اين قضيت مرحلة الطفولة؟
ـ في حي الرقيقة، وكانت المنازل من الطين واحتفظ بذكريات كثيرة تربطني بهذا الحي الجميل.
@ اين تلقيت تعليمك؟
ـ تلقيت تعليمي عند المطوع حيث درست القرآن الكريم وختمته وبعد ذلك قاموا باخذي في الحارة حيث من يختم القرآن يردد في الشوارع مع الفريق (الحمد لله الذي هدانا كما علمنا القرآن.. علمنا معلم يرعانا) بعد المطوع توقفت عن الدراسة.
بداية الرحلة في الحني
@ ماذا بعد ختم القرآن؟
ـ سمعت ان شركة ارامكو توظف الشباب فذهبت الى منطقة الحني تبعد 60 كم عن الاحساء، واتذكر انني سافرت بواسطة سيارة كانت قادمة من الدمام باتجاه الحني وكان هناك شخص امريكي اسمه (كيسي) واعطاني ورقة توظيف وذهبت بها الى الدمام مرورا بابقيق واتذكر الشخص الذي يستقبل طلبات الموظفين من عائلة الصويغ، ولايحضرني اسمه، واجريت الكشف الطبي، وفي اليوم التالي رجعت الى الحني.
@ كيف كان مبنى ارامكو بالدمام تلك الفترة؟
ـ كان عبارة عن بركس من خشب ومحاط بسور حديدي وكان موقعه بطريق الدمام القديم.
@ كم كان يستغرق الطريق من الدمام الى الحني؟
ـ 7 ساعات وكان الطريق غير معبد، وكنا نشاهد السيارات مغرزة في الرمال عند ابو الدلاسيسي وغونان.
@ اين عملت في البداية؟
ـ عملت في الحني لان (كيسي الامريكي) قال لي بعد تسجيلك في الدمام تعود الى الحني، حيث تعمل هنا، وبالفعل عملت في الحني لمدة سنة كاملة، وقد سمعت بان هناك نقلا لمن يريد ذلك، وانتقلت الى الظهران.
@ في اي قسم عملت في الحني؟
ـ عملت في قسم الصيانة.
بين الحني والظهران
@ كم كان اول راتب؟
ـ اول راتب كان 90 ريالا وكان تعييني عام 1947م.
وكان الراتب كل 14 يوما بعد ذلك كل شهر.
@ اين اتجهت بعد الحني؟
ـ عملت في الظهران وكانت فترة قليلة لم تتجاوز السنة.
@ كيف كانت الظهران تلك الفترة؟
ـ كانت الظهران عبارة عن بركسات وبر ولاتوجد هذه العمائر التي ترونها.
@ ماذا كان عملك في الظهران؟
ـ كان عملي في الاطفاء.
@ هل تعلمت قيادة السيارات بعد عملك في ارامكو؟
ـ نعم وقد تعلمت قيادة سيارات النقل الثقيل جميعها دون استثناء.
@ من كان رئيسك المباشر في الظهران؟
ـ كان معظم الرؤساء هم من الاجانب، خاصة الامريكان، وكان عدد السعوديين قليلا جدا.
@ وماذا بعد محطة الظهران؟
ـ عملت في بقيق، وكانت بداية افتتاح مستشفى ارامكو ومعظم خدمتي في بقيق.
@ كم كانت سعة مستشفى بقيق؟
ـ كانت مستشفى بقيق صغيرة وبناؤها متواضع.
@ وماذا عن مستشفى ارامكو بالاحساء؟
ـ كانت مستشفى ارامكو في ذلك الوقت في منزل مستأجر، وكان بمنزل المغلوث بمدينة المبرز، وكان رئيسنا المباشر حماد الحماد، اما رئيس الاطباء فكان لبنانيا، اسمه عبود، وعملت بمستشفى ارامكو بالاحساء لمدة 15 عاما حتى تقاعدت.
