للناس مع الجوال حكايات هي في الغالب سيئة النهايات.. خاصة بعد تعدد النغمات.. وما قد تسببه من إحراجات.. في مواقف لا يجوز فيها الكلام.. لأنها تفرض على الجميع الاحترام.. وتجنب اللجاجة والخصام.. لكن ماذا يصنع المرء بالجوال اذا فاجأه رنينه في الحال.. فصعب عليه الرد واستحال.. وما حيلته تجاه بعض النغمات إذا أتت على نغمة إحدى الاغنيات.. لبعض المطربين او المطربات؟ وهي صرعة من الصرعات التي ابتلي بها بعض الشباب والشابات.. والكبار الذين يبحثون عن المغريات.. وتلك المواقف كثيرة.. وذات نتائج خطيرة.. وهي بالذكر جديرة.. لولا ضيق المساحة.. مما لا يبعث على الراحة.. لكنه لا يمنع من الصراحة. من ذلك أيها الإخوة الأصدقاء.. ان ا حدهم كان في عزاء.. في وفاة احد الوجهاء.. وعلى المكان يسيطر الجو المهيب.. والصمت الرهيب.. والحزن العجيب.. لوفاة الوجيه الحبيب.. فإذا جوال أخينا يشق الصمت بلحن غريب.. لأغنية تقول كلماتها (السح الدح امبوه.. الواد طالع لابوه) وكأني بالجميع سرا قد سبوه.. . ولعنوا الجوال ومن اخترعوه.. فأحرج صاحبنا أيما احراج.. وتمنى ان يكون في سوق الحراج فسارع بالخروج من المكان.. وهو معقود اللسان.. لهذا الموقف (التعبان) وترك الاخوان وهو آسف (خجلان).
وحكاية أخرى من الحكايات.. وهي خاصة بالسيدات.. ان اثنتين كانتا في احدى المكتبات.. تبحثان عن حاجة من الحاجات.. فرن هاتف احداهما.. عن نغمة اغنية تقول كلماتها (عين السيح يا نوير) فلكزت إحداهما الأخرى بكوعها قائلة:
ـ هذا زوالك (بتشديد الواو) فردت الأخرى: لا هذا زوالك (تعني جوالك) فلم تتردد الأولى ان صاحت بالثانية في غضب شديد، والناس بين كاره وسعيد.. لهذا الموقف الفريد:
لا أنا نغمة زوالي (مريوم يا لمزيونة).
وموقف آخر لا يليق.. حتى بين صديق وصديق.. فكيف به وهو بين تلميذ متخلف.. واستاذ في شرحه متكلف.. وفي تعامله مع تلاميذه متعسف.. ولا يعرف كلمة متأسف، وبينما المدرس يشرح درسه.. مندمج في الشرح حتى نسي نفسه.. وكأنه في الحماسة في ليلة عرسه.. واذا بالجوال العنيد.. يطلق رنينه من حقيبة الولد البليد.. والولد في حال من البلاء شديد.. لكن المدرس الآتي من بلد بعيد.. لأنه خريج جديد.. وجد فرصته في الانتقام.. من هذا الضيم والحر لايضام.. وان بعد به المقام.. وحدج الولد.. فاذا به قد جمد.. وصرخ المدرس المغوار.. على التلميذ المحتار.. ورمى المدرس بالجوال على الجدار.. وكان الظن ان مآله الى انكسار.. بعد ان انتزعه من الحقيبة.. بحركة ساخطة عجيبة.
الغريب ان الجوال.. بعد هذا المآل.. ظل يرن ويرن.. وكأنه الى تدميره يحن.. وذلك بنغمة تقول: (اتحداك مهما الزمان يطول).