الثقافة الاعلامية العالمية جلها ولا اقول كلها تسبح في فلك الهجومية المسيطرة على مقدراتهم.. وتسبح بحمد اسرائيل التي لا تعرف الحمد ولا الشكر عبر تواجدها الأسود.. ذلك ان الحمدلله وحده الذي لا يحمد على مكروه سواه...
لم يكثف الكيان بكل هذا الزخم من الابواق التي تتستر على جرائمه وعلى اهدافه العدوانية التوسعية..وانما تحركت آليته الاعلامية ونشطت واتخذت قرارها بانشاء فضائية تبث برامجها باللغة العربية زيادة في الخداع والتسويف والمكيدة في محاولة للتشكيك وقلب الصورة، والتأثير على التفكير الساذج.. أملا في اجتذابه الى الشرك الذي ينصب له..
بل ان قناة فضائية امريكية اخرى بتوجه صهيوني تتأهب للعب دورها مواكبة لميلاد توأمها الذي ستزف إلينا بشارة قدومه من تل ابيب ناقلة الينا ثقافة سلام مزيف ظاهره الرحمة وباطنه العذاب..
كل هذا يجري ويتم على قدم وساق.. ونحن ننتظر!!
ماذا بيدنا ان نفعل؟ هل يشفع لنا انتظار سموم قاتلة توجه الينا عبر الفضاء دون ان نحصن انفسنا من اخطارها؟!
أين هي مواطن الضعف التي نشكو منها كي لا نتحرك؟!
نقص في الامكانيات المادية..!.. ابدا نحن نملك من المال ما يقدر على انشاء اكثر من قناة تليفزيونية فضائية واكثر من صحيفة تخاطب الغرب بلغاته التي يفهمها.. والتي من خلالها يتفهم المشكلة المعقدة التي نواجهها والتي كانت غائبة ومغيبة عنه..
نقص في القدرات الفكرية الفاعلة..! ابدا فامكانيات كبيرة وكثيرة قادرة على التخاطب والحوار السياسي العقلاني مع الاخرين ومواجهتهم بالحقائق دون تشنج او صراخ.. وانما بروح العصر الذي لا يفرط ولا يفرط.. لا يعادي ولا يستعدي.. وما دمنا نملك الوسيلة.. ونملك تحقيق الهدف من خلال ادواته الفاعلة والمتفاعلة.. ماذا ننتظر؟!
لا اجد عذرا لمجرد التفكير في خطوة كهذه.. ذلك اننا نعيش مرحلة صدام ثقافي وسياسي.. وعصر حوارات الحضارات. وبدون توافر منبر او اكثر نطل منه على العالم نخاطبه بكل ثوابتنا الوطنية والايمانية والامانية وبلغة يفهمها من يجهل لغتنا سنظل وحدنا على الهامش عرضة للضياع. والنسيان، في الاحتواء والانطواء..
وما اظن مخلصا يجهل او يتجاهل خطورة تقوقعنا حول ذاتنا.. ومخاطبة انفسنا بما نعرف.. وما مسنا في حاجة الى معرفته.. وما اظن مخلصا تجهل او يتجاهل عجز اعلامه العربي الا ما ندر عن مواكبة الهدف واستخلاص العبر منه.. واستنتاج اثاره على مسار الحركة المستقبلية.
من هنا جاء الطلب ملحا وعاجلا كي نقابل الكلمة بكلمة.. والسؤال بجواب. والجواب بسؤال.. كل ذلك ذخيرة لابد من توافرها في معركة رصاصاتها مشحونة في الرأس تنطلق من اللسان وتدون باليد..
بهذه الرغبة.. وبهذه الرهبة.. اتطلع الى اجابة تملك القدرة على ترجمة الأمل الى عمل.. والحلم الى حقيقة.. ان ذلك لصالحنا.. وتحقيق مصالحنا.. واشعار غيرنا اننا امة بقدر ما تنطق كلمة نعم.. تعرف كيف تنطق مفردة (ييس) و(ياه) و(بيي) وما خلفهما من سطور وصفحات يمكن توظيفها واستثمارها من اجل مد جسر لثقافة الحوار السياسي والفكري.. وهو مطلب لا مفر منه في عالم تفوح منه رائحة العولمة بكل ما تعنيه من ذوبان وانصهار اخشى ان يطال ثوابتنا مالم يكن لنا ذلك الصوت المسموع الذي يقارع الحجة بالحجة.
في اخذ وعطاء دون املاء وفرض ارادة ترفضها ارادة اخرى.