لقد كنا نتساءل في السابق عن معقولية بقاء مطار الكويت بهذا المستوى المتدني من خدمة انزال الشنط ومتابعة المفقودات وصغر المساحة المخصصة للمسافرين والتكدس على "كاونترات" الحجز وغيرها في هذا المبنى اليتيم، لكن تكشّف لنا اليوم أننا نعيش مأساة أكبر من ذلك عند بروز حادث بسيط كشف المخفي، فقد بين تقرير لجنة التحقيق في حريق المطار أمورا عجيبة تبين الوضع الاداري المتردي الذي نعيشه في أهم المرافق الحيوية، فيبين التقرير أن الإبلاغ عن الحريق قد تأخر 14 دقيقة، وان الموظفة لم تتمكن من الاتصال باطفاء المطار لطلبها رقما خطأ (أي لم يكن هنالك زر لاستدعاء المطافي)، كما أن الطيران المدني لم يأخذ الحيطة في التمديدات الكهربائية لوحدات التكييف، وقد استخدموا مواد إنشائية وديكورات قابلة للاشتعال دون اعتراض إدارة الاطفاء عليها، أضف إلى ذلك كله أن المطار لا يوجد به مبنى احتياطي منفصل لاستخدامه للطيران إذا ما حدث شيء في مبنى المطار مما استدعى ايقاف حركة الطيران لساعات، كما أن تغطية إحدى الفضائيات للحادث قبل الأجهزة الرسمية الكويتية يعتبر فضيحة جديدة تضاف إلى فضيحة المطار حيث سيتعود الناس استقاء معلوماتهم من الخارج قبل أن تتحرك الأجهزة الرسمية.
لقد اعتقدنا بأن حريق الروضتين وقبلها الشعيبة ونفوق الأسماك قد أعطتنا دروسا مهمة لتدارك الأخطاء، ولكن يبدو أن العقلية التي تدير العمل واحدة في جميع المجالات.
تصور بأن تأخذ أهلك إلى أرض المعارض في مشرف لشراء التجهيزات الدراسية لأبنائك وبناتك، وبعد أن تقع عيناك على كل ما تحتاج شراءه يقول لك بائع: "تعال إلى محلنا في حولي لشراء أقلام الرصاص, ويقول بائع آخر: تعال إلى محلنا في الشويخ لشراء الدفاتر" وهكذا!! لا أدري كيف تفكر وزارة التجارة عندما أقدمت على اغلاق صالة (5) في أرض المعارض الدولية بحجة أن المحال المشاركة في المعرض قد قامت بالبيع!!, وهل تتوقع الوزارة أن تشارك محال اللوازم التعليمية في المعرض وتدفع الايجارات الكبيرة لكي تعرض بضاعتها فقط ثم تترك الزبائن يركضون وراءها في طول الكويت وعرضها لشراء مستلزماتهم؟! وماذا لو شاركت شركات من خارج الكويت في المعرض؟
الرأي العام الكويتية