رشحت مصادر نفطية خليجية أن تصل أسعار النفط الى مستوى 35 دولارا للبرميل وربما الى أكثر في ظل الاضطراب السيكولوجي الذي تعيشه الاسواق النفطية ، الناجم عن توقعات توقف إمدادات العراق النفطية للسوق العالمي في حال تعرضه لاية ضربة عسكرية.
وسجل النفط الخام منتصف الأسبوع الماضي سعرا وصل الى 30 دولارا للبرميل في سوق نايمكس للمرة الأولى منذ 15 شهرا في أوائل المعاملات الأمريكية قبل انتهاء اجل التعامل في عقود سبتمبر كأول شهور التعاقدات الآجلة، مسجلا بذلك أعلى سعرله منذ 23 من مايو من العام الماضي عندما بلغ النفط 30.05 دولارا.
حالة الارتفاع هذه كما يراها المراقبون غير واقعية ولا ترتكز على مؤشرات العرض والطلب، وليست مبنيةً على آلية السوق ولا تحكمها مؤثرات حقيقية، حيث يرد جانب كبير منها الى عوامل أخرى تتعلق في رغبة بعض الدول المنتجة في رفع حصصها من الإنتاج .
وتعيش الأسعار ألان حالة من التذبذب غير المستقر حيث تنازلت عن حاجز الثلاثين بعد ان نشر معهد البترول الامريكي تقريرا أظهر ان مخزون النفط الخام زاد بمقدار 6.64 مليون برميل الى 302.2 مليون في الاسبوع الذي انتهى في 16 من أغسطس الجاري.
ويبقى العامل السيكولوجي هو المؤثر المباشر على اسواق النفط العالمية في الظرف الراهن الذي تعيشة المنطقة والذي لا يخلو من الاشارات الصريحة الى حدوث بعض الاضطرابات التي قد تحول دون انسيابية الامدادات النفطية الى العالم . الا أن المملكة ومن خلال حرصها الدائم على استقرار أوضاع السوق النفطية فقد أعلنت وفي غير مرة عن موقفها الرسمي والصريح القاضي بالتزامها بضبط استقرار سوق النفط العالمي من خلال تقديم الدعم بزيادة أمداداتها للسوق النفطي لسد أي عجز قد يحدث كونها أكبر منتج للنفط في العالم وصاحبة أكبر مخزون .
ويرى محللون أن تنعكس حالة ارتفاع الاسعار على زيادة عائدات المملكة من النفط بشكل كبير ، الا انهم لم يفرطوا في تفاؤلهم كثيراعلى اعتبار العوامل غير واضحة وغير مستقرة .
أما على الصعيد العالمي فان ارتفاع أسعار النفط سيؤدي الى زيادة معدلات التضخم وخفض أسعار الفائدة، التي عادة ما تلجأ البنوك المركزية لرفعها كإجراء يساعد على مواجهة حالات الركود الاقتصادي.
ويعرب الخبراء عن اعتقادهم بان أسعار النفط ستظل مرتفعة وربما تتجاوز الحاجز النفسي عند 30 دولارا للبرميل ما دامت التهديدات مستمرة بوقوع حرب في العراق، حيث أكد التقرير الشهري لمركز الدراسات العالمية للطاقة ان الضربة العسكرية ضد العراق حتمية فضلا عن عدم وجود موعد محدد لبدئها وذلك سيؤدي الى استمرار ارتفاع اسعار النفط.