بدأ العام الدراسي الجديد بعد ان انقضت اجازة الصيف ما بين سياحة وسفر واستمتاع ومصايف ومصاريف والمصاريف هذه هي آفة كل موسم لا يتحملها الا أولياء الأمور الذين حاولوا ادخار بعضها لشراء مستلزمات المدارس من مواد قرطاسية وملابس ولوازم أخرى كثيرة وتتفاوت المصاريف حسب عدد الاولاد فالأسعد حظا هو الذي يعول واحدا او اثنين بعكس من يتحمل مسئولية خمسة او ستة اولاد في مراحل التعليم المختلفة.
اليوم الاقتصادي قام بجولة في اسواق المكتبات وملابس المدارس والتقى بأكثر من ولي امر لرصد معاناتهم السنوية مع بداية العام الدراسي. يقول عبد الله الحمد (ولي أمر لخمسة طلاب وطالبة) والذي انتهى مؤخرا من شراء الحاجات الأساسية لبداية العام الدراسي إنه صرف أكثر من 6 آلاف ريال على اللوازم المدرسية الضرورية اللازمة لبداية العام فقط وأن طلبات المعلمين والمعلمات تبدأ سنويا من الأسبوع الثاني من الفصل الأول ولا تنتهي الا في نهاية العام الدراسي مشيرا الى أن التكاليف الإجمالية لأبنائه سنويا قد تتعدى 12 الف ريال.
من جانبه يؤكد ناصر الفهد الذي انتهى من اعداد لوازم العام الدراسي لابنتيه اللتين تدرسان في المرحلة المتوسطة وابنه الذي سيكون في هذا العام في السادس الابتدائي ان تكلفة تجهيز الطالبة للعام الدراسي تصل في أكثر الأحيان الى ما يقارب 2000 ريال بينما تصل تكاليف تجهيز الطالب الى أقل من 1000 ريال.
ولكن الوضع يهون عند طلبات المعلمين والمعلمات المتعددة طوال العام والتي ترهق ميزانيات أغلب الأسر خصوصا الأسر ضعيفة الحال.
إذا اضفنا التكاليف الأخرى التي تتحملها مثل فواتير الهاتف والكهرباء والايجارات والأقساط الشهرية.
اما محمد حسين ح ( طالب ثانوية) فيقول انه أكبر ابناء والده والذين يبلغ عددهم 10 أصغرهم في السادسة من العمر وأن والده صرف حتى الآن 13 الف ريال كمتطلبات ومستلزمات لبداية العام الدراسي وانه استدان جزءا من هذا المبلغ من احد الأقارب ويشير الى أن العادات التي لا تسمح باستخدام الأدوات المدرسية وخاصة الشنط لأكثر من فصل دراسي واحد تساهم في زيادة إرهاق ميزانيات أولياء الأمور.
من جانبه يؤكد سالم فيحان الشمري (صاحب محل قرطاسية) ان موسم بداية العام الدراسي هو الموسم الرئيسي لمراكز القرطاسية والأدوات المدرسية وأن من يفوته هذا الموسم دون تحقيق ارباح فإنه سيعاني مصاعب مالية كبيرة على مدار العام مشيرا الى أن قيام بعض مراكز التسويق الشامل وبعض الباعة المتجولين ببيع مواد القرطاسية أثر بشكل كبير على أصحاب محلات القرطاسية والمكتبات من ناحية المبيعات والأرباح لدرجة ان كثيرا من هذه المحلات تحارب من أجل البقاء فقط والكثير منها تخسر حيث يطالب الشمري بتدخل وزارة التجارة لإعادة الوضع الى نصابه.
وقد أكدت مصادر في سوق القرطاسيات بالشرقية أن مبيعات الأدوات القرطاسية و المدرسية شهدت ارتفاعا ملحوظاً تقدر نسبته 20 بالمائة حيث استعدت جميع المكتبات بكل احتياجات المدارس على مختلف مراحلها باسعار مناسبة جداً .
واشارت تلك المصادر الى ان هذه الايام بمثابة التعويض للركود الذي شهدته المحلات القرطاسية خلال الأشهر الماضية .
وتعتبر حركة السوق نشطة ومستمرة في سوق المكتبات حتى الاسبوع الثاني من بداية المدارس ومن ثم تأخذ قوة حركة المبيعات في الركود تدريجياً حتى تعود الى ما كانت عليه في السابق وتضيف تلك المصادر ان المبيعات في الاعوام الماضية احسن مما هي عليه في هذه الاعوام وتشير الى ان العرض الحالي في المكتبات اكثر من الطلب رغم وجود الهدايا والجوائز الفورية الا ان هذا لم يساعد على جلب المستهلك باستمرار .
واكدت تلك المصادر ان طلبات البنات اكثر من الطلاب وهم بذلك العامل المحرك لسوق المكتبات في المنطقة وكذلك المناطق الاخرى .
من جهة اخرى قال المتعاملون في السوق ان هذا الفترة تكون من اكثر الفترات اقبالا على سوق القرطاسيات والمكتبات نتيجة لاحتياج طلاب الجامعات الى مراجع يطلبها منهم اساتذتهم في المواد التي يدرسونها . كما ان المكتبات بدأت هي ايضا في العمل على استحواذ عدد كبير من اولياء الامور الذين لديهم اكثر من ابن في المدارس حيث يبحثون على احتياجات ابنائهم الطلبة من مكان واحد ان أمكن من اجل توفير الوقت والجهد الذي يستغرقونه مما يجعل المكتبات الكبيرة هي الحل الأمثل لبعض أولياء الأمور. أما عن أهم ما يشد الأطفال في اختيار ما يرغبون من أدوات قرطاسية ان تكون غريبة وجديدة وعليها أشكال لرسوم كرتونية يحبونها او شاهدوها في التلفاز وهذا يدعو كثيراً من تجار الأدوات القرطاسية الى التركيز وبشكل كبير .
يذكر انه في هذه الأيام بدأت محلات (أبو ريالين) المنافسة في سوق القرطاسيات والتي استطاعت ان تجذب نسبة كبيرة من المواطنين اليها نتيجة لسعرها المغري ولجودتها التي تكون مناسبة مع سعرها خاصة اذا ما علمنا ان هذه السلع تعتبر استهلاكية وبشكل سريع لا يساعد على معرفة مدى جودتها بشكل دقيق.