قبل عدة أسابيع تم حجب جائزة القصة في مسابقة أبها ؛ لعدم رقي المشاركات إلى مستوى الجائزة , وفي الأسبوع الماضي تم حجب جائزة الشعر في مهرجان أبها السياحي للسبب نفسه , وهذه ليست جديدة , فهي تحدث باستمرار من جهات مختلفة .
والملاحظ في المشهد الإبداعي الشعري والقصصي كثرة الأسماء , حتى يصعب إحصاؤها , فهل هذه الأسماء لم تنتج ما يرتقي إلى مستوى الجوائز ؟
ليست الساحة - كما يبدو لي - مقتصرة على الكم , فالمطلع على النتاجات السعودية يجد تميزا يؤهل عند بعض المبدعين لنيل جوائز عربية وعالمية , وليس جوائز محلية فحسب , سواء على مستوى القصة أو الشعر.
ومن جانب آخر نجد أن الجوائز في المملكة العربية السعودية تمنح تحت إشراف لجان متخصصة ذات كفاءة عالية , ليست مجال شك , فأين المشكلة ؟ !
لو نظرنا إلى الإعلانات بحجب الجوائز لوجدنا أنها تشير إلى أن المشاركات لم ترق إلى مستوى الجائزة , وهذا يعني أن المشاركات محدودة , وربما مقتصرة على المبتدئين , ومن ثم تصبح نتيجة الحجب أمرا طبيعيا .
إن القائمين على هذه المؤسسات يقومون بالإعلان عن الجائزة , ويطلبون من المبدعين إرسال مشاركاتهم , ثم يتم فحص المشاركات التي تصل إليهم فقط , على أساس أن المؤسسة قامت بما عليها .
وفي المقابل نجد معظم المبدعين يتحرجون من إرسال إبداعاتهم بأنفسهم , ويطالبون بان تتم دعوتهم من القائمين على الجوائز , أو أن تقوم مؤسسات بترشيحهم .
ويظهر أن هناك حلقة مفقودة , وهي الحلقة التي تصل نتاجات المبدعين بالمؤسسات المانحة للجوائز حتى يتسنى للمبدعين المشاركة بدون حرج , وإن كنت أدعو المبدعين وخصوصا الشباب إلى رفع الحرج والسعي إلى المشاركة , وخصوصا أن المؤسسات المانحة للجوائز تفتح باب الترشيح الشخصي.
هذه الفجوة بين المبدعين والمؤسسات جعلت هذه المسابقات مقتصرة على المبتدئين , دون أن يتم تحديد ذلك من المؤسسات , مما يجعل المشاركات في بعض الأحيان لا ترقى إلى مستوى الجائزة فتحجب.
ويظل السؤال قائما : من المسؤول عن هذه الفجوة ؟ هل هي المؤسسات الثقافية ؟ أو هو المبدع نفسه؟