في وقت سابق من الصيف الحالي شارك مئات الالاف من السكان على امتداد وادي الألب في ألمانيا في تظاهرة سباحة رسمية بمناسبة انتهاء الجهود المبذولة منذ عقود لتطهير النهر المعروف بتلوثه الشديد. والآن تهدد الفيضانات المدمرة منطقة أعلى النهر وما ورائها بتضييع كل هذا العمل الشاق أدراج الريح، وذلك على خلفية تحذير الخبراء بأن تركز مصانع الكيماويات والصناعات الثقيلة في جمهورية التشيك وألمانيا الشرقية سابقا يمثل قنبلة موقوتة سامة بالنسبة للنهر. وحتى أعوام قليلة مضت كان يبدو من الامور صعبة التصديق أن يأتي اليوم الذي يمكن السباحة في هذا النهر بعد تطهيره. والان فإن النجاح القصير الامد في عملية تنظيف النهر يمكن أن يسدل الستار عنه قريبا. فحتى لو انتهت فيضانات المياه الحالية بدون إغراق المصانع بشكل خطير، فإن الفيضانات التي قد تحدث في المستقبل يمكن أن تبعث بالزئبق السام والديوكسين عبر مجرى النهر باتجاه ألمانيا. وفي مصنع سبولانا للكيماويات في جمهورية التشيك يتم خزن نحو 000،250 كيلوجرام من المواد الكيماوية الداخل في تكوينها الزئبق وكميات صغيرة من الديوكسين عالي السمية. وكان أكثر من 90 بالمائة من المصنع قد أغرقته المياه حتى يوم الخميس وتم إجلاء العاملين به. ورغم ذلك، يقول المسئولون أنه ليس هناك خطر في التو من تسرب المواد الكيماوية. ويقع المصنع في منطقة أعلى النهر على بعد 120 كيلومترا فقط من دريسدن التي يعيش بها قرابة نصف مليون نسمة، الامر الذي دفع وزير البيئة الالماني يورجين تريتين للقيام بزيارة خاطفة إلى دريسدن يوم الخميس ليتفقد بنفسه آفاق الخطر المحتمل. ولو حدث تسرب كيماوي، فإن التلوث يمكن أن يصل إلى دريسدن خلال 48 ساعة، ليلوث ليس فقط مياه الشرب بل أيضا الادوار السفلى والمؤسسات التي يغرقها الفيضان.
وعقب الزيارة قال تريتين، وهو مسئول بارز في حزب الخضر، حتى هذه اللحظة لا يبدو أن هناك خطرا في التو، فالمخلفات السامة موضوعة في أماكن عالية وجافة ومحمية وراء جدران واقية من المياه . ولكن نشرة صحفية أصدرتها جماعة السلام الاخضر البيئية ناقضت تصريحات الوزير المنتمي للخضر، قائلة إن الموقع المقام عليه مصنع سبولانا بأكمله أغرقته المياه . واعترف تريتين بأن كمية لم تحدد من الكلور تسربت من المصنع التشيكي إلى نهر الألب . ولكنه أضاف أيضا أنه ليس من المؤكد نوع التأثير الذي قد يحدثه ذلك على البشر والحياة البرية. وعلى الجانب الاخر من الحدود في ألمانيا تقع مدينة بيترفيلد، المشهورة بأنها كانت المركز الصناعي الاكثر تلوثا في ألمانيا الشرقية سابقا. ومنذ يوم الخميس ويبذل العمال جهودا خاصة لوضع وتعزيز حواجز لمنع مياه الفيضان من التسرب إلى مصانع الكيماويات. ويبدو أن جهودهم ستكلل بالنجاح هذه المرة. ولكن المسئولين يقولون أن نهر الألب مازال قنبلة موقوتة سامة .