أعلنت وزارة الدفاع الامريكية انها طلبت رسميا من تركيا السماح لها باستخدام قواعدها فى هجومها المحتمل على العراق وانها بدأت بنقل المعدات والاسلحة الى المنطقة استعدادا للهجوم مؤكدة بذلك معلومات كانت أنقرة قد نفتها.وكان رئيس الوزراء التركى بولنت اجاويد قد نفى الليلة قبل الماضية ان تكون الولايات المتحدة قد طلبت من بلاده السماح لها باستخدام قواعدها الجوية.بينما ذكرت شبكة التليفزيون الاخبارية التركية (ان تى فى) ان الولايات المتحدة طلبت رسميا من تركيا السماح لها باستعمال قواعدها الجوية فى انجرليك وباتمان وديار بكر.وقالت الشبكة ان هذا الطلب كان السبب غير المعلن للاجتماع المفاجئ الذى عقد الليلة قبل الماضية وشارك فيه الرئيس التركى احمد نجدت سيزر وبولنت اجاويد ووزير الدفاع صباح الدين اوغلو.
البعد الكردي
من جهة أخرى حذر رئيس الوزراء التركي الاكراد في شمال العراق من ان تركيا ستتخذ الاجراءات اللازمة اذا ما اسفرت اجتماعات برلمانهم عن انشاء دولة كردية مستقلة بالقرب من الحدود التركية. وقال اجاويد: نبقى متيقظين حيال برلمان كردستان العراقي الذي عقد الجمعة الماضية في اربيل جلسته الاولى منذ ستة اعوام. وكرست هذه الجلسة المصالحة بين الحزبين الكرديين المتنافسين: الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني. وقال أجاويد: اذا ما ذهبت الامور الى ابعد من ذلك فان تركيا بالطبع ستتخذ الاجراءات اللازمة . وقال ان اقامة دولة مستقلة كردية بالقرب من حدودنا امر غير مقبول . وتخشى تركيا في حال ما اذا اطاحت الولايات المتحدة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين ان يقوم الاكراد باعلان استقلالهم وهو امر قد يحض اكراد جنوب شرق الاناضول في تركيا على اعلان انفصالهم. وفي تعليق على رسالة وزير الخارجية الامريكي كولن باول لبرلمان الاكراد والتي هنأهم فيها على الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الحزبين الكرديين وداعيا اياهم الى الاستمرار في طريق السلام قال اجاويد: لا ادري ما هدف هذه الرسالة. ولكن اذا ما اخذت هذه المبادرة على خلفية اقامة دولة كردية مستقلة فاننا لا نرحب بها ولا نعتبرها عملا وديا. ولكني لا اعتقد ان تلك كانت غايته .
احتجاجات عالمية
ووسط الاستعدادات الامريكية المحمومة لشن حرب ضد العراق تواصلت الاحتجاجات في أنحاء العالم على هذه الحرب الوشيكة.ففي اليونان اشتبك متظاهرون مع الشرطة على بعد مئات الامتار من مقر اجتماع وزراء الدفاع في الاتحاد الاوروبي في جزيرة كريت اليونانية. وقالت الشرطة ان الاشتباكات اندلعت عندما حاول نحو300 متظاهر من اليسار وممن يعتبرون انفسهم فوضويين يحملون لافتات مناهضة للحرب اقتحام حاجز اقامته الشرطة لمنع الوصول الى فندق في بلدة ريثيمنو الساحلية حيث يعقد الاجتماع الوزاري غير الرسمي لوزراء الدفاع. وكتب على لافتات بثماني لغات مختلفة "لا تقصفوا العراق". وقالت الشرطة ان رجلا اصيب اصابات طفيفة في الاشتباكات وانه لم تحدث اعتقالات. وفي ميلانو خرج الاف من الايطاليين وهم يلوحون باللافتات ويدقون الاجراس في مسيرات سلمية في انحاء ايطاليا احتجاجا على ضربة عسكرية امريكية محتملة ضد العراق. وقالت جماعات مناهضة للحرب ان متظاهرين في 100 مدينة ايطالية من ميلانو المركز المالي للبلاد في اقصى الشمال الى اقصى الجنوب الايطالي سيشاركون في المسيرات.
وقال منظمو المظاهرات ان الاف الاشخاص بدأوا يتوافدون بالفعل على وسط المدن التاريخية ميلانو وفلورنسا وكاتانيا وبيرجامو. وقال امبرا زيني وهو احد القيادات الطلابية وفي ملبورن شن ساسة من حزب الخضر الاسترالي حملة سلمية أمس خارج قاعدة تجسس امريكية في مكان ناء بالقرب من منطقة أليس سبرينجز حيث انضموا الى نحو 200 محتج يعارضون مشاركة استراليا في اي حرب على العراق. وبينما دخل التجمع السلمي بشكل عام يومه الثاني عند قاعدة باين جاب الاسترالية الامريكية للاستطلاع انضم اليه اعضاء بحزب الخضر ليحثوا حكومة جون هاوارد الاسترالية على عدم السماح باستخدام القاعدة للتجسس على العراق.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس الاسترالية عن عضو مجلس الشيوخ كيري نيتل قوله ان قضية ما اذا كانت القوات الجوية الخاصة سترسل الى العراق ام لا هي قضية هامشية لان اكبر مساهمة استرالية يجري تقديمها بالفعل وهي الانشطة التي تجري في باين جاب.
واضاف نيتل: من واجب رئيس الوزراء ان يبلغ الشعب الاسترالي ما الدور المحدد الذي تقوم به مثل هذه المنشآت وكيف يبرر هذه الانشطة في ضوء المعارضة الكبيرة المتزايدة لمشاركة استراليا في مثل هذه الحرب. وقال وزير الدفاع الاسترالي روبرت هيل في اغسطس ان قاعدة باين جاب ستستخدم لمساعدة الولايات المتحدة في اي عمل ضد العراق. وساعدت جماعات مثل تحالف الحملة المناهضة للقواعد والرابطة الطبية لمنع الحرب وأصدقاء الارض على نقل افراد من كل انحاء البلاد للمشاركة في احتجاجات باين جاب.