@ هل تتذكر بعض زملائك في العمل؟
ـ نعم منهم علي الجيزان، عايش العبدي، ابن عويشير "يرحمه الله" سعد الثنيان، عبدالله الحميد، منصور بن فارس، علي بن زلال الدوسري، عبدالرحمن الحواس، زمل الشمري، عبدالعزيز الغليقة ورشيد الشمري وكان رئيسنا خالد الملحم (يرحمه الله).
السكن بالمخيمات
@ في تلك الفترة هل كان يوجد مكيفات في السكن؟
ـ كنا نسكن في خيام، وكان ذلك فترة عملي في بقيق، ولم يكن هناك مكيفات، وكنا ننام على هواء المروحة، وكنا نعاني من شدة الحرارة في فصل الصيف، واذا اردنا شرب الماء البارد ذهبنا الى ملعب كرة القدم.
@ هل تتذكر بعض المواقف الطريفة اثناء عملك في ارامكو؟
ـ نعم اتذكر في احد الايام كنت اقود سيارة الاسعاف ومعنا مريض ننقله من بقيق الى مستشفى الشرق بالخبر، واثناء عودتنا الى بقيق، وقبل ان نصل احترقت ماكينة الاسعاف، وقمت بايقاف الاسعاف في جانب الطريق، وخرجنا مسرعين من الاسعاف ونسينا الممرضة داخل الاسعاف وبعد عدة دقائق قمت بفتح باب الاسعاف، وخرجت مسرعة كأنها ولدت من جديد، وكان ذلك في وقت متأخر من الليل.
واتذكر موقفا آخر كنت اقود باصا متجها من بقيق الى الظهران، وكانت الساعة الحادية عشرة ليلا، واتذكر ان عملي كان آخر الليل، وعندما وصلت منطقة قبل الظهران كان هناك منحدر، واذا بقطيع من الاغنام يتجاوز 300 رأس غنم، وكنت اسير بسرعة 100كم، واتجهت الى اليمين وانقلب الباص عدة مرات، وبعد ذلك لم اشعر الا وانا في اخر الباص، وقد شاهدت الموت في تلك اللحظة العصيبة، التي لا انساها ما حييت، حيث اشتعلت النار في ماكينة الباص وانا بداخله، وكنت وحيدا وخرجت من السيارة وقمت باطفاء النيران المشتعلة في مقدمة الباص.
@ هل ندمت يوما على دخولك ارامكو؟
ـ لا ،بل كنت مرتاحا جدا، رغم ان بداية العمل كان شاقا جدا، ولكن الحمد لله.
@ كم امتدت خدمتك؟
ـ امتدت خدمتي 40 عاما، وتقاعدت من ارامكو حينما وصل عمري الى 60 عاما.
@ متى تزوجت؟
ـ تزوجت بعد عملي في ارامكو بأربع سنوات، ولكن لا اتذكر اليوم بالتحديد.
@ كم كان المهر؟
ـ كان 1000 ريال فرنسي قطع حديدية قبل الورق.
الزواج في الماضي
@ كم كان عدد ايام الزواج؟ وكيف كان زواج تلك الفترة؟
ـ هناك من يجعل زواجه اسبوعا، وهناك 3 ايام، ولم تكن هناك صالات افراح كما هو موجود اليوم كان الناس يتزوجون في المنازل، ويقومون بالطبخ في ارض فضاء تكون مجاورة لمنزل الزوج، وهناك رجال يقومون بعمل القهوة العربية، ولم يكن هناك اسراف في عدد الذبائح، حيث كان يتم ذبح ذبيحتين او ثلاث فقط.
@ هل التقاعد نهاية الموظف؟
ـ لا بل بداية حياة جديدة، واقضي اوقاتي بين ابنائي واحفادي، والحمد لله على الصحة اولا واخيرا.
@ ما كلمتك الاخيرة؟
ـ اقول اننا في البداية واجهنا متاعب كثيرة من شدة الحرارة وعدم وجود مميزات الوقت الحاضر من مكيفات مركزية وخلافه، وكنا نذهب الى العمل ونخرج وجميع ملابسنا مبتلة بالمياه من شدة الحرارة اما الآن الحمد لله فكل شيء متوافر.