أخيراً سقط أخطر لص في القاهرة.. قام بسرقة اكثر من 50 شقة ولم يسلم منزل اسرته من جرائمه حيث قام بسرقة والديه وانفق كل الاموال التي سرقها على المخدرات والقمار.. والغريب ان المتهم لم يكن يتوقع ان تكشف جرائمه.
لكنه سقط عندما حاول سرقة عجوز تقيم وحدها وعندما شعرت به حاول قتلها ولكنها لم تمت وامسك به الجيران وسلموه للشرطة وقتها انهار المتهم وطالب باعدامه.
المخدرات حولت حياة هذا المتهم الى جحيم.. حطمت مستقبله تماماً.. جعلته يفشل في اتمام تعليمه والحصول على أي شهادة دراسية غير الاعدادية فمنذ التحاقه بالثانوية العامة عرف "محمود" اصدقاء السوء وتحول الى مدمن عرف المخدرات لاول مرة في حياته في جلسة حمراء مع عدد من اصدقائه. شعر بنشوة خادعة مع سيجارة بانجو اعطاها له احد اصدقائه.. ومنذ هذه اللحظة سطر القدر اول صفحة في حياة محمود من رحلته الطويلة مع الضياع والانهيار..
اهمل محمود دراسته تماماً حتى فشل في ان يتخطى امتحان الثانوية العامة وقتها ترك المدرسة ورفض كل ضغوط اسرته حتى يكمل دراسته وهرب من بيت اسرته الى الشارع حيث بدأ رحلة من السقوط والضياع.. ازدادت عملية الادمان بشراهة.. وبعد ان نفدت نقوده تماماً تحول الى لص مساكن يقتحم مساكن الابرياء يسطو على ما بها من نقود ومجوهرات يبيعها ويشتري بثمنها السموم.. ومرت الايام وتكررت جرائم محمود سرق خلالها عشرات المنزل في احياء القاهرة المختلفة حتى منزل والده لم يسلم من مخططاته حيث اقتحم المنزل وسرق نقود والده ومصوغات والدته العجوز المريضة واسرع بالفرار الى الوكر الذي يقيم فيه بمنطقة التبين بجنوب مدينة القاهرة العاصمة.. ينفق النقود على سهراته الحمراء وعلى ترابيذة القمار.. وسارت حياة محمود على هذا الشكل من سيء الى أسوأ وبدأ رحلة السقوط.. رجال الشرطة يطاردونه للقبض عليه ومعاقبته على جرائمه المتعددة وقيامه بسرقة عشرات الشقق في مدينة القاهرة بل وفي الجيزة ايضاً.. ومحمود يتفنن في الهروب حتى لا يقع في يد رجال الشرطة حيث لم يكن محمود يتخيل ابداً ان جرائمه سوف يكتشفها احد او ان ايدي ضباط المباحث بعيدة تماماً عنه لانه يتخذ كل وسائل الحرص والحذر ولا يترك أي ثغرة ترشد الشرطة اليه.
كان محمود مجرد لص مثل المئات كل همه وشغله الشاغل ان ينجح في السطو على عشرات الجنيهات او قطعة ذهبية ثمنها حتى ولو مائة جنيه يقوم ببيعها ويشتري بثمنها المخدرات او يضعها على ترابيذة القمار ويلعب عليها القمار مع اصدقاء السوء.. لكنه لم يتخيل ابداً ان قيامه بالسرقة سوف يقوده الى جريمة اكبر واكثر قسوة وهي القتل.. وازهاق روح بريئة.. لكن في عالم اللصوص والمجرمين لا يوجد أي شيء تعترف به الاخلاق او الضمير وهذا ما فعله محمود وما تعلمه..
مثل عشرات المرات التي قام فيها محمود بالسطو على شقق وفيلات الاثرياء والفقراء في القاهرة استعد محمود للسطو على شقة عجوز تقيم بمفردها في منطقة التبين.. قام بدراسة موقع الشقة جيداً وحدد المكان الذي سيتسلل منه الى داخل شقتها والوقت المناسب الذي ينفذ فيه جريمته دون ان يشعر به احد من الجيران او حتى صاحبة الشقة.. وحدد محمود ساعة الصفر.. وضع السلاح الابيض في ملابسه واسرع عندما انتصف الليل في طريقه الى شقة العجوز وراح يتلفت يميناً ويساراً حتى تأكد من ان احداً لا يراه وقتها اسرع بتسلق مواسير المياه ومن خلال شباك المطبخ الذي تركته العجوز مفتوحاً تسلل محمود الى داخل الشقة وراح يبحث عن النقود فشعرت به العجوز فراحت تصرخ وتستغيث بالجيران.. لانقاذها.. وقتها ادرك محمود ان جريمته سوف تنكشف فأسرع بكتم انفاس العجوز وانهال عليها بالضرب حتى سقطت على الارض غارقة في دمائها وحاول محمود الهروب من شقة العجوز لكن الجيران امسكوا به والقوا القبض عليه وقاموا بتسليمه الى الرائد خالد عبد الكريم رئيس مباحث قسم شرطة التبين واعترف المتهم بجريمته تفصيلياً واكد انه لم يكن يريد قتل العجوز لكنه فقط كان يريد سرقة نقودها ليشتري المخدرات وعندما شعرت به وصرخت قام بقتلها حتى لا تنكشف جريمته واضاف المتهم ان هذه ليست اول مرة يقوم فيها بسرقة شقة او منزل بل قام بسرقة اكثر من 50 شقة قبل هذه الجريمة وانه انفق كل الاموال على تعاطي المخدرات ولعب القمار واكد ندمه على جريمته وطالب باعدامه بسرعة حتى يستريح منه المجتمع لانه عضو ضار باستقرار المجتمع وغير مرغوب فيه فحتى اسرته لم تسلم من جرائمه فقد سرق النقود التي كان يحتفظ بها والده.
وكانت المفاجأة ان العجوز التي حاول المتهم قتلها لم تمت وتم انقاذ حياتها بأعجوبة.. وامرت نيابة التبين بحبس المتهم على ذمة التحقيق ووجهت له تهم السرقة بالاكراه والشروع في قتل العجوز نعمات ابراهيم 63 سنة.