أخبار متعلقة
طالب وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا أمس الاول الثلاثاء في نيويورك جميع الدول بالتوقف عن التهديد باستخدام القوة ضد العراق والتركيز على بحث مسألة رفع الحصار المفروض عليه. وطلب الوزراء في بيان صدر باسم الجامعة العربية من المجموعة الدولية احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي العراق.وأشار الوزراء إلى الرد الإيجابي للأمم المتحدة على القرار العراقي بعودة مفتشي نزع السلاح, معربين عن الأمل في أن يؤدي هذا المسعى إلى تخفيف معاناة الشعب العراقي، وأضاف البيان انهم يأملون أيضا في أن يؤدي الرد إلى حل شامل بين بغداد ومجلس الأمن يفضي إلى تطبيق قراراته خصوصا رفع العقوبات وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
اجتماع فيينا
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة أن اللقاء المقبل بين رئيس مفتشي الأمم المتحدة لنزع السلاح هانز بليكس ومسؤولين عراقيين سيعقد بفيينا في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل. وذكرت لجنة الأمم المتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش في بيان أن الجانب العراقي قال إنه يحتاج إلى وقت لاستشارة بغداد ودراسة الترتيبات العملية. وكان مسؤولون عراقيون قد ذكروا في وقت سابق أن اللقاء سيعقد خلال عشرة أيام، وقال المتحدث باسم اللجنة إيوين بوكانان إن هذا الفارق في المواعيد ليس مهما مشيرا إلى عدم وجود خلاف بين الطرفين. وأوضح البيان أيضا أن العراق تعهد بأن يؤمن خلال الاجتماع المقبل جميع البيانات المتعلقة بالتقدم في مجال نزع سلاحه والتي يتعين عليه تقديمها كل ستة أشهر بموجب قرارات الأمم المتحدة.وكان رئيس مفتشي الأمم المتحدة لنزع السلاح قد اختتم اجتماعا مع خبراء أسلحة عراقيين لبحث الترتيبات العملية لعودة المفتشين إلى بغداد بعد غياب دام نحو أربعة أعوام, وقد استغرق الاجتماع حوالي ساعة. وأشار البيان إلى أن الطرفين يعتبران لقاءهما كان مفيدا وأن الوفد العراقي رحب باستئناف عمليات التفتيش.
تصريحات بوش
وجاء اجتماع بليكس مع الخبراء العراقيين بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه يتعين على الأمم المتحدة ألا تنخدع بالموافقة العراقية على عودة مفتشي الأسلحة.وقال الرئيس الأمريكي من أجل الحرية والعدالة للجميع.. لابد لمجلس الأمن أن يتحرك.. ويتحرك بطريقة تضمن محاسبة هذا النظام, ويجب ألا ينخدع وأن يكون معنيا بإحلال السلام.وكان بوش قد أعلن في وقت سابق أثناء زيارته لمدرسة في ناشفيل بولاية تينيسي أن الوقت قد حان للتحرك ضد صدام حسين ولضمان السلام ولأن تتحرك الأمم المتحدة ضد العراق. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تسمح لأسوأ قادة العالم بأن يهدد أو يبتز أصدقاءنا وحلفاءنا بأسوأ الأسلحة في العالم. وقال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس جورج بوش لم يتخذ قرارا نهائيا باستخدام القوة العسكرية في تنحية الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أن الحكومة الأمريكية وصفت عرض بغداد بأنه خطوة تكتيكية محكوم عليها بالفشل وتمسكت بضرورة أن تصدر الأمم المتحدة قرارا يطالب العراق بنزع أسلحته. وفي ذات السياق قال المتحدث باسم البيت الأبيض آري فليشر للصحفيين إنه لا يمكن الوثوق بما يقوله الرئيس العراقي وإن عدم إصدار الأمم المتحدة للقرار الذي تسعى واشنطن لاستصداره سيسمح لبغداد بمواصلة السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل. ودعا أعضاء الكونجرس أيضا لتأييد تحرك ضد العراق. وفي واشنطن قال زعيم الأغلبية توم داتشل إنه يتوقع تصويتا على قرار العراق قبل انتخابات الخامس من نوفمبر القادم.
انقسام علني
وتصادمت روسيا والولايات المتحدة علانية حول ما إذا كان ينبغي للأمم المتحدة أن تمنح مفتشي الأسلحة قبل عودتهم إلى العراق سلطات جديدة أقوى من ذي قبل. وبرز الخلاف العلني في مؤتمر صحفي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك عقب اجتماع للجنة الوساطة الرباعية الخاصة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
محادثات الأمم المتحدة
وقال وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف بينما كان نظيره الأمريكي كولن باول يقف إلى جواره, إنه لا حاجة لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن بعد أن عرض العراق السماح لمفتشي الأسلحة بالعودة، وأضاف من وجهة نظرنا لا نحتاج إلى أي قرار خاص كي يحدث ذلك، فكل القرارات اللازمة موجودة بالفعل.وقال باول في المؤتمر الصحفي نفسه إن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن الأمور لن تعود إلى سابق عهدها والتأكد من أن الماضي لا يعيد نفسه، هو أن توضع في شكل قرار جديد للأمم المتحدة، وأضاف لا يمكننا أن نعتبر رسالة من صفحة وربع الصفحة بمثابة نهاية لهذه المشكلة. وأيدت كندا الموقف الأمريكي, لكن مصر وفرنسا بدتا متفقتين مع الموقف الروسي. واتخذ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة موقفا وسطا بين الاثنين.
استمرار الحشد العسكري
من جهة أخرى مضت الولايات المتحدة قدما في خططها بشأن احتمال شن هجوم على العراق, رغم عرض بغداد غير المشروط بقبول عودة مفتشي الأسلحة الدوليين. وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تبحث مع بريطانيا احتمال تمركز نحو ست طائرات أمريكية قاذفة من نوع بي 52 التي تتفادى رصدها بأجهزة الرادار على جزيرة دييجو جارسيا البريطانية بالمحيط الهندي.كما تمضي القوات المسلحة في خططها الخاصة بإيفاد عدد من مسؤولي القيادة المركزية إلى قطر للمشاركة في مناورات نوفمبر. وقال أحد هؤلاء المسؤولين لم يتوقف شيء. هناك دوما خطط طوارئ تمضي قدما هنا. وقالت مصادر ملاحية إن البحرية الأمريكية تسعى إلى شحن مركبات عسكرية ومئات الحاويات المليئة بالذخيرة من أوربا إلى الخليج.