لا تزال ردود الفعل الغاضبة تجاه قناة الجزيرة تتوالى لما تبثه من برامج مغرضة تؤثر سلباً على وحدة الأمة العربية، في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به الأمة والذي يتطلب اعلاما مخلصاً يحافظ على وحدة الصف ويبتعد عن التجريح والافتراء والاكاذيب كما تفعل هذه القناة المسماة "الجزيرة" والتي تسعى دائماً وراء الاثارة والبعد عن الحقيقة والموضوعية في التناول للقضايا والموضوعات وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول توجهات هذه القناة وان كانت هذه الاتجاهات اصبحت مكشوفة وواضحة وهي لا تخدم المصالح العربية بل انها تحقق اهداف الاطراف التي تتربص بالامة .
فقد اجمع خبراء الاعلام العربي على ان قناة الجزيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك وفي العديد من المواقف والقضايا التي تثيرها ان اهدافها خبيثة وتبغى الشقاق وغرس الاحقاد والكراهية بين العرب .
ورفضوا بالاجماع ما اثارته هذه القناة مؤخراً ضد المملكة العربية السعودية واكدوا ان هذا الموضوع يخرج عن تقاليد وشرف وامانة التبادل الاعلامي، ونزاهة مهنة الاعلام والتي ترتكز على شرف الكلمة وعدم الإثارة والاعتماد على الحقائق المجردة دون تهويل .
واكدوا أن تاريخ هذه القناة منذ خروجها يؤكد سوء النية، وسوء القصد والتوجه، وإنها بلا شك وبشهادة الجميع خرجت على كل التقاليد والأعراف الإعلامية المتعارف عليها وأصبحت أداة في أيدي أعداء الأمة العربية يثيرون من خلالها الفتن وينشرون الإساءة للدول العربية بغرض تفتيت الأمة وعدم تجمعها على موقف واحد .
وطالب الخبراء في تصريحاتهم لـ "آخر الأسبوع" بضرورة معاقبة هذه القناة لأنها خرجت على هذه التقاليد الإعلامية والعربية، وضرورة تطبيق ميثاق شرف إعلامي عربي يتم الالتزام به في التناول الإعلامي العربي للقضايا المختلفة مؤكدين إن الأمة العربية تمر بمرحلة خطيرة تتطلب وجود استراتيجية إعلامية موحدة وميثاق شرف إعلامي حتى تصل رسالتنا الإعلامية العربية واضحة للعالم اجمع بعيداً عن صور التشويه المتعمد والمغرض الذي تقوم به قناة الجزيرة.
وفي هذا السياق يقول الخبير الإعلامي المصري سعد لبيب إن تجاوزات قناة الجزيرة فاقت الحدود، الأمر الذي يتطلب من الحكومات العربية التدخل حتى تقف هذه القناة عند حدها وتحافظ على التقاليد والأعراف العربية فقد اصبح واضحاً جلياً توجهاتها الغامضة من خلال اثارتها قضايا محددة معتمدة على تقارير وأكاذيب واعتمادها على شخصيات مشبوهين ولهم علاقات إسرائيلية وهو يثير علامات استفهام حول حقيقة هذه القناة . وقال : إن هذه التوجهات غير البريئة تثير الشقاق بين الدول العربية وتساعد على اتساع هوة الخلافات مشيراً إلى إننا كأمة عربية في حاجة إلى إعلام مسئول يضع القضايا العربية والمصلحة العربية العليا فوق كل اعتبار بعيداً عن المزايدات والإثارة . وأكد أن هناك العديد من القضايا التي تثيرها قناة الجزيرة لم تكن في غير صالح الدول العربية ولا المصلحة العربية، واذكر ما عرضته القناة منذ عدة اشهر حينما جاءت بشاب يرتدي "الكوفية" الفلسطينية وادعت انه هو أحد منفذي هجوم 11 سبتمبر في الوقت الذي كانت فيه القضية الفلسطينية أحوج إلى الدعم العالمي والأمريكي فهل خدمت بذلك القضية الفلسطينية، لقد ظهر أمام الرأي العام العالمي ان العربي هو الإرهابي الذي قام بهجوم 11 سبتمبر، وبالتالي ساهم ذلك في خفض حجم التعاطف الذي كان يوليه العالم للشعب الفلسطيني، رغم زيف هذا الفيلم الذي عرض وفيه يتحدث هذا الشاب وقد أكدت جميع الدوائر انه فيلم مزور واستخدمت فيه تكنولوجيا عالية لتشويه صورة الفلسطينيين ولصق تهمة الإرهاب بالعرب وبالطبع معروفة الجهة التي من مصلحتها ذلك !!
ويرى الكاتب المعروف أسامة أنور عكاشة أنه لا شك ان هناك أخطاء كبيرة ترتكبها قناة الجزيرة في تناولها للأحداث والقضايا والذي يؤكد سوء النية هو إثارتها لقضايا وموضوعات قديمة، وقد تكون قد قتلت بحثاُ وأغلقت ولكنها تقوم بفتحها من اجل إثارة الجدل أو بث الخرافات كما إنها أيضا تثير موضوعات تستقطب فيها المعارضة أو شخصيات معروف عنها النظر في الرأي دون أن تستعين بالرأي الآخر أو صاحب الشأن واذكر في سنة من السنين كانت مصر تحتفل بذكرى نصر أكتوبر فوجدت أن قناة الجزيرة بدلاً من أن تتحدث عن نصر أكتوبر باعتباره انتصارا عربيا تحدثت عن قضية الأسرى المصريين وموقف مصر وهزيمة 67 فهذا الاتجاه يشير إلى سوء القصد والنية، واذكر أيضا منذ عدة اشهر قيام هذه القناة باستضافة رجل الأعمال المصري الهارب رامي لكح وإصرار المذيع على أن يدفع رجل الأعمال لانتقاد النظام في مصر، والإساءة إلى مصر ورجال الأعمال فيها، وهو ما كشفه رامي لكح فقام بترك المذيع وغادر المكان على الفور وهناك العديد من المواقف التي أثارتها هذه القناة وتؤكد بما لا يدع مجالات من الشك إنها مغرضة وليست حسنة النية في توجهاتها .
وأكد إننا في حاجة إلى إعلام صادق يتباعد عن الإثارة وعن الأكاذيب وعن الفتن لأننا في مرحلة لا تسمح بذلك، مرحلة تحتاج إلى إعلام قوي يدافع عن مصالح الأمة العليا التي أصبحت تتداعى عليها الأمم وأصبحت جميعها مهددة بالخطر من قبل أعداء يتربصون بنا .
وبالتالي فان هذه القناة المارقة لابد أن تعيد النظر في سياستها وتعمل على دعم القضايا العربية وتحافظ على التقاليد العربية بدلاً من بث روح الشقاق والإثارة في التناول . وحول وجود إعلام عربي موضوعي قال الدكتور محمد منصور أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة : أن الأصل في أية وسيلة إعلامية سواء صحافة أو تليفزيون أو إذاعة هو الحقيقة والموضوعية والمسئولية الاجتماعية فقد تكون الحقيقة أحيانا غير مرغوب في نشرها إذا كانت تثير الشقاق أو الفتن وتؤثر على وحدة الأمة، وبالتالي فان الحقيقة وان كانت أساسا في الرسالة الإعلامية فان المسئولية الاجتماعية ايضا أساس في الرساله الاعلامية، كما أن الموضوعية في التناول جزء أساسي في الرسالة لأن التهويل أو التهوين يلون الحقيقة ويخرج بها بعيداً عن الواقع، وما تثيره بعض القنوات الفضائية العربية من القضايا بغية الإثارة وليس من مصلحة الأمة في هذا التوقيت العصيب الذي نحن في حاجة أن نتوحد ونقف جنباً إلى جنب لمواجهة ما يحاك لنا من مؤامرات ومن فتن، وان انسياق مثل هذه القنوات وراء الإثاره أو الفتن التي تخدم العدو وتحقق مصالحه وأهدافه، وبالتالي نحن في حاجة إلى إعلام موضوعي يرتكز على الحقيقة المجردة ويتحلى بالمسئولية الاجتماعية العربية في تناوله للأحداث والبعد عن النبش في تاريخ الأمة ليس إلا للبحث عن الأخطاء متجاهلاً الإنجازات والانتصارات التي حققتها هذه الأمة . إن التركيز على انتكاسات الأمة هو قصد سيئ بغية ترسيخ الانهزامية في المواطن العربي، وتحطيم معنوياته، وإجباره على الخضوع والاستسلام، إن الإعلام العربي مطالب اليوم قبل الغد، باستراتيجية إعلامية واضحة ترفع من شأن الإنسان العربي ولا تحط به، باعتباره إنسانا مسلما مؤمنا بالله وباعتبارنا خير أمة أخرجت للناس . ويؤكد محمد منصور أن العبث الإعلامي الذي تمارسه بعض القنوات العربية من شأنه أن يحطم المعنويات أمام المواطن العربي ويفقده ثقته بوطنه وبحكامه وهذا ما يهدف إليه العدو الصهيوني الذي أراد أن يرسخ روح الانهزامية لدى كل عربي ويشعره انه اصبح مهزوما أمام التفوق العسكري الإسرائيلي، وأمام الهيمنة الأمريكية التي تسيطر على العالم كله . ويطالب الدكتور منصور إن الأمة العربية بدعم الإعلام العربي حتى يتجه للدفاع عن المصالح العربية العليا بدلاً من النبش في قضايانا الداخلية، والنهش في أعراض العرب، دون وازع من ضمير . ووفق ما سبق وما أبداه الخبراء فان قناة الجزيرة خرجت على كل التقاليد والأعراف الإعلامية المتعارف عليها وأصبحت مارقة تستحق محاكمة عربية في إطار الجامعة العربية ومقررات وزراء الإعلام العرب والأدلة في هذا الشأن واضحة والاتهامات جلية، فعلى سبيل المثال لا الحصر إن جميع الدول العربية تدين تصرفات هذه القناة ومعالجتها للقضايا، التي تطرحها من منظور لا يخدم المصالح العربية العليا أو مصالح الدول والشعوب العربية . ومن يستعرض أخطاء الجزيرة خلال الأشهر الأخيرة يجد أن هناك أدلة إدانة كثيرة كفيلة بأن تضعها في قفص الاتهام فعلاوة على الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها في حق المملكة العربية السعودية، والتي لاقت رفضاً وإدانة واسعة من مختلف الأوساط السياسية والإعلامية فان هذه القناة ارتكبت أيضا العديد من الأخطاء التي يحاسب عليها القانون وتخرج على ميثاق الشرف الإعلامي وهو ما دعا العديد من المسئولين والوزراء العرب باتخاذ مواقف ضد هذه القناة منها على سبيل المثال :
ـ تهديد السيد صفوت الشريف وزير الإعلام المصري منذ عام بوقف جميع علاقات التعاون مع هذه القناة في القاهرة نظراً لما بثته من أكاذيب وافتراءات ضد مصر وزعمائها .
ـ قرار السلطات العراقية في يونيه الماضي بإغلاق مكتب هذه القناة لمدة 10 أيام بسبب استخدام مراسلها لبعض المفردات والعبارات في سياق تقاريره الإخبارية التي اعتبرتها وزارة الإعلام العراقية تحمل إساءة للعراق .
ـ قرار الحكومة الأردنية في أغسطس 2002 بإغلاق مكتب الجزيرة بعمان والاحتجاج لدى السفارة القطرية بعمان بعدما اذاعت القناة برنامجا استضافت فيه أحد الضيوف الذي اتهم العاهل الأردني السابق الملك حسين بن طلال بالعمالة والخيانة زاعماً انه كانت تجمعه علاقات بالموساد الإسرائيلي وان ابنه الحالي الملك عبدالله يسير على نفس النهج !! وقد أثار هذا البرنامج ردود فعل غاضبة في الأردن وقام السيد مروان المعشر وزير الخارجية الأردني باستدعاء السفير القطري في عمان وابلغه رسالة شديدة اللهجة واستياء وغضب الحكومة الأردنية مما تبثه قناة الجزيرة وقال المعشر للسفير القطري إن ما تبثه القناة لا يندرج تحت حرية الرأي ولكن يوضع تحت خيانة التشكيك وسوء القصد، وتشويه صور الزعماء العرب . ولم تتوقف إساءة هذه القناة على الدول العربية فقط بل امتد إلى خارج الحدود، ففي يوليو الماضي قررت الهند طرد مراسل الجزيرة واحتجاجاً على أسلوب تغطيته للاضطرابات الطائفية التي اندلعت في ولاية جوجارات ورفضت الهند تأشيرة الدخول للمراسل . إن الأدلة واضحة وان الجريمة بينة في حق كل العرب وكل الشعوب العربية، وبالتالي لابد من اقامة المحاكمة ومعاقبة هذه القناة التي تعمل ضد مصالح الشعوب العربية وتخدم أهداف أعداء الأمة !