دعا رئيس الوزراء التركي السابق الإسلامي نجم الدين اربكان الذي منع من ممارسة العمل السياسي بسبب انشطته المعادية للعلمنة امس الأول الناخبين الى التصويت لحزب السعادة الاسلامي في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 3 من نوفمبر، فيما انسحب ستة نواب جدد من حزب اليسار الديمقراطي بزعامة رئيس الحكومة بولند اجاويد.
وقال اربكان في مؤتمر صحافي حضره رئيس حزب السعادة رجائي كوتان وقادة آخرون ان التصويت للسعادة يعني التصويت لمستقبل تركيا منتقدا في الوقت نفسه حزب العدالة والتنمية (اك) الاسلامي، القوة الصاعدة التي تنادي بالاعتدال والتي انبثقت عن انشقاق الحركة الاسلامية والذي تتوقع استطلاعات الرأي ان يتصدر الانتخابات المقبلة.
وقد منع اربكان (76 عاما) من ممارسة اي نشاط سياسي لمدة خمس سنوات بموجب قرار من المحكمة الدستورية في عام 1998 قضى ايضا بحل حزب الرفاه الذي كان يتزعمه. واثر حظر حزب الرفاه انضوت الحركة الاسلامية تحت لواء حزب الفضيلة الذي حظر بدوره العام الماضي بتهمة ممارسة نشاطات معادية للعلمنة.
وكانت حكومة اربكان قد اضطرت في عام 1997 للاستقالة بعد سنة من توليه الحكم اثر ضغوط النخبة المناهضة للتيار الاسلامي والجيش الذي يعتبر نفسه الحامي لقيم الجمهورية والعلمنة.
من جهة اخرى انسحب الخميس ستة نواب جدد من حزب اليسار الديمقراطي (اليسار القومي) بزعامة رئيس الوزراء بولند اجاويد الذي انتقدوا رفضه المشاركة في الجهود الرامية الى توحيد صفوف اليسار-الوسط المنقسم لخوض الانتخابات المقبلة.
ويطالب هؤلاء النواب اجاويد منذ فترة طويلة باصلاح الحزب خصوصا التمهيد لخلافته، الامر الذي يرفضه رئيس الحكومة.
وصرح المتحدث باسم هذه المجموعة امين قرعة امام الصحافيين ان رفض اجاويد تنظيم مؤتمر استثنائي للحزب دفعهم الى اتخاذ قرار الانسحاب لينضموا الى حوالي 60 نائبا تركوا الحزب في يوليو احتجاجا على رفض اجاويد الاستقالة رغم متاعبه الصحية، مما اثار ازمة سياسية.
واثر الازمة الحكومية قرر اجاويد في نهاية المطاف الدعوة الى اجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وهؤلاء النواب الستة حاولوا بدون جدوى منذ اسابيع عدة اقناع اجاويد بالاستقالة.
وبات حزب اليسار الديمقراطي بذلك لا يحظى الآن سوى بـ 59 مقعدا نيابيا بعد ان كان يتمتع بغالبية 128 نائبا من اصل 550 في البرلمان.
واكد قرعة ان النواب الستة سيواصلون العمل من اجل وحدة صفوف اليسار الوسط بدون ان يوضح الى اي حزب يمكن ان ينضموا، علما بان معظم النواب الذين انسحبوا من حزب اليسار الديموقراطي التحقوا بحزب تركيا الجديدة المؤيد للغرب والذي يتزعمه وزير الخارجية السابق اسماعيل جيم.