قبل ثلاثين سنة كنا نقيم احتفالات النجاح ونحتفي بالضيوف في "هاف مون" او شاطئ نصف القمر وكنا نذهب اليه كل جمعة رغم ان الطريق كان سيئا ومزدحما ومليئا بالحوادث ولم يكن هناك طريق معبد او خدمات في الشاطئ وكان عبارة عن منطقة واحدة ولكنها "مبروكة" ثم يسر الله فاقيم الطريق السريع الذي يصل شاطئ نصف القمر بالعزيزية وتم بناء المظلات ودورات المياه ووضعت خزانات الماء والعاب الاطفال وكان هناك قدر لا بأس به من الصيانة ثم دار الزمان وبدأت مساحة الشاطئ تنحسر مع اقامة المنتجعات والقرى الساحلية وشواطئ بعض الجهات الحكومية وكان اسوأها تلك المشاريع التي تقتطع مساحة من الشاطئ يتوفر فيها مابقي من خدمات يستفيد منها الزوار وليتهم استثمروا المناطق التي لا يصلها رواد الشاطئ لكننا شكرناهم. اما الجهة الغربية من الشاطئ بعد القرية فهي محرومة من الانارة والماء ودورات المياه!
المهم اننا نريد الان ان نستمتع بالربع الباقي من "نصف القمر" ولكن المظلات متهالكة وخزانات الماء "غير الصالح للشرب" فارغة ومحطمة ودورات المياه مزرية ومظلمة كما انك لا تجد سلال نفايات لان اهالي المنطقة عندهم وعي ويحبون ان يحافظوا على نظافة شاطئهم واذا ذهبت الى البحر هذه الايام فلن تجد مكانا لسيارتك اذ ان اكبر منطقة (مدخل رقم 4) بعد المدينة الساحلية قد تحول جزء منه الى خيام للايجار ومقر لتأجير الدبابات البحرية "يعني حنا ناقصين" علما بأن هذا هو الشاطئ الذي يقصده السياح والزوار من الدمام وخارجها خاصة مع الاسعار "المغرية" للشاليهات وحتى شاطئ العزيزية على صغره يعاني نفس المشاكل.
الامانة قامت بجهد مشكور في بناء مظلات بشكل جميل وجديد مع خدماتها في المدخل الاول ولكن مصيرها سيكون التلف سريعا مالم تشملها الصيانة اللازمة حتى لو تم وضع رسوم بسيطة مثل 10 ريالات للسيارة كما ان هناك حاجة ماسة لمراقبين من الامانة لوقف عبث بعض السفهاء الذين يستمتعون باتلاف المرافق وتدريب ابنائهم على تكسير القوارير الزجاجية ورمي بقايا الاكل!
مانتمناه من الامانة هو ان تحافظ على مابقي من شاطئ نصف القمر وان تنقل اي خيام او غيرها الى الاماكن غير المخدومة لان الزوار اولى بها من استثمار الافراد ونأمل ان يكون لديهم مخطط لتوسعة الشاطئ مع ازدياد عدد المرتادين بحيث يواكب النمو السكاني كما نأمل من المنتجعات والقرى السياحية التي لديها فرق صيانة ومياه عذبة ان تساهم في صيانة الشواطئ التي يرتادها الاهالي لقاء ما اقتطعوه منها وكل مانطلبه هو ان يتقاسموا صيانة دورات المياه وان يتبرعوا بماء لتعبئة الخزانات التي تخدم الالاف فالامانة حملها ثقيل ومسئولياتها كبيرة.
وحقيقة فاكثر ما نخشاه هو ان يصاب "الكورنيش" بما اصاب اخوه "نصف القمر" من تقلص المساحة وتدهور الخدمات وتلف المرافق والدور علينا فالامانة عملت الكثير.