أخبار متعلقة
نجح تنظيم القاعدة على ما يبدو في العودة مرة أخرى إلى واجهة الأحداث عشية استعدادات الولايات المتحدة للاحتفال بالذكرى الأولى لهجمات سبتمبر/أيلول التي اعترف التنظيم صراحة بتنفيذها لأول مرة في شريط فيديو حصلت عليه قناة الجزيرة القطرية وبثته أمس .غير أن أسامة بن لادن لا يظهر في الشريط، ومن الصعب التأكد من مصادر مستقلة من أن الصوت له بالفعل.. لكن المراقبين يقولون إن الصوت يشبه بدرجة كبيرة صوت زعيم شبكة القاعدة الذي أذيع في شرائط سابقة.
ويظهر في الشريط بعض منفذي الهجمات وهم يقومون بتدريبات تقنية على كيفية التحكم بالطائرات, حسب التعليمات في كتيبات إرشادية خاصة بالطيران.. كما يظهر بعضهم وهم يدرسون خريطة واشنطن ويشيرون إلى موقع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). ويبدو من بين الحاضرين كل من حمزة الغامدي الملقب بـ جليبيب الغامدي، وسعيد الغامدي الملقب بـ معتز الغامدي، ووائل الشهري الملقب بـ أبو سلمان، كما يظهر كذلك أحمد النعمي الملقب بـ أبو هاشم. وكلهم ممن نشر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي صورهم كمشاركين في تنفيذ الهجمات.
وهذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها تنظيم القاعدة صورا لـ منفذي الهجمات أثناء وجودهم في مدينة قندهار جنوبي أفغانستان -كما يتضح في الشريط- وذلك قبيل سفرهم إلى الولايات المتحدة بأشهر.
ويحتوي الشريط كذلك على صوت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وهو يشيد بمنفذي الهجمات بأسمائهم معددا مناقبهم الشخصية فردا فردا، وخاصة زعيم المجموعة محمد عطا المصري الجنسية.
ويشير الشريط إلى أن المجموعة وزعت على أربع سرايا، هي سرية المهندس محمد عطا التي ضربت البرج الأول في مركز التجار العالمي بنيويورك، تلتها سرية مروان الشحي الإماراتي التي استهدفت الطائرة التي خطفتها البرج الثاني في مركز التجارة العالمي.
في حين أن السرية الثالثة بقيادة هاني حنجور ضربت مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في العاصمة واشنطن، ولم يحالف النجاح السرية الرابعة بقيادة زياد الجراح في ضرب هدفها حيث تحطمت في بنسلفانيا بمن فيها من الركاب، ولم يحدد الشريط هدفها قبل تحطمها.
ويحتوي الشريط على وصية أحد منفذي الهجمات وهو عبد العزيز العمري الملقب بـ أبو العباس الجنوبي. وهدد فيها بضرب المصالح الأميركية مشيدا بزعيم القاعدة أسامة بن لادن.. ويتوقع مراقبون أن يفرض الشريط عبئا أمنيا إضافيا على السلطات الأميركية.
السفارات الأميركية
وقد أطلقت الولايات المتحدة أمس الأول الاثنين تحذيرا من خطر وقوع اعتداءات إرهابية جديدة على مصالحها في العالم, وذلك بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر/أيلول اليوم الأربعاء.
وقد دعت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين الموجودين في الخارج إلى التحلي بالحذر خصوصا خلال الفترة التي تسبق وتلي ذكرى الهجمات. وأكدت الخارجية في تحذير جديد للأميركيين في العالم أن هناك تهديدا دائما من أعمال إرهابية قد تستهدف مدنيين وتتضمن عمليات انتحارية.
وأضافت أن الحكومة الأميركية تلقت مؤشرات جديرة بالثقة تفيد أن مجموعات إرهابية وأفرادا يقومون بالتخطيط لأعمال إرهابية جديدة ضد مصالح الولايات المتحدة.وفي هذا الإطار أكد التحذير أن المدنيين الأميركيين معرضون بشكل خاص وقد يكونون هدفا لعمليات خطف وقتل. وفي الإطار نفسه أعلنت الخارجية الأميركية أنها أصدرت تعليمات إلى بعثاتها الدبلوماسية الـ260 في جميع أنحاء العالم لتعزيز تدابيرها الأمنية.
من جهة أخرى, أغلقت الولايات المتحدة ولفترة غير محددة سفارتها في إندونيسيا والقنصلية الأميركية العامة في سورابايا (600 كلم عن جاكرتا) إثر تهديدات إرهابية. وأكد المتحدث أن جميع سفارات واشنطن ستنكس العلم الأميركي اليوم الأربعاء.
تأهب أميركي
في هذه الأثناء بدأ الجيش الأميركي في نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات حول مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) وفي قواعد حول واشنطن, في إطار تدريب لاختبار نظام متعدد المستويات للدفاع عن العاصمة الأميركية.
وأضاف المسؤولون أن أنظمة أفنجر مضادة للطائرات وتضم صواريخ من طراز ستينغر محملة على سيارات جيب عسكرية ستتمركز في القواعد لأربعة أيام على الأقل ابتداء من أمس الثلاثاء. وقال مسؤول عسكري إن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد يأمر بنقل الصواريخ الحية من وضع الاستعداد إلى وضع التأهب الكامل على منصات الإطلاق.
وفي نيويورك أقيم احتفال بمناسبة كشف الستار عن جدار تذكاري كتبت عليه أسماء 23 شرطيا قضوا في تفجير مركز التجارة العالمي, وشارك في الاحتفال حاكم نيويورك جورج باتاكي ورئيس بلديتها مايكل بلومبيرغ ومفوض شرطتها ريموند كيلي وعائلات وأصدقاء الضحايا.
القاعدة في أفغانستان
من جهة أخرى ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عناصر تنظيم القاعدة الذين نجحوا في الفرار إلى باكستان بسبب الحرب الأميركية بدأوا في العودة مرة أخرى إلى أفغانستان, وأعادوا تجميع صفوفهم. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر استخباراتية, أنه منذ بدء العمليات العسكرية الأميركية ضد نظام طالبان والقاعدة في أكتوبر/ تشرين الأول 2001 فر الآلاف من عناصر القاعدة إلى دول في جنوب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط.
واعتبر التقرير أن أكبر تجميع للقاعدة مازال في باكستان وأفغانستان, وقد بدأت مجموعات صغيرة منهم في العودة إلى الأراضي الأفغانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية وأفغانية أن تنظيم القاعدة قد يكون مسؤولا عن تدبير عدة عمليات استهدفت القوات الأميركية في أفغانستان مؤخرا. إلا أن مسؤول أمن أميركيا رفيعا استبعد نجاح التنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن في القيام حاليا بعمليات ضخمة على غرار هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وأوضح التقرير أن الاستخبارات الأميركية رصدت تسلل بعض عناصر القاعدة إلى إيران والعراق, إلا أن واشنطن لم تتأكد بعد من وجود دعم رسمي للبلدين لهذه العناصر.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست -عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية- أنهم على قناعة بأن عناصر من تنظيم القاعدة تجري المزيد من التحضيرات والتحركات لشن هجمات مميتة ضد الولايات المتحدة مع مرور الذكرى السنوية الأولى لهجمات 11 سبتمبر/أيلول, وإن كانت أقل حدة من تلك الهجمات.