واصل المسئولون الامريكيون، بمن فيهم الرئيس جورج دبليو. بوش، أمس الاول الاثنين إبداء نوع من الفتور تجاه ألمانيا ومستشارها الذي أعيد انتخابه فيما استمرت المؤشرات على توتر العلاقات بين الدولتين الحليفتين.
وبعد أن فاز الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار جيرهارد شرويدر في الانتخابات البرلمانية بفارق ضئيل، مازال المسئولون الامريكيون يركزون على معارضة شرويدر لهجوم أمريكي محتمل على العراق ومقارنة وزيرة العدل الالمانية لبوش بالدكتاتور النازي أدولف هتلر.
وفي معرض رده على سؤال حول الخطاب الذي بعث به شرويدر إلى بوش الاسبوع الماضي للاعتذار عن تصريحات الوزيرة، قال آري فليشر السكرتير الصحفي للبيت الابيض ان الخطاب حقيقة لا يبدو كما لو كان اعتذارا، بل يبدو أكثـر كمـحاولة للتوضـيح .
ولم يشر بوش، الذي لم يتصل بشرويدر ليهنئه على فوزه، بصورة مباشرة إلى الزعيم الالماني في خطاب أمام الجنود الامريكيين في ترنتون بولاية نيوجيرسي، ولكنه كرر شعاره الخاص بالحرب على الارهاب: إما أن تكونوا معنا أو مع الاعداء، مضيفا بنبرة تأكيد وهذا المبدأ مازال ساريا .
وجاء رد الفعل الامريكي الرسمي على نتيجة الانتخابات الالمانية لاحقا في صورة تصريحات مقتضبة ومتطابقة من جانب متحدث آخرباسم البيت الابيض وريشتارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية.
وقال متحدث عن البيت الابيض لقد قال الناخبون الالمان كلمتهم .. إن الولايات المتحدة ستعمل مع الحكومة الالمانية في القضايا ذات الاهتمام المشترك . وعلى النقيض من ذلك، كال باوتشر المديح لناخبي سلوفاكيا الذين رفضوا محاولة رئيس الوزراء المتسلط السابق فلاديمير ميسيار العودة إلى السلطة في الانتخابات البرلمانية لذلك البلد. وقال باوتشر إننا نمتدح ناخبي سلوفاكيا لممارستهم حقهم الديمقراطي ومسئوليتهم بالتصويت في انتخابات حرة ونزيهة .. نرحب بالعدد الكبير من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم كمؤشر على حيوية النظام الديمقراطي في جمهورية السلوفاك. والان بعد أن قال الناخبون كلمتهم، فإننا نحث القادة السياسيين على تشكيل حكومة تضمن مكانا لجمهورية السلوفاك داخل الاسرة الاوروبية-الاطلنطية من الدول الديمقراطية .
وقال باوتشر :ان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر، الذي ساعد حزبه الخضر ائتلاف شرويدر على الفوز في الانتخابات بالنتيجة الطيبة المفاجئة التي حققها، اتصل هاتفيا بوزير الخارجية الامريكي كولين باول ليناقش معه عددا من القضايا من بينها الشرق الاوسط. غير أن باول لم يهنئ فيشرعلى نتيجة الانتخابات وهيمنت على محادثاتهما توترات العلاقات الثنائية التي تفجرت أثناء الحملة الانتخابية في ألمانيا، وفقا لما ذكره مسئولو الوزارة. وقال مسئول بارز بوزارة الخارجية الامريكية، طلب عدم ذكر اسمه، أن فيشر سعى أثناء المحادثة إلى محاولة البدء في معالجة القضية. وتتعلق هذه القضية بانتقاد شرويدر للسياسة الامريكية، ولاسيما بشأن العراق، وكذلك مقارنة وزيرة العدل الالمانية هيرتا دويبلر- جميلين الرئيس الامريكي بهتلر الاسبوع الماضي. وصرحت دويبلر-جميلين بأنها لن تطلب الاحتفاظ بمنصبها في حكومة شرويدر الجديدة.
وعلق المسئول البارز بوزارة الخارجية الامريكية على قرارها بالقول : يبدو أن ذلك هو الشيء الصحيح الذي يتعين القيام به .
وأضاف مسئول أمريكي آخر أن ألمانيا أمامها الكثير الذي يتعين القيام به من أجل إصلاح علاقتها بالولايات المتحدة.
وفي وارسو ببولندا، تجاهل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد نظيره الالماني خلال مؤتمر لوزراء دفاع حلف شمال الاطلنطي (ناتو). غير أنه خرج بأوضح تصريح حول حنق واشنطن على معارضة شرويدر للسياسة الامريكية بشأن العراق خلال الحملة الانتخابية.
وقال رامسفيلد: لا تعليق لدي على نتيجة الانتخابات الالمانية، ولكن أود أن أقول أن الطريقة التي جرت بها لم تكن مساعدة على نحو ملحوظ حيث كان من تأثيرها تسميم العلاقات بين البلدين.