عزيزي رئيس التحرير
قرأت مقالة الكاتب الكبير فهمي هويدي في جريدة (اليوم) (4 جمادى الآخرة) وطرح من خلاله العديد من مواقف المنظمات والهيئات والجمعيات الخيرية التي تدعمها اسرائيل وتدفعها لمحاصرة الفكر العربي والغربي وترهيب كل من ينتقد الصهيونية واسرائيل اما بالاعتداء عليه مثلما تفعل المليشيا اليهودية (بتيار) وهي فرع لمنظمة عالمية ـ تتولى الاشتباك والضرب لكل من تسول له نفسه انتقاد اسرائيل.. (والمؤسف ان المنظمة تتلقى الدعم والمعونة من الحكومة الفرنسية ويتدرب اعضاؤها على السلاح في ثكنات الجيش الاسرائيلي في دورات سنوية). وقد اعتدى هؤلاء بالضرب على جوزية بوفيه الذي ذهب الى رام الله تضامنا مع الفلسطينيين.. ليس هذا فقط فهناك اعتداءات كثيرة وموقع على الانترنت اقل ما يوصف انه عنصري.
او برفع القضايا في المحاكم الاوروبية او الامريكية وهناك اكثر من جهة يهودية مدعومة من اليهود واسرائيل تقوم بهذا الامر. وقد طالت هذه المحاكمات العديد من الكتاب والفلاسفة والادباء منهم روجيه غارودي وجمال قارصلي، واهم مؤرخ انجليزي هو دافيد ايرفنج.. ولعلنا لا ننسى كما عدد كاتبنا موقف زوجة رئيس وزراء بريطانيا التي دفعت ثمن تعاطفها المعنوي مع الفلسطينيين، وزوجة رئيس البنك المركزي الاوروبي التي تلقت تهديدات بالموت لانها علقت علما فلسطينيا على شرفتها.. ولعل مقاضاة رئيس تحرير الاهرام المصرية ابراهيم نافع في فرنسا مثال صارخ على ذلك. ناهيك عن العديد مما طرحه هويدي ومما يمكن طرحه عن امثال تلك القضايا والحوادث والخطابات مع الصحف القليلة الاوروبية والامريكية التي تتعاطف مع القضية الفلسطينية.
يعني ان الامر اصبح (بلطجة) او ارهابا قانونيا تعضده الحكومات والانظمة الغربية.. اما اذا قام برد الفعل او وبالفعل المشابه شخص آخر مسلم او عربي فهو ارهابي... والحادث ارهاب يستدعي استنفار الجيش والصحافة والاعلام؟
ثمة استباحه كاملة لكل ما يتصل بالعرب المسلمين بما في ذلك دينهم وجنسهم..
وبعد يا استاد هويدي ماذا نحن فاعلون ازاء ذلك؟
ان اسئلتك محزنه وقاتلة وواعية.. "هل ما اصابنا نتيجة لاجتراء الاخرين ام بسبب صمتنا وانكسارنا ويفرخ السؤال سؤالا آخر هو: لماذا يعملون الف حساب لـ (14) مليون يهودي (4 ملايين فقط منهم في اسرائيل) ولا يخطر لاحد ان يعمل اي حساب لاكثر مليار عربي ومسلم(!!!)
قبل ايام قرأت مقالة محزنة ايضا وبائسة (لمهاتير محمد المسئول الماليزي الكبير وسأل نفس السؤال وتبقى الاجابة مهمة.. هذه الاجابة لا يصنعها فرد او مجموعة افراد بل تطلب عملا جماعيا والامر لله يجب ان نستثنى الحكومات لظروف نعرفها جميعا ونركز على مؤسسات المجتمع المدني والتجمعات العربية في اوروبا ورجال الاعمال الواعيين الذين يوازون (ميردوخ) امبراطور الاعلام اليهودي صحيح ان في جانبنا شيئا غير صحيح اغرى الآخرين بالاستقواء علينا والاجتراء على حرماتنا.. وعلينا ان نستعيد عناصر القوة والمنعة في مجتمعاتنا ولكن كيف؟!! يرى كاتبنا فهمي هويدي وانا معه. ان لا نكتفي بالتنديد فقط لانه اصبح نضمه معاده ومكرره حتى ملها الملل.. بل يتعين علينا في الوقت ذاته ان نتعلم شيئا عن اساليب النضال المدني والقانوني التي يستخدمونها وهي تحتاج الى همة اصحاب المصلحة وتمويلا من الغيورين على كرامة الامة ومستقبلها. وانا هنا اهيب بالجميع وعلى رأسهم الامير الشاعر خالد الفيصل صاحب فكرة ومؤسس.. مؤسسة الفكر العربي ان يدخل ضمن اهتمامات المؤسسة هذا الجانب المهم.
واهيب برجال الاعمال استثمار اموالهم في الاعلام الغربي كما فعل (مردوخ) او مساندة او تأسيس الجمعيات او الهيئات القانونية والدعوية لنصرة القضية العربية وقضايا المسلمين.. وهذا اضعف الايمان.. لان اقواه لا نملكه الا ان يشاء الله. اللهم بلغت اللهم فاشهد.. وشكرا للكبير فهي هويدي.
حنظلة العبسي