بعد رفع الحصار عن عرفات ارتفعت حدة تشنجات شارون حول التخلص من رئيس السلطة الفلسطينية تارة بتحويله الى (رمز) دون سلطات سياسية اوامنية اومالية, وتارة باغتياله, وتارة باستبعاده هو ومساعدوه وفقا لعملية خطف جنونية يتم بمقتضاها نقل عرفات ومن معه بطائرة هليوكوبتر وانزالهم في منطقة صحراوية معزولة, ورغم رفض دول العالم دون استثناء وعلى رأسها الولايات المتحدة التي استخدمت اداة من ادوات ضغوطها على اسرائيل لرفع الحصار المضروب حول مقر السلطة الفلسطينية, رغم رفض تلك الدول لاية عملية تستهدف المساس بحياة عرفات او التخلص منه بمختلف الاساليب التي مازالت تتفتق عن الذهنية الصهيونية القائمة على استخدام التطرف والعنف الا ان شارون مازال بين حين وحين يتشدق بان تسوية الازمة الفلسطينية لن تتم الا بالتخلص من عرفات بطريقة او باخرى رغم علمه يقينا ان الرئيس الفلسطيني منتخب من قبل شعبه الذي لن يرضى عنه بديلا, ورغم علمه ان عرفات هو الشخصية الوحيدة التي يمكن التفاوض معها حول سائر المسائل التي ما زالت معلقة بفعل غطرسة ساسة اسرائيل وركوب رأسهم والسباحة ضد التيار للحيلولة دون اتمام تسوية عادلة للازمة الفلسطينية بتطبيق الشرعية الدولية والقرارات الاممية ذات الشأن ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة على تراب ارضه الوطني, وتلك الشرعية والقرارات كما تعلم اسرائيل قبل غيرها متوافقة تمام التوافق مع كافة المبادرات والرؤى السلمية المطروحة على الساحة واهمها المبادرة السعودية التي تحولت الى مبادرة عربية جماعية اثناء انعقاد المؤتمر العربي الدوري الاخير في بيروت وتقضي باعتراف عربي شامل بالكيان الاسرائيلي وتبادل السفراء معه واقامة علاقات طبيعية شريطة الانسحاب من كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة وقيام دولة فلسطين المستقلة, وكذلك الرؤية الامريكية التي تقضي بإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية في المنطقة تتمتعان باعتراف شامل وحدود دولية, غير ان اسرائيل التي تمرست على العدوان وجبلت عليه منذ انشاء كيانها في قلب الامة العربية تأبي الا رفض كافة المبادرات والرؤى وفرض حلولها الاستسلامية على الامة العربية من جانب, وعلى العالم كله من جانب آخر, وتلك حلول لن تؤدي الا الى اطالة امد النزاع ووضع المنطقة باسرها على صفيح ساخن.