امتنع الرئيس الأمريكي جورج بوش عن التدخل ضد وحدة مرتبطة بالقاعدة أشير الى أنها أجرت تجارب على مواد سامة في شمال العراق، وقللت واشنطن من تكهنات حول اجتماع بين بوش ومستشاريه أشير الى انه سيكون بمثابة مجلس حرب ضد بغداد، وبينما قللت واشنطن من شأن خلافاتها مع برلين حول العراق، قالت شبكة ABC التلفزيونية الأمريكية يوم الاثنين أن الإدارة الأمريكية ناقشت احتمال شن عملية عسكرية سرية لمهاجمة موقع يشتبه في أنه لصنع أسلحة كيماوية ويعتقد انه يديره أعضاء في منظمة القاعدة في شمال العراق، غير أن الرئيس جورج بوش حسم الموقف برفضه شن مثل هذه العملية.
وصرح مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحكومة الأمريكية تلقت فعلا معلومات مفادها ان مجموعة عربية مرتبطة بالقاعدة باسم أنصار الإسلام قد تكون قامت باختبار مادة الريسين السامة التي يمكن أن تكون قاتلة.
وأوضح ان التجارب أجريت خصوصا على طيور وعلى شخص على الأقل قد يكون قضى بحسب مصدر غير مؤكد على حد قول المسؤول الأمريكي.
واشار هذا المسؤول ايضا الى ان مجموعة انصار الاسلام قامت بهذه التجارب في الاشهر الماضية الأخيرة في احدى مناطق العراق الخارجة عن سلطة الرئيس صدام حسين وان اي عنصر لا يثبت ان الرئيس العراقي كان على علم بأنشطة هذه المجموعة.
وبحسب ABC فان المسؤولين الأمريكيين اعتبروا ان هذه التجارب ليست ذات شأن بحيث لا تستحق المخاطرة بحياة أمريكيين لوضع حد لها وإثارة بالتالي موجة من الاستنكار ضد عملية كهذه على الاراضي العراقية.
ولفت المسؤول الأمريكي الى وجود علاقات بين القاعدة وانصار الاسلام، مجموعة عربية ناشطة في المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد في شمال العراق، لكنه اكد ان طبيعة ودرجة هذه العلاقات ليست واضحة.
يشار الى ان الريسين هي مادة سامة مستخرجة من خلاصة حبة الخروع تمنع الجسم من جمع وانتاج البروتينات . البيت الابيض يقلل من التكهنات قلل البيت الأبيض الاثنين من شأن تكهنات ان اجتماعا بين الرئيس جورج بوش وكبار مستشاريه للامن القومي سيكون بمثابة مجلس حرب ضد العراق واصفا اياه بانه اجتماع شامل لمناقشة سياسة الدفاع والميزانية.
لكن اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض قال ان بوش مازال ملتزما بالاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. واضاف: الوقت ليس في صالحنا.
ومن المقرر ان يلتقي بوش بمزرعته بتكساس بكروفورد اليوم الاربعاء مع نائبه ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع ومستشارة الامن القومي كوندليزا رايس وريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة.
وقال البيت الابيض ان المناقشات ستتركز على اصلاحات بشأن تسليح القوات المسلحة واستراتجيتها وتمويلها وتطوير نظام للدفاع ضد اي هجوم صاروخي على الولايات المتحدة. وقال فلايشر للصحفيين في كروفورد هذه نظرة عامة وشاملة على احتياجات وزارة الدفاع.
وجعل بوش اسقاط صدام على رأس اولوياته ويتابع العالم عن كثب مؤشرات بشأن قرب القيام بتحرك يقول معارضون انه سيكون سابقة خطيرة. واعتبر المستشار الالماني جيرهارد شرودر مثل هذا التحرك مغامرة .
وستعقد حكومة بوش الاجتماع في وقت تعزز فيه من منشآتها العسكرية في منطقة الخليج. ويقوم البنتاغون بارسال معدات عسكرية من اوروبا الى الشرق الاوسط وعقد ضباط امريكيون كبار في الاونة الاخيرة محادثات مع زعماء معارضة عراقيين. وفي الاسبوع الماضي قالت رايس ان الولايات المتحدة لا خيار لها سوى التحرك ضد صدام.
واشنطن تذكر روسيا بواجباتها
الى هنا، وذكرت الولايات المتحدة روسيا الاثنين بواجباتها احترام الحظر الذي تفرضه الامم المتحدة على العراق في وقت تعمل بغداد وموسكو على اتفاق اقتصادي طويل الامد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر الذي يرافق الرئيس جورج بوش في عطلته التي يقضيها في كروفورد (تكساس، جنوب)، ان التجارة مع العراق مسموحة طالما تتطابق مع العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة.
وذكر فلايشر ان واشنطن وموسكو اتفقتا في الامم المتحدة على مراجعة لائحة المواد الخاضعة للحظر في اطار سياسة العقوبات الذكية التي تركز على السلع ذات الاستعمال العسكري.
وفي واشنطن، كشف المتحدث المساعد باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان وزارة الخارجية الروسية اكدت ان الاتفاق مع العراق سيكون طبقا لنظام العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة.
وقال ان العراق جزء من حوارنا المستمر مع روسيا. ننتظر بوضوح ان يكون كل شيء طبقا لقرارات الامم المتحدة.
نفي أمريكي على صعيد آخر، فقد نفى المتحدث المساعد باسم الخارجية الأمريكية فيليب ريكر المعلومات الصحفية التي تحدثت عن تقديم بلاده مساعدة فنية كبيرة للعراق خلال حربه ضد إيران في الثمانينيات.
وقال ريكر ان المعلومات التي تحدثت عن ان الولايات المتحدة كانت متواطئة في استعمال أسلحة كيميائية من قبل العراق لا أساس لها من الصحة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت الأحد أن الولايات المتحدة قدمت الى العراق مساعدة فنية كبيرة خلال حربها ضد إيران في الثمانينات مع العلم بان بغداد قد تلجأ الى استخدام الغاز في حربها.
وأفادت الصحيفة ان 60 ضابطا أمريكيا كانوا معنيين بهذا البرنامج رغم أن واشنطن دانت دوما استخدام العراق غاز الخردل وغاز سارين وغيرها من الغازات القاتلة وخصوصا في حلبجة على الحدود مع إيران في مارس 1988. وحظي البرنامج بموافقة الرئيس رونالد ريغان آنذاك ونائبه جورج بوش والد الرئيس الحالي ومسؤولين في الامن القومي منهم وزير الخارجية الحالي الجنرال كولن باول بحسب الصحيفة.