فاز الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار الالماني جيرهارد شرويدر وحزب الخضر المتحالف معه في الانتخابات التي جرت امس الاول الاحد باغلبية ضئيلة يواجهان بها مهمة صعبة هي اصلاح اكبر اقتصاد في اوروبا. وقال شرويدر صباح امس الاثنين لحشد من انصار حزبه بعد ان تقلصت اغلبيته في مواجهة احزاب المعارضة مجتمعة الى تسعة اصوات بدلا من 21 في الانتخابات الماضية تنتظرنا اوقات صعبة.
وامام حكومة يسار الوسط الالمانية وهي في هذا الموقف الضعيف مهمة صعبة هي اصلاح اكبر ثالث اقتصاد في العالم والذي يعاني من ارتفاع الضرائب ويخضع لقيود صارمة مثل اقتصاد اليابان.
وعلى شرويدر ان يسارع ايضا لاصلاح علاقة المانيا والولايات المتحدة التي توترت بسبب معارضته القوية لتوجيه ضربة عسكرية امريكية للعراق وما نسب لوزيرة العدل الالمانية هيرتا دويبلر جميلين التي قيل انها شبهت اساليب الرئيس الامريكي بوش مع العراق بتلك التي كان يستخدمها الزعيم النازي ادولف هتلر. وتنامت التكهنات بان وزيرة العدل التي اغضبت واشنطن لن تحتفظ بمنصبها في حكومة شرويدر الجديدة وستكون هذه خطوة اولى على طريق المصالحة مع الولايات المتحدة. ونفت دويبلر جميلين صحة تقارير صحفية اشارت امس الاول الى انها ستستقيل بعد الانتخابات العامة الالمانية. وكانت صحيفة بيلد قد نقلت عن مصادر حكومية قولها ان دويبلر جميلين ستعلن استقالتها بعد اغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الالمانية مساء امس في مواجهة تصاعد حدة الانتقادات داخل حزبها وتزايد غضب واشنطن. وقال رئيس مكتب الانتخابات الاتحادي ان الحزب الديمقراطي الاشتراكي فاز بنسبة 5ر38 بالمئة من الاصوات ليحصل على 251 مقعدا من بين 603 مقاعد في البرلمان الجديد بينما حصل الخضر على 6ر8 بالمئة ليفوزوا بخمسة وخمسين مقعدا. وفاز الائتلاف الحاكم بذلك باجمالي 306 مقاعد. وتراجعت نسبة الاصوات التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الاشتراكي 4ر2 نقطة بعد ان عاقبه الناخبون لفشله في خفض معدلات البطالة في فترته الاولى. وفاز الديمقراطيون المسيحيون المعارضون وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الموالي لهم بنسبة 5ر38 بالمائة وسيحصلون على 248 مقعدا بارتفاع 4ر3 نقطة. وانقذ حزب شرويدر وانقذ التحالف الذي يعرف باسم تحالف الحمر والخضر نسبة الاصوات التي حصل عليها شريكه حزب الخضر والتي بلغت نسبتها 6ر8 في المئة ومثلت زيادة قدرها 9ر1 نقطة عن الانتخابات السابقة. اما الديمقراطيون الاحرار فقد فازوا بنسبة 4ر7 بالمائة ليحصلوا على 47 مقعدا وهو اقل بكثير مما كان متوقعا لحلفاء شرويدر المحتملين. وضمن تحالف الحمروالخضر شغل 306 مقاعد في البرلمان بينما شغل الديمقراطيون المسيحيون المعارضون والاتحادالاجتماعي المسيحي والديمقراطيون الاحرار 295 مقعدا. وسيتقلص هذا الفارق الى تسعة مقاعد فقط اذا انضم الى تحالف المعارضة الحزب الشيوعي الديمقراطي الاشتراكي الذي يشغل مقعدين. وبدا زعيم المعارضة ادموند شتويبر سعيدا على الاقل لما حققه المحافظون بزيادة عدد المقاعد التي سيشغلونها. ويدخل الخضر المدافعون عن البيئة محادثات تشكيل الحكومة الائتلافية من موقع قوة بعد ان انقذوا تحالف شرويدر من خلال ادائهم الجيد الذي دعمته شعبية زعيمهم وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. ولا تزال مشكلة البطالة هي المشكلة التي تتصدر جدول اعمال الحكومة الالمانية القادمة بعد ان زاد اعداد العاطلين على اربعة ملايين دون تغيير يذكر عن عددهم حين تسلم شرويدر السلطة قبل اربعة اعوام.