DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

رؤية

رؤية

رؤية
أخبار متعلقة
 
قلت في الزاوية الماضية: ان احمد العمير شاعر شاب بزغ وغاب.. وهل غيابه هذا أفول ام انه نجم خلف السحاب.؟!! وبعد احمد العمير الذي كان.. فبان.. تداعى الى ذهني رفيق له هو عبدالرؤوف العبداللطيف. نعم هما رفيقان.. ولكن لكل منهما منهجه الشعري فالعمير شاعر وجد.. اما العبداللطيف فانه شاعر حرمان.. غير انهما التقيا في "الصمت الشعري" فالعمير قال وصدق: ايها الشعر وداعا لم تعدلي وانا يا شعر عفوا لم أعد لك أما رفيقه الشاعر عبدالرؤوف فانه قال: الصمت في أفواهنا يتكلم والجرح في أعماقنا يتألم ونحس بالآهات تضرم نارها بصدورنا لكننا نتكتم بعد تلك المقدمة المحرقة كجمر الغضا.. يصل الى مرحلة التبرير التي لم يصل اليها العمير فيقول: ما قيمة الكلمات حين يصفها شعر وصوت الفكر فيه مؤمم والصمت في بعض المواطن حكمة يدريه من عقل الحياة.. ويفهم ولقد وفق عبدالرؤوف في مثل هذه المفردات ـ غير الشعرية ـ والتي صارت بفعل شاعريته كلمات شعرية مموسقة وهي ـ يصفها، مؤمم ، الشاعر/ عبدالرؤوف العبداللطيف.. شاعر موهوب، متمسك بعمود الشعر الاصيل بشكل قوي في اغلب شعره. يتميز بموسيقى شعرية دافئة وهادئة غير صاخبة، قصائده التي بين يدي ـ وكلها مخطوطة ـ تقول: ان شفافيته عالية. تنعكس من خلالها احداث الآخرين فيعيشها اكثر مما يعايشها. ويتقمص الحدث وينفعل به، ويقع تحت وطأته وثقله، بطريقة تلقائية. فتجد صوره ديناميكية حية. فتتأثر بها. لان الشاعر صدق في نقلها فنيا ومزجها بروحه وحسه ونفسه ووجدانه. @ الشاعر عبدالرؤوف لديه رصيد من الحزن والحرمان اضاءا في نفسه جوانب انسانية واسعة جعلت هموم الاخرين جزءا حيا من همه.. يعانيها، ويكتبها، ويحاول علاجها بعد تشخيصها، وهذا ما يجعل منه ذلك الشاعر المؤثر بواقعيته وصدقه الفني استمع اليه في هذه الابيات: يا قلب قل وأبن لا تكتم الشجنا فان كتم الهوى قد أسقم البدنا صف حبك العف لا تأبه لعاذله فلو يذوق الهوى ما قال غير ثنا صف ليلة لم تزل ذكرى إذا خطرت ترى كأنك طير للسحاب دنا صف كيف تأسرك الحسنا بناظرها وكيف تملك منك العين والأذنا صف الكرى عندما يغفو بمقلتها ورمشها عندما يستعذب الوسنا قد كنت تبصر عينيها بحور هوى وكان لحظك في ألحاظها سفنا كأننا حين القاها فتبسم لي طفلان غضان والأحلام تحملنا بوح مؤنق.. واحرف تتشكل على الورق نبضا قلبيا دافئا. ينقل التجربة بأمانة فنية اخيرا.. ان قصدي من كل ما سبق في هذا المقال تساؤل حيرني وحير عشاق الشعر المتابعين في الاحساء.. أين هذا الشاعر أم أنه اتخذ الصمت حكمة وحكم على نفسه به لانه عقل الحياة وفهمها؟! لست أدري!!