قدم رئيس بلدية حيفا شمال فلسطين المحتلة، الجنرال في الاحتياط عميرام ميتسناع، أمس رسميا، ترشيحه لرئاسة حزب العمل داعيا الى استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
وقال ميتسناع للصحفيين في حيفا: أعلن رسميا ترشيحي وانني مقتنع بانني سانتخب لكن ذلك لن يكون سوى جولة اولى في المعركة الحاسمة. واعطى الاولوية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بشكل عاجل مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يملك حلا معجزة للازمة كما يؤيد ضرب المقاومة الفلسطينية بشدة وقسوة. وزعم أنه في حال فشل المفاوضات وتبين فقدان وجود شريك فعلي، فانه يؤيد انفصالا احادي الجانب مع الفلسطينيين، عبر انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة والقسم الاكبر من اراضي الضفة الغربية. وميتسناع (57 عاما) أعلن مسبقا تأييده لاتفاق سلام مع الفلسطينيين يقوم على اسس خطة كلينتون التي تعود الى كانون الاول/ ديسمبر 2000، وزعم أنه يؤيد انسحابا اسرائيليا من حوالي 95 في المئة من الضفة الغربية ومن كل قطاع غزة فضلا عن تقاسم القدس الشرقية بين احياء يهودية وعربية. وقد دان الغارة الاسرائيلية في 23 تموز/ يوليو على غزة عندما اسقطت مقاتلة اف-16 قنبلة تزن طنا على منزل ما اسفر عن مقتل القائد العسكري لحركة حركة حماس صلاح شحادة الى جانب 15 شخصا بينهم تسعة اطفال. وميتسناع كان ضابطا رفيع المستوى خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان في حزيران/ يونيو 1982 وعارض تصعيد الهجوم الاسرائيلي وصولا الى بيروت معلنا انه لا يثق بشارون الذي كان انذاك وزيرا للدفاع، غير انه رقي الى رتبة جنرال وواجه في 1987 الانتفاضة الاولى الفلسطينية وكان انذاك قائدا للمنطقة الوسطى التي تشمل الضفة الغربية. ونظرا لخبرته هذه، يعتبر ان على اسرائيل ان تجد وسائل اخرى غير اللجوء الى القوة والمزيد منها في مواجهة الفلسطينيين مشيرا في الوقت نفسه الى ضرورة محاربة المقاومة الفلسطينية من دون رحمة.
ويترأس ميتسناع منذ تسعة اعوام بلدية حيفا ثالث اكبر مدينة فلسطينية ـ يهودية في فلسطين المحتلة، حيث ان تعدادها 275 الف نسمة بينهم حوالي 30 الف فلسطيني من حملة الجنسية الاسرائيلية يميلون الكثير منهم الى حزب العمل ضد تكتل الليكود وهم ما تبقى من أهالي المدينة الفلسطينية العريقة اللذين تم ترحيلهم أو تهجيرهم من ديارهم عشية اعلان قيام دولة الاحتلال الصهيونية.
وبحسب استطلاعات الرأي الاخيرة، يتقدم ميتسناع على منافسيه، رئيس الحزب وزير الدفاع الحالي بنيامين بن اليعازر ورئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية حاييم رامون المرشح هو ايضا لرئاسة الحزب. والانتخابات التشريعية كانت مقررة بالاصل في 28 تشرين الاول/ اكتوبر 2003.