الاعمار بيد الله الذي اخبرنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)..
وكثيرا مانسمع احاديث اطباء عن اطالة العمر عدة سنوات وهو كلام لا افهم في اطاره الصحيح فهو ان يعيش المرء عمره بلا مشاكل فقد توصلت دراسة الى ان اتخاذ موقف ايجابي من مسألة التقدم في السن من شأنه ان يطيل العمر سبع سنوات ونصف السنة ويتضح المعنى من ان العمر لا يطول وانما يعيش حياة مائة بالبعد عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة.
وتقول الدكتورة سوزان كنكل مديرة مركز سكريبس للشيخوخة في جامعة ميامي والمشرفة على الدراسة ان مفهوم الناس عن التقدم في العمر يتكهن بطول بقائهم على قيد الحياة انه يصور الرابط بين العقل والجسم وحتى لو كنا نستطيع ان نتحكم فيما يحدث لنا فاننا نتحكم في كيفية تحديدنا له.
وقد تم التوصل الى الاستنتاجات حول الموقف ونسب البقاء على قيد الحياة عن طريق تحليل ومطابقة معطيات متجمعة منذ العام 1975 عن 660 شخصا عمرهم 50 سنة او اكبر في اكسفورد بولاية اوهايو مع معطيات المؤشر الوطني للوفيات.
وقد بدأت كنكل ابحاثها في هذه البلدة كطالبة تخرج وشاركت في صيانة القاعدة المعلوماتية طيلة عقدين من الزمن او اكثر.
سجل باحثون في جامعتي ميامي ويال كيفية اجابة 338 رجلا و322 امرأة على عدة اسئلة تتعلق بالتقدم في السن في العام 1975 ثم دققوا في كيفية اجاباتهم ببقائهم على قيد الحياة حتى 23 سنة بعد ذلك التاريخ.
وكان للمواقف من التقدم في السن وقع اكبر على المدى الحياتي من المؤشر الادنى للكتلة البدنية ومن عدم التدخين وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وهي عوامل يطيل كل منها العمر من سنة الى ثلاث سنوات.
وقالت الدكتورة بيكا ليفي الباحثة في جامعة يال تحمل دراستنا رسالتين الرسالة المثبطة هي ان الرأي السلبي عن الذات يمكنه ان يقصر المدى الحياتي والرسالة الايجابية هي ان المفهوم الايجابي عن الذات يمكنه ان يطيل المدى الحياتي.
الا ان ريتشارد سوزمان المدير المساعد للابحاث السلوكية والاجتماعية في المعهد القومي للشيخوخة قال انه اذا كان المفهوم الذاتي الايجابي مفيدا فانه ليس بديلا عن العناية الصحية المناسبة.
واضاف سوزمان ان اي مقولة ان التفكير الايجابي اقوى من عدم التدخين ليس هناك دليل يؤيدها هناك ادلة سريرية هائلة تبين قيمة ممارسة التمارين وعدم التدخين.
واكتشف الباحثون ان ارادة العيش مسئولة جزئيا عن العلاقة بين المواقف الايجابية الذاتية من التقدم في السن والبقاء الا انها لا تمثل الفارق الكامل بين طول العمر.
وقالت الدراسة الجديدة ان المفاهيم السائدة عن التقدم في السن تكتسب قبل عشرات السنين من بلوغ الشخص مرحلة الشيخوخة ولذلك نادرا ماتثار حولها تساؤلات وجاء في التقرير انه فور ان يصبح الافراد متقدمين في السن قد يفتقرون الى الدفاعات التي يتمتع بها الاخرون للوقاية من آثار المقولات السلبية السائدة عن ادراك الذات. وقالت كنكل ان الدراسة توجه رسالة قوية عن الحياة وهي اننا لا نستطيع عمل شيء لوقف التقدم في السن الامر اشبه بالاحتجاز في زحمة سير عندما تكون متأخرا عن مواعيدك والرد الطبيعي هو ان يسبب لك هذا الوضع ضغوطا والخيار الآخر هو ألا تضطرب بل تفكر في كيفية التعاطي مع عواقب التأخر. والعبرة هي ان تتعلم كيف تستجلي الامور ولا تمنحه قوة تزيد عما ينبغي ان تعطيه.
واضافت كنكل اننا ندخل المرحلة المتقدمة من البلوغ بالطرق التي اعتدنا ان نتعامل بها مع الضغوط وينبغي ان يتعلم الناس استراتيجيات جديدة حول كيفية التعامل مع الاوضاع.