مواقف خطيرة تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن، فثمة تهديدات أمريكية متعاقبة بضربة عسكرية موجعة للعراق، وهي ضربة لن يتأثر بها العراقيون وحدهم إن حدثت، فآثارها السلبية سوف تمتد لكافة الدول القريبة والبعيدة من بغداد، وسوف تضع العديد من دول منطقة الشرق الأوسط على مشارف فوضى قد يصعب الخروج منها بسهولة، وقد تزرع أشكالا جديدة من العنف، وثمة غطرسة اسرائيلية وصلت الى ذروتها من خلال تصعيد شارون لسياسته العدوانية ضد الفلسطينيين وخطواته المحمومة لتصفية الشعب الفلسطيني والحيلولة دون قيام دولته المستقلة، وثمة تحديات تواجه دول مجلس التعاون الخليجي أفرزتها المستجدات والمتغيرات الطارئة على الساحة الدولية، وتلك مواقف تستدعي بالضرورة تكثيف التشاور بين الزعماء العرب للتعامل معها بحكمة وروية واتزان، والوصول الى أنجع السبل الكفيلة بحلحلتها والخروج برؤى مشتركة تؤدي الى استخدام صوت واحد لطرحه في كل محفل يعبر عن إرادة عربية جماعية بإمكانها أن تتحدى مختلف العراقيل والعقبات، وفي هذا الإطار جاءت زيارة ملك البحرين للمملكة يوم أمس حيث اجتمع مع سمو نائب خادم الحرمين الشريفين واستعرضا مجمل الأوضاع التي تهم البلدين والمستجدات الراهنة والأوضاع التي تشهدها الساحات العربية والاقليمية والدولية، ولا يختلف اي محلل سياسي على أن الرؤى حيال مجمل الأزمات والقضايا إقليمية كانت أو دولية او عربية متجانسة ومتطابقة بين البلدين الجارين، والتشاور بشأنها بين حين وحين من شأنه ان يفعل الحلول والتصورات المطروحة لحلها او الاقتراب من حلها بطرق عقلانية ومنطقية ومتزنة عرف بها قادة المملكة والبحرين، وكانت لها آثارها الملموسة في بلورة التوجهات الحثيثة لتحقيق المصالح المشتركة العليا للأمة العربية، ولاشك ان الزعماء العرب مطالبون بتعميق وتجسيد وتوحيد مرئياتهم حيال مسائل متعددة خطيرة في ظل متغيرات ومستجدات متسارعة تستدعي التشاور، وتستدعي عقد مزيد من القمم المصغرة للبحث في تفاصيلها وجزئياتها.