قامت القوات الفرنسية امس بإجلاء 200 شخص هم آخر الرعايا الاجانب المحاصرين منذ أكثر من أسبوع بسبب التمرد الدموي في ثاني أكبر مدن كوت ديفوار (ساحل العاج). ونقلت القوات الفرنسية أمس الاول الخميس نحو 1000 مدني، معظمهم من المواطنين الفرنسيين، في قوافل برا من مدينة بواكيه إلى العاصمة ياموسوكرو على بعد 100 كيلومتر جنوبا. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن عملية الاجلاء جرت بشكل آمن رغم الاشتباكات العنيفة بين الجنود المتمردين الذين يسيطرون على بواكيه والقوات الحكومية. وفي وقت سابق أمس الاول ظهر وزير دفاع كوت ديفوار على شاشات التلفزيون الوطني ليعلن أن بواكيه منطقة حرب ووعد بشن هجوم خلال ساعات.
ونقلت بي.بي.سي عن شهود عيان قولهم أنه تم العثور على 100 جثة على الاقل في مدرسة تدريب عسكرية في بواكيه.
وبهذا الاكتشاف يصل العدد الرسمي للقتلى إلى 400 شخص منذ قيام قوات المنشقين بهجمات متسقة قبل فجر 19 سبتمبر الجاري في ثلاث مدن في كوت ديفوار، أكبرمنتج في العالم للكاكاو وأكثر دول غرب أفريقيا استقرارا فيما مضى.
وقد استعادت القوات الحكومية السيطرة على العاصمة التجارية أبيدجان في غضون ساعات، لكن قوات المتمردين أحكمت قبضتها على مدينتي بواكيه وكوروهوجومنذ بداية التمرد برغم الهجمات المتلاحقة من جانب القوات الحكومية
ويقول الجنود المتمردون أنهم يقاتلون ضد خطط تسريحهم من الجيش، بينما تصف الحكومة التمرد بأنه محاولة انقلاب. ونزل مئات المواطنين إلى الشوارع في مدينتين أمس الاول الخميس وانقسموا فريقين يؤيد أحدهما الجنود والاخر يدعم الحكومة. ففي بواكيه، أيد المتظاهرون الجنود المتمردين بينما دعت المسيرات في أبيدجان المواطنين لنصرة الحكومة.
واستعدت قوات أجنبية أخرى للتوجه إلى كوت ديفوار، مع الاعلان بأنه طلب من نيجيريا أن تضع جنودها في حالة تأهب.
وقال مسئولو الدفاع النيجيريون أن التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا (ايكواس) طلب من نيجيريا إرسال ثلاث مقاتلات إلى كوت ديفوار ووضع جنودها في حالة تأهب.
ووصل بالفعل الجنود الفرنسيون والامريكيون والبريطانيون إلى كوت ديفوار لحماية أو إجلاء رعاياهم. ونصحت السفارة الامريكية في أبيدجان الرعايا الامريكيين بمغادرة كوت ديفوار. وتوجهت طائرة نقل عسكرية أمريكية إلى غانا وعلى متنها أكثر من 190 شخصا - أغلبهم من الاطفال الامريكيين - الذين تم إنقاذهم الاربعاء من جانب القوات الفرنسية من المدرسة المسيحية الدولية في بواكيه حيث كانوا يختبئون لنحو أسبوع.