافة الله لما كان اللص اذكى منا) نعم لو اردت ان انساق فيما انساقت اليه لما استطاعت بي لحوقا، ولكن كما اسلفت وأترفع عن ذلك كله، واعود مخاطبا ارباب العقول السليمة ومفندا مقالها ـ وما هو والله بمقال ـ ليرى المنصفون من هو اليق بصفات من مثل (سخف، جهل، امية فكر)، ومن منا اجدر بالا يلقي للآخر بالا ولا يعيره التفاتا.
1 ـ تقول امل: (الا ان رسالة اخرى من السيدة او ربما السيد حنان خالد) واليها اقول: (هاهو قد راعك الامر ان قد وقف مع العقل والحقيقة امرأة فاضلة فما عاد الامر مقتصرا على نصرة الرجال لي بل تعداه الى النساء من بنات جنسك، فماذا عساك ان تقولي الا كما سطرت ـ وهو متوقع دفعا للاعتراف بالهزيمة ـ بان السيدة المذكورة ليست الا رجلا متلفعا باسم نسائي، وهذا يبين حقيقة تسربلك بتلك السبة التي تتهمين بها المجتمع ككل من انه تروعه الحقيقة وتصفعه القوة، نعم هاهي الحقيقة تروعك وبدلا من الاعتراف والتسليم ـ ولو فعلت لشكر سعيك ولحمد لك صنيعك اذ الرجوع الى الحق منقبة لايقدر عليها الا الاسوياء ـ بدلا من ذلك ابيت الا الاصرار على الخطأ) والتمادي فيه.
2 ـ وتستطرد امل قائلة: (ايدت فيها رأي د. ابراهيم الملحم وركبت معه مركب الجهل و التجاهل فكلاهما يشيران الى امية فكرية لاقبل لي بمحوها) واقول لها (اما من ايد مقالي واثنى عليه فكثير وما الفاضلة حنان خالد الا واحدة وغيض من فيض، نعم لقد ايد المقال طالب العلم الشرعي الذي بلغ مبلغا، والاستاذ والمربي،والكاتب الاريب الذي لم تبلغي مستواه الراقي، والاديب والشاعر، نعم كل هؤلاء وهم اشخاص لا صفات في شخص ايدوه وابدوا اعجابهم بما ورد فيه وباسلوبه الذي كتب به، اضيفي الى كل هؤلاء البرقية التي لاشك قد قرأتها وهي تلي برقية وجهت اليك من قبل الدكتور/ خالد الحليبي والتي جاء فيها من التأييد التام لما كتبت ما انت ولاشك على احاطة تامة به، فهل يا عزيزتي كل اولئك وهم يمثلون صفوة اهل الفكر في المجتمع قد ركبوا ايضا مركب الجهل معي انا والفاضلة حنان خالد.
3 ـ تقول (هل الاديب والشاعر والمحاضر وامام المسجد وخطيب الجمعة افرادا او جمعا في شخص صفات تجعل صاحبها معصوما من الخطأ او ان رأيه فوق كل رأي) واليها اقول (من الذي افتاك بهذا او اوحى اليك بذلك، اذ ان الصفات الانفة الذكر قد ذكرتها انا في مطلع الرد على زعمك بان الدكتور خالد ربما ابان عن رأي ما بسبب تردده على مواقع انترنتية، فاستحضرت مهام الرجل العلمية والعملية لاوضح لك ولامثالك ان الدكتور ليس لديه متسع وقت يهدره فيما تقصدين،.. فمن منا اذن يخلط الامور ويقلبها ليظهر الامر وفقا لهواه، انا ام انت؟!! اما ان قلت ان ذلك قد حصل منك دونما قصد فاهنئي اذن بقول الشاعر العربي:
وكم من عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السقيم.
4 ـ وتستطرد قائلة (فما يصح في علم البيطرة واساليبها لا يصح مع البشر) واقول لها (ما اوردته من اسلوب الحكم على تجربة ما في الميدان البيطري، اسلوب يعرفه ذوو العلم والصناعة والبحث في مختلف المجالات والقطاعات والتخصصات، ولم اجد احدا لم يفهمه الا انت، فهل عساي اخطأت في توجيه الخطاب وتلك الجزئية بالذات اليك فلم تستوعبيها، فألوم نفسي على تسرعها وعدم انصياعها لمقولة الامام علي رضي الله عنه بان نخاطب الناس على قدر عقولهم!!)..
5 ـ تدعي الكاتبة انها تكتب حبا وانها تكتب للانسانية، وانا اقول لها (بل انت تكتبين قسرا اذ لابد لك من الكتابة ولو بلغ الامر رص كلمات لاتشي بمعنى ولاتبتغي هدفا لانك مدفوع لك اجرا، اما الفاضلة حنان خالد فهي وامثالها ممن يكتبون حبا في اي موضوع يرغبون وللصحيفة التي يحبون ويأملون ان تبلغ الكمال فنا).
6 ـ وتقول ايضا: (اما القارئ ابراهيم الملحم فما جاء في رده من السخف وعدم الفهم امر لايستحق ان استهلك الحبر من اجله وكمثال فقط اذكره بان تطاوله ورغبته في نسف ما يخالفه امتد الى قواعد اللغة العربية التي راح يتحدث عن دلالات "من" دون علم).. واليها اقول (على رسلك وهوني الامر عليك فما اوردت الا علما لعله لم يبلغك او هكذا هو الواضح واليك الدليل: جاء في كتاب: مغني اللبيب عن كتب الاعاريب لابن هشام الانصاري من منشورات دار الكتب العلمية ببيروت لبنان، المجلد الاول وفي الصفحة 623، ما نصه: (زيد في اقسام من قسمان آخران، احدهما ان تأتي نكرة تامة، وذلك عند ابي علي، قاله في قوله من البسيط: ونعم مزكا من ضاقت مذاهبه.. ونعم من هو في سر واعلان).. فانظري يا رعاك الله الى قوله (وزيد) اذ ان هذا ليس من اقسام "من" الاربعة المشهورة ولاداعي لذكرها لئلا اثقل عليك المؤنة.. فهل ماسطرته بخصوص (من) اوردته من جعبتي ودونما علم كما تقولين، ام انني وانا البيطري وتخصصي لا علاقة له البتة بالمجال الادبي اثبت بالدليل اني اغزر علما في مجال هو اقرب الى تخصصك منه الى تخصصي!!
7 ـ اما يا اختي الفاضلة لو اردت افهامك جزئية من صميم تخصصي الفيروسات البيطرية (فلن استطيع الى ذلك سبيلا، لان امر هذا التخصص الذي تطلبين مني ان اكتب اليك وانا بعيد عنه في قولك وعندما تكتب تذكر ان تكتب بعيدا عن مكتبك في المختبر البيطري) اقول (ان هذا التخصص لا تستطيعه العقول الضعيفة فقري عيناوطيبي نفسا بما انت اهله وبما يسرت اليه ولا تطاولي القمم السامقة فتزل بك القدم ولات حين مندم). ختاما: لتعلمي يا امل انني اتواضع للحق واتراجع ببساطة عن رأي علمت بالدليل والبرهان خطأه اوتبين لي بما لايقبل الشك عواره، لكني في المقابل لا ارتضي لنفسي ان يسيئ اليها كائن من كان بدون وجه حق واني حينها اتمثل قول القائل:
وان لساني شهدة يشتفى بها
وهو على من صبه الله علقم.
د. ابراهيم عبدالرحمن الملحم.