البداية
يبدو أنني..
سأحمل رأسي..
وأقدمه الى السياف..
وأمشي..
إلى قبر محفور
........
وأرمي جثتي بداخله
يا ترى من سيصلي على جنازتي؟؟
يا ترى من سيهيل علي التراب؟؟
الحدث:
هاجرت النوارس شاطيء نصف القمر بالمنطقة الشرقية.. حزنا على الفقيد الغالي الاستاذ عبدالله بن علي بن صوت الحربي مساعد رئيس الاخراج بإذاعة الرياض.
في ذلك اليوم المعتم.. حينما ارتدى الشاطيء وشاح الحزن الاسود..
واغتسلت الارض بدموع الفاجعة التي انهمرت بغزارة يوم الاحد 23 جمادى الآخرة 1423هـ حيث توفي غرقا.. وهو ينقذ ابنه ماجد.
يوم أصاب محبي الفقيد وكل من له صلة ومن يعرفه قريبا كان أم بعيدا.. أصابهم الذهول وألم الفجيعة..
رجل زرع حبه بأفئدة كل من يلتقي به او يعرفه عن قرب لما اتصف به من شهامة ومروءة وكرم ووفاء وإيثار ومحبة.. انسان نبيل..طيب المعشر.. حسن الخلق.. فكيف لنا أن ننساه؟!
محب لكل الناس.. وصديق لكل الناس..
بكاه الصغير والكبير.. المرأة والرجل..
ضاق منزله بالمعزين من جميع مناطق المملكة وفاء له. لكن ما آلمني هو إني لم أقرأ شيئا من قبل زملائه من الإعلاميين.. والصحافيين.. والمثقفين وهم كثر سواء في الإذاعة او الصحافة..
فقد قرأت يوم الثلاثاء 3 رجب 1423هـ في جريدة (اليوم) مقالة أو نصا جميلا.. بقلم القاصة والكاتبة (لميس منصور) واسمها الحقيقي (حكيمة الحربي) بعنوان (عبدالله بن صوت.. السراج الذي انطفأ) في زاوية (نهارجديد)
ونشرت ايضا المقالة نفسها في جريدة (الجزيرة) في صفحة (الرأي) يوم الاربعاء 4 رجب 1423هـ
ولي أن اتساءل هنا:
ـ أين الإعلام؟ أين المثقفون.. أين الشعراء الذين تعاون معهم الفقيد؟؟ أينهم بعد وفاته؟؟
ـ أين الزملاء.. والأصدقاء الذين تعاون معهم سنين طويلة؟؟ لقد فتح قلبه وعقله وفكره لهم قبل ان يفتح مجلسه..
ساعد الكثير.. كما سمعت من أقرب اصدقائه..
يبقى سؤالي الملح والجارح..
هذا الإنسان الذي اخلص في عمله واعطى بلا حدود.. وكان محل محبة زملائه والكل يشهد بذلك..
.. هل تكرمه الإذاعة؟؟
..هل تكرمه وزارة الإعلام؟؟
وهو يستحق الكثير.. الكثير..الكثير
رحمك الله يا أبا تركي.. كم كنت جميلا.. رائعا.. طيبا
أعانك الله يا أم تركي وأعان الله أبناءه وبقية أسرته.. وأعانك الله أيتها المبدعة (لميس منصور) لأنك الوفية لهذا الرجل الرائع.. الذي تحبينه .. وتقدرينه.. وتحترمينه كثيرا وحزنت عليه حزنا عظيما.. ومقالتك كم أحزنتني..
صالح أحمد الحربي