العقاريون هم فئة من ابناء هذا الوطن انعم الله عليهم بالمال والخبرة وبعد النظر فخاضوا غمار التجربة العقارية بيعا وشراء واستثمارا وسمسرة, وكثيرون منهم اصبحت لهم اسماء كبيرة وخزائن اكبر في عالم المال والاعمال, ومع اختلاف الفارق بين (العقار العيني والعقار الطبي) الا ان كلاهما تنطبق عليه النصيحة الطبية الشائعة التي تقول: ابعد العقار عن متناول الصغار, وهذه النصيحة التي تطبق بشكل كبير في منازلنا فيما يتعلق بالعقارات الطبية ايضا لها مكان من التطبيق في العقارات العينية من الاراضي والمخططات اذ ان صغار العقاريين لامكان لهم مطلقا بين الاسماء الكبيرة وتكتلات الكبار الذين يستحوذون على الاخضر واليابس من خلال بعض التحالفات والمناورات.الشيء الجميل الذي يثلج القلب ان تلك النظرة الاقتصادية المفرطة بدأت تتلاشى من عقليات العقاريين في المنطقة خاصة مع قدوم جيل جديد من الشباب الصاعد والواعي في نفس الوقت, اقول هذا الكلام لما الحظه ويلحظه غيري من التطور الملموس في مخططات المساهمات التي انتشرت في المنطقة الشرقية في السنوات القلائل الماضية, فقد تغيرت تلك الاشكال الشبكية التقليدية والتقسيمات الاقتصادية البحتة للمخططات وبرزت الى السطح مخططات جديدة برؤية جديدة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها بالفعل نموذجية, واصبحت تلك المخططات تتنافس فيا بينما لتقريم صورة جميلة ومشرفة لبيئتنا العمرانية في المنطقة وهذه الخطوة تحسب لامانة مدينة الدمام التي اشعلت هذه المنافسة التي ستنعكس ايجابيا على مستوى البيئة العمرانية وعلى حياة الناس ومستوى معيشتهم بشكل عام, عندما شاهدت بعض تلك المخططات على الطبيعة وشاهدت البعض الآخر على الخرائط وجدت نقلة نوعية كبيرة اذ ان افكار التصميم تطورت بشكل ملحوظ والمسطحات الخضراء وممرات المشاة والفراغات الحضرية ازدادت ايضا وتم تصميمها بطريقة واعية وتجاوزت في معظم الحالات النسبة المطلوبة للخدمات من قبل ادارة التخطيط العمراني بالامانة, من الطبيعي في هذه الحالة ان يقل عدد القطع المعروضة للبيع الا ان هذا يمثل مساهمة هذا العقاري الواعي لبلده وابناء وطنه.
عندما التقيت احد كبار العقاريين الذين يستثمرون في تطوير المخططات في المملكة وجدت فيه فكرا واعيا وشعورا بالمواطنة حيث اكد لي بانه يضحي بعدد قليل من القطع ويدفع مبالغ اكبر لمكاتب مشهود لها بالكفاءة والخبرة لتقوم باعداد التصاميم وكل ذلك من اجل تقديم الجيد والمفيد والمساهمة في بناء هذا الوطن الغالي, لاشك ان الكسب والربح حق مشروع لكل عقاري ومستثمر ولكن يمكن ان نكون اكثر اعتدالا في هذا الكسب في سبيل خدمة مجتمعنا وتطوير بيئتنا العمرانية, الغريب ان هذا العقاري اكد لي بان ارباحه لم تنقص بل ازدادت في بعض الحالات اذ ان سعر القطعة ارتفع بشكل كبير بسبب جودة التصميم ووفرة الخدمات في المخطط.