أخبار متعلقة
اكد عدد من اساتذة الجامعات والمثقفين والمسئولين ان الكلمة التي القاها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني مطلع الاسبوع في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بمناسبة مرور اربعين عاما على انشائها كانت شاملة لقضايا الوطن الكبرى وطرحت العديد من الرؤى التي واكبت الوضع الراهن منذ احداث 11 سبتمبر وحتى الآن وقالوا ان كلمته - حفظه الله - كانت شاملة تستوجب على الجميع البعد عن التأويل والتهور والانهزامية والاتجاه الى وحدة الموقف والالتزام بمنهج الواقعية مع الحكمة في التعامل مع الآخرين بلغة المصالح المشتركة وبروح الاستقلالية.
وألمحوا الى ان كلمة سموه تصور العقيدة الاسلامية الصحيحة بعيدا عن الغلو والتشدد الذي يثير الفرقة والخلافات في الامة.
قضايا الوطن الكبرى
في البداية تحدث د. سلطان بن خالد بن حثلين رئيس قسم الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن قائلا: تطرق صاحب السمو الملكي الامير عبدالله ابن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الى العديد من الموضوعات المهمة في كلمته الشاملة والهادفة والمتميزة والتي القاها في الاحتفال الذي اقامته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على شرف سموه.
ان قضايا الوطن الكبرى كانت المحور الرئيسي في خطاب الامير عبدالله بن عبدالعزيز, واحب هنا ان اعلق على نقطة مهمة من حديث سموه وهي الغلو في الاسلام واضراره على المجتمع وبخاصة عند الحديث عن احداث 11 سبتمبر والتي يجب الانتباه الى خطر رؤيتين متناقضتين قد يسبب طرحهما اشكالية كبرى في ضوء الازمة الراهنة.
الرؤية الاولى:
طرح يقوم على استعداء الغرب من خلال فتاواه المتسرعة التي حاولت تبرير احداث 11 سبتمبر وهي فتاوى ينقصها التأصيل الشرعي القائم على تتريل النص على الواقع بشموليته ومعرفة نتائج الفعل الذي حكمنا له بالجواز او المنع. اي ان هذه الفئة كانت ومازالت تدور في حلقة من الفراغ العلمي والجهل بالمتغيرات الدولية مع العلم بان الحكم الشرعي لاينفك عن الواقع بحال, والا اختلت الموازين وضاعت المصالح وطغت المفاسد. ان القضايا الكبرى التي تمس وحدة الامة او الوطن وسيادته يجب الا تخضع لاجتهادات فردية بل لابد ان تكون فيها الفتوى جماعية مرتبطة بالتشاور مع اولى الامر واهل الاختصاص (وهم اهل الحل والعقد حسب التعبير الفقهي).
الرؤية الثانية:
فئة انحازت الى الرؤية الغربية واعتبرت مجاراة السياسة الامريكية واقعا لايمكن تجاوزه او مقاومته بغض النظر عن المطالب الامريكية بحجة الواقعية السياسية وهذه واقعية سلبية بل يذهب البعض منهم الى استجداء الغرب وموافقته في طرحه وهذا ما صرح به توماس فريدمان عندما اشار انه خلال زيارته للمملكة كان هناك بعض المثقفين السعوديين يوافقونه في آرائه (خلف الابواب) ومن تلك الآراء ان التعليم الديني هو احد اسباب العداء للغرب.
ان كلا الفريقين على طرفي نقيض لا يسمح به خطورة الموقف وعظم التحدي الذي يستهدف بلدنا الحبيب, ومع ايماني بحرية الرأي الا ان ظاهرة الاستعداء والاستجداء لا تحقق نصرا ولا تدفع شرا.
ان الرأي الاول يوردنا المهالك ولا يتفق مع دعوة الاسلام لحفظ الدين والنفس والمال, والتي لا تتحقق الا بالمحافظة على الوطن وكيانه السياسي التي هي قوام وحدة الجماعة والتي تعتبر من اهم مقاصد الاسلام الكبرى.
كما ان الرأي الثاني يؤدي الى ضياع الهوية وتقديم التنازل تلو التنازل وضياع السيادة وما ينتج عن ذلك من نتائج سلبية لا يمكن حصرها, وكلا الفريقين يعطي الفرصة للآخرين في التدخل بحجة محاربة العدو او مناصرة المستجدي.
ان الوضع الراهن يستوجب على الجميع البعد عن حالتي التهور والانهزامية والاتجاه الى وحدة الموقف والالتزام بمنهج الواقعية الايجابية والتي قوامها المحافظة على ثوابت الدين والوطن مع التعامل بحكمة مع الآخر بلغة المصالح المشتركة وبروح الاستقلالية وبيان موقف الاسلام الحقيقي القائم على المجادلة بالحسنى والتكامل بين الحضارات, وان التفاعل الحضاري اساسه التمايز بين الامم, وان محاولة فرض النموذج الليبرالي العلماني كنظرة عالمية شمولية ونبذ ومحاربة الآراء والافكار الاخرى خاصة الاسلام ومشروعه الحضاري فيه نظرة استعلائية وهو نوع من التطرف العلماني, ونرجسية حضارية غربية تتنافى مع ابسط قواعد الليبرالية الحقة, وتتنافى مع الدستور الامريكي وميثاق الامم المتحدة, كما انها لا تخدم المصالح المشتركة بين البلاد الاسلامية والغرب.
ركن الايمان
وقال فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الطيار استاذ الفقه بجامعة الامام فرع القصيم قائلا: ان كلمة ولي العهد تدل على ما تعاقبت عليه قيادة هذه البلاد منذ ان تعاهد عليه الامام محