منذ أن تم اكتشاف أنواع الطب التكاملي ومدى فائدته الطبية والعلاجية في الشفاء من الأمراض والعلل حتى انتشرت في جميع دول العالم وبدأ الإهتمام بها واضحاً من حيث الإعتراف به واستخدامه وتدريسه ودمجه من أنواع الطب الاخرى .
فمثلاً احد اباطرة الصين كان يعالج بالإبر الصينية والأعشاب أثناء مرضه لدرجة أنهم صنعوا له إبرا خاصة من الذهب الخالص. وتم هذا الإجراء إلى أن أصبح متداولاً بين كافة طبقات الشعب من حكام و وزراء ومواطنين حتى عهد الرئيس ماو تسي تنج الذي اصدر قراراً سياسياً عام 1911 م بدمج الطب الشرقي والغربي وبعدها انتشرت بين مستشفيات وزارة الصحة الصينية. وفي كوريا أدخل التداوي بالوخز بالإبر في القرن السادس بواسطة الإمبرطور لين سنة 541 م حيث أرسل مجموعة من الأطباء إلى بكين لدراستها . بعدها أرسلت حكومة اليابان سنة 522 م مجموعة من الأطباء للتخصص ودراسة هذا المجال
أما في فيتنام فقد سافر أخصائي الوخز بالإبر الصينية زون لعلاج المرضى الفيتنامين ومن ثم أنتشر في بلادهم . وفي القرن السادس عشر إلى فرنسا بواسطة جورج سوليه دي مارنت الذي ألف كتاباً عن هذا العلاج . وفي عام 1950 م ساعدت الصين الإتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية في تدريس أطبائها العلاج بالوخز بالإبر الصينية .
أما أنتشاره في أمريكا فكان بعد زيارة الرئيس الأمريكي نيكسون إلى الصين في عام 1970 م وكان برفقته سكرتيره الخاص جيمس بروتون الذي ظهرت عليه أعراض التهابات الزائدة الدودية فنقل إلى المستشفى وقد تم إزالتها جراحيا بواسطة التخدير عن طريق الوخز بالإبر الصينية. وصادف وجود طالب أمريكي يدرس الطب بجامعة هارفارد بأمريكا فأعجب بالعلاج وقرر دراسته وعند عودته إلى أمريكا ألف عدة كتب عن العلاج بالوخز بالإبر الصينية .
بالإضافة إلى هجرة العديد من الصينين إلى أمريكا ساعدت أيضاً على انتشار العلاج في الولايات المتحدة ويقال أن السياسين استخدموها لكسب أصوات الصينين الذين حصلوا على الجنسية الأمريكية واصبح لهم حق التصويت. وبما أنهم متمركزون في مدينة سان فرنسيسكو بولاية كالفيورنيا تم الاجتماع بهم لكسب أصواتهم ولكنهم اشترطوا السماح لهم بممارسة العلاج بالطب الصيني وبعد الإنتخابات وضعت لهم قوانين التي تسمح لهم بالممارسة وانتشرت بجميع الولايات المتحدة وخاصة في الحي الذي أنشئ باسمهم " مدينة الصين " التي عند زيارتها تنبهر سواء من التسوق أو الشوارع والأقواس الصينية المشهورة.
الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف
[email protected]