الرطوبة
تتكون الرطوبة في الجو المحيط بنا بنسب متفاوتة, فهي تنشأ عن عملية تبخر المياه المتواجدة حولنا بصورة مستمرة.
نلاحظ أن أشد مناطق العالم رطوبةً هي المناطق الساحلية أو المناطق المحاطة بالبحيرات والأنهار، و تزداد نسبة الرطوبة في فصل الصيف وذلك بسبب إزدياد الطاقة الحرارية وبصورة مباشرة تقوم بعملية تبخر المياه من مصادرها القريبة، وتتسبب الطاقة الحرارية في تكون بخار الماء, لذا فهي العامل الأساسي والوحيد الذي يتحكم في منسوب الرطوبة المتواجدة في الهواء. ففي يوم شديد الحرارة تتكون كميات كبيرة من بخار الماء وذلك بسبب وجود طاقة كافية للقيام بهذا الدور.
تستخدم مراكز الأرصاد الجوية مُسمى لقياس الرطوبة يعرف بالرطوبة النسبية Relative Humidity وهي خاصية فيزيائية لا تخلو منها تقارير الطقس Weather Reports في أي مكان في العالم. تسمى الرطوبة النسبية بالنسبية لأنها تُنسب إلى كمية الطاقة المتوفرة للقيام بعملية التبخر. فعندما تكون تلك النسبة على سبيل المثال 50بالمائة, ذلك يعني أن نصف الطاقة المتوفرة قامت بتكوين بخار الماء من البحار أو الأنهار والبحيرات القريبة والنصف الآخر ما زال متوفراً للقيام بالمزيد من ذلك العمل، لذا فإن الطريقة الأمثل للتعبير ومعرفة مقدار الرطوبة في الجو هي قراءة درجة حرارة تكون قطرات الندى Dew Point Temperature.
في منطقة الخليج العربي ترتفع درجات حرارة تكون قطرات الندى إلى معدلات قياسية, فتصل إلى 32 درجة مئوية برطوبة نسبية تقدر بـ 90بالمائة, بالإضافة إلى إرتفاع ملموس في درجات حرارة مياه الخليج نفسها لتصل إلى 32 درجة مئوية في يوم تكون حرارته 46 درجة مئوية.
من الجدير معرفته أن جزيئات الهواء نفسها لا تحمل في طيها جزيئات بخار الماء, وإنما تشاركها الوجود في الأجواء، وأن كمية الرطوبة الناتجة تعتمد إعتماداً مباشراً على الطاقة المتوفرة للقيام بعملية التبخر, فهي لا تعتمد البتة على قدر المسافة بين جزيئات المادة (بخار الماء أو الهواء).
يجب علينا دائماً التفكير في الطاقة وخاصة في فترة الصيف, فمع بزوغ شمس يوم جديد تتهيأ الأجواء لتصل الرطوبة فيه إلى أعلى المستويات وذلك بسبب هذا المصدر الحراري الذي لا غنى عنه.