DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. محمد رشوان: الالتهاب المزمن لا يكتشف إلا بعد تلف الكليتين

د. محمد رشوان: الالتهاب المزمن لا يكتشف إلا بعد تلف الكليتين

د. محمد رشوان: الالتهاب المزمن لا يكتشف إلا بعد تلف الكليتين
د. محمد رشوان: الالتهاب المزمن لا يكتشف إلا بعد تلف الكليتين
أخبار متعلقة
 
تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن أهمية الكلى في الجسم والأمراض التي تصيبها بصفة عامة وفي هذا الجزء الثاني والأخير يتحدث الدكتور محمد رشوان استشاري الأمراض البولية والتناسلية بمزيد من التفاصيل عن أمراض الكلى ومسبباتها. @ متى يحدث التهاب الكلية الحاد؟ وما أهم أعراضه التي تظهر على المريض؟ ـ يحدث هذا المرض في الغالب عندما تنتقل الجراثيم القادمة من قسم آخر من الجسم الى الكليتين عبر مجرى الدم او مجرى البول حيث يؤدي عدم الاعتناء بالنظافة بحدوث ذلك خاصة اذا حدث انسداد جزئي للتدفق الطبيعي للبول لسبب ما. وفي هذه الحالة تتكاثر الجراثيم في البول الراكد ولا يمكن التخلص منها بالسهولة المعتادة. اما الأعراض فتبدأ بالظهور في أغلب الحالات بألم فجائي شديد في الظهر فوق الخصر مباشرة ويكن عادة الألم أشد عند احد جانبي الجسم أكثر من الآخر كما ترتفع درجة الحرارة التي قد تصل الى 40 درجة مئوية بالاضافة الى الشعور بالغثيان والتقيؤ ومن المحتمل ان يعاني المصاب من ألم او صعوبة عند التبول مع شعوره بامتلاء المثانة والرغبةفي التبول باستمرار رغم ان المثانة تكون فارغة والبول يحتوي على آثار الدم ولا يبدو صافيا. @ ما مدى انتشار هذا النوع من الالتهاب وهل يشكل خطرا على المصاب؟ ـ يحدث هذا المرض بصورة شائعة في كافة الأعمار وينتشر حدوثه عند النساء بنسبة أربعة أضعاف حدوثه عن الرجال، وتزيد ظروف عديدة احتمالات الاصابة بهذا المرض مثل وجود حصى في الكليتين او ورم في المثانة او وجود عيب في الجهاز البولي. كما ان ظروف الحمل حيث ان ضغط الرحم المنتفخ يخفض من معدل انسياب البول. أما بالنسبة للمخاطر فمن المستبعد حدوث مضاعفات اذا عولج المرض بسرعة. واذا كان المصاب صغير السن جدا او ضعيف الجسم تنتشر العدوى في بعض الحالات الى الدم وتؤدي الى تسمم الدم. أما النوبات المتكررة لهذا المرض تشير الى وجود عيب أساسي في الجهاز البولي يحتاج الى علاج. @ كيف يتم تشخيص المرض؟ وما العلاج؟ ـ يتم التأكد من المرض عن طريق اجراء زرع للبول لمعرفة نوعية الجراثيم المسببة للمرض والدواء المؤثر عليها فتزول النوبة خلال يوم او يومين ـ ان شاء الله ـ ولكن في حال كان المريض قد أصيب في السابق بمثل هذه النوبة او اذا كان الطفل مصابا يوصى باجراء فحوص أخرى لمنع حصول ضرر للكليتين على المدى الطويل وتلك الفحوص عبارة عن تحاليل للبول والدم وتصوير الكليتين بأشعة أكس كما قد يقرر اجراء تنظير للمثانة للتأكد من سلامتها. @ متى يكون التهاب الكلية مزمنا وما أسبابه وامكانيات العلاج؟ ـ نتيجة الالتهابات المتكررة في البول ـ التي لا يلاحظ وجودها عادة ـ يزداد بصورة تدريجية تلف الكليتين وفي معظم الحالات تبدأ الحالة المرضية في مرحلة الطفولة وتستمر دون ان يلاحظ وجودها حتى تبدأ اعراضها بالظهور بعد عدة أعوام. @ هل تنتقل الجراثيم في هذه الحالة كما في التهاب الكلية الحاد؟ ـ الذي يحصل انه عند التبول تنقبض المثانة وتطرد البول بقوة الى الخارج في حين يسد الصمامان الحالبين عند نقطة دخولها الى المثانة فيمتنع لهذا ارتداد البول الى الكليتين. وفي بعض الأحيان لا يعمل الصمامان بصورة صحيحة فينطلق البول الى الأعلى كما الى الأسفل واذا كان هذا البول مصابا بالتهاب فقد يصل الالتهاب الى الكليتين فيكون سبب معظم التهابات الكلية وحويضتها المزمنة. كما ان حصى الكليتين قد تسبب هذا الاعتلال ايضا. أعراض المرض لا تظهر قبل ان يصل هذا الالتهاب الى مرحلة متطورة حينها تظهر الاشارات المبكرة الدالة على تقصير الكلية المزمن لتكرار التبول والارهاق البدني والغثيان.. وهي تلك العلامات التي أشرنا اليها في الجزء الأول من الموضوع. @ ما المخاطر التي يمثلها التهاب الكلية المزمن؟ ـ يتمثل الخطر الرئيسي في عدم اكتشاف وجود هذا الالتهاب إلا بعد ان تتلف الكليتان الى درجة تؤدي الى تقصير الكلية. لذا على الشخص الذي بدأ يعاني التهابا بسيطا ومتكرر اًفي الجهاز البولي ان يستشير الطبيب دون إبطاء فقد يصف لك الطبيب اجراءات بسيطة تنفذها استباقا لتطور الالتهاب كشرب الكثير من السوائل تصل كميتها الى حوالي 3 ليترات في اليوم والامتناع عن تناول الكثير من البروتينات والملح في الطعام واخضاعك لفحوص متكررة لدمك وبولك على فترات منتظمة تتراوح بين 6 أشهر و12 شهرا لمراقبة تطور المرض. ويعتمد العلاج على المرحلة التي اكتشف فيها وجود المرض وفي بعض الحالات عند الأطفال يتعين اجراء عملية جراحية لاصلاح الصمامات المعطوبة. بالاضافة لعلاج المريض بالأدوية المضادة للجراثيم لفترة يتم تحديدها حسب حالة المريض وعمره الى ان يتم التأكد من خلو البول من الجراثيم. @ ما المقصود بالتهاب كبيبات الكليتين؟ ـ يستعمل هذا التعبير في وصف عدد من الأمراض المتعلقة بالكليتين يتمثل سبب حدوثها بالتلف الذي يلحق بكبيبات الكليتين. وهو وحدات الترشيح الدقيقة في الكليتين. ويعود هذا السبب عادة الى الالتهاب الذي يسببه انحباس البروتينات الشاذة في الكبيبات. @ ما سبب انحباس البروتينات الشاذة في الكبيبات؟ ـ عندما تكون الكليتان سليمتين يمر الدم عبر الكبيبات حيث تزال مواد كيميائية معينة منه تعاد بعد ذلك معظم كمية الماء والمواد الكيميائية المفيدة كالجلوكوز مثلا الى مجرى الدم وتجمع مواد النفاية المتبقية على شكل بول وتتجه الى المثانة عبر الحالبين. ولكن عند الاصابة بالتهاب الكبيبات تتأثر هذه العملية وينتج عن هذا الالتهاب تسرب كريات الدم الحمراء عبر الكبيبات الى البول بالاضافة الى بعض البروتينات. واذا أصبح هذا التسرب مفرطا تكون النتيجة ظهور الأعراض المتزامنة للالتهاب الكلوي واذا تلفت اعداد متزايدة من الكبيبات تصبح الكليتان أقل فعالية في ترشيح وتنظيم محتوى المواد الكيميائية في الدم فتتراكم عندئذ مواد النفاية في الجسم وتؤدي الى حالة تقصير الكلية. @ ما الأعراض وكيف يكون العلاج؟ ـ ان الأنواع المعتدلة لالتهاب كبيبات الكليتين ليس لها أية أعراض على الاطلاق. ولا يلاحظ وجود هذا الالتهاب إلا بعد فحص عينة من البول لسبب مرضي آخر. وفي الحالات الشديدة من التهاب كبيبات الكليتين الحاد يشعر بتوعك صحي عام يصاحبه نعاس وغثيان وتقيؤ، وقد لا يتبول سوى كميات قليلة مما يسبب تراكم السائل في أنسجة الجسم (الاستسقاء) يلاحظ كانتفاخ تحت الجلد وبالأخص حول الكاحلين، ويمكن خطر هذا المرض باحتمال تسببه في تقصير الكلية كما قد يؤدي الى فقر الدم وارتفاع ضغط الدم. بالنسبة للعلاج فلا تحتاج أنواع عديدة من التهاب كبيبات الكليتين الى أي علاج محدد اذا كانت معتدلة الشدة. أما الأنواع الأخرى فلها أدوية كفيلة بعلاجها وفي حال أصيب المريض بالاستسقاء يصف له الطبيب دواء مدرا للبول يعالجه ايضا من ضغط الدم في حال أصبح يعانيه. اما في حال أصيب بفقر الدم فيحتاج حينها الى تناول اقراص الحديد والفيتامينات والى نقل دم في حال احتاج الى ذلك. @ من أمراض الكلى الشائعة "حصى الكلية" فكيف تتكون؟ وكيف تكون الأعراض؟ ـ يبدأ تكون حصاة الكلية عادة كبقعة صغيرة من مادة صلبة تتسرب في وسط الكلية حيث يتجمع البول قبل انسيابه الى الحالب ومع الوقت تلتصق اجزاء اخرى من المادة بهذه البقعة الأولية فيكبر حجمها تدريجيا حتى تصبح كتلة صلبة. بما ان معظم الحصى الكلوية تحتوي على معدن الكالسيوم نستنتج من ذلك ان سبب تكون الحصاة وجود كمية زائدة من الكالسيوم في البول. والحصى الصغير لا يشكل أي مشكلة والحصى الكبير الحجم والذي يكون أكبر من ان يمر من الكلية الى الحالب فقد لا يصاحبها أية أعراض. ويتمثل العارض الأكثر انتشارا للحصى الكلوية بألم طاعن يأتي كموجات تفصل الواحدة عن الأخرى بضع دقائق. يتوقف هذا الألم الذي يحدث عند انتقال حصاة من الكلية نزولا الى الحالبين بعد ان تتوقف الحصاة عن الحركة او بعد ان تخرج من الجسم مع البول. والمصاب بهذا المرض يشعر عادة بالألم في الظهر اولا مباشرة تحت الأضلاع على أي من جانبي العمود الفقري. وفي الساعات او الأيام التالية يتبع الألم مسار الحصاة في انتقالها عبر الحالب الى المثانة وبعد هذه المرحلة لا يحدث مرورها أي ألم او قد يحدث ألما طفيفا جدا. @ هل هذا المرض وراثي؟ ـ نعم يعرف بانه مرض وراثي. @ من الملاحظ ان هذا المرض يعتبر من الأمراض الشائعة في بلادنا العربية بينما يعتبر من الأمراض النادرة في الغرب لماذا؟ ـ ان هذا المرض ينتشر فعلا في المناطق الاستوائية والمناطق الحارة وذلك بسبب التركيز الزائد للكالسيوم في البول ويعود ذلك الى كون سكان هذه المناطق يفقدون الكثير من الماء من أجسامهم نتيجة التعرق المفرط فتكون كمية البول المنتجة قليلة نسبيا مما يتسبب بحصول الحصى. @ ما المساعدة الطبية التي تقدم لمن يعانون هذا المرض المؤلم؟ ـ بعض أنواع الحصى تخرج من تلقاء نفسها وأنصح المريض بشرب كمية كبيرة من الماء يوميا (على الأقل خمسة ليترات) لتساعد على اخراج الحصى عبر المسالك البولية ومن الممكن ان توصف له بعض الأدوية المسكنة للألم. أما الحصى الكلوية التي لا تخرج من الجسم تلقائيا، والتي قد تسد القسم الأسفل من الحالب فيمكن ازالتها أحيانا بتنظير المثانة تحت تخدير عمومي او بواسطة وسيلة حديثة يتم بموجبها تفتيتها بالموجات فوق الصوتية الى مسحوق يتمكن من الخروج من الجسم مع البول وهذه الطريقة آمنة وغير مؤلمة على الإطلاق. @متى يتم استئصال الكلية التي أصيبت بالحصى؟ ـ اذا كان الضرر الذي لحق بكلية واحدة ناتجا عن وجود الحصى او الالتهابات الناتجة عن وجودها كبيرا ولا يمكن اصلاحه. فيجب استئصال الكلية المتضررة. وتتمكن الكلية السليمة من ان تعوض بدرجة فعالة عن عمل الكلية التي استؤصلت. @ هل تصاب الكلية بأورام سرطانية؟ ـ ان الأورام الكلوية نادرة ولكنها تحدث ويتمثل الخطر الرئيسي للورم في احتمال دخول خلايا الورم الى مجرى الدم وانتشارها الى أقسام أخرى من الجسم وبالأخص الرئتان والعظام. ومن جهة أخرى تنتشر هذه الأورام بسرعة أقل وتتجاوب مع العلاج بدرجة أفضل في كثير من الأورام السرطانية الأخرى. اما العلاج فيكون من الضروري استئصال الكلية وقد يلجأ الى المداواة الشعاعية وتناول الأدوية المضادة لخلايا السرطان لقتل أية خلايا سرطانية متبقية. ويستطيع ان يعيش الإنسان بعدها بكلية واحدة حياة طبيعية بإذن الله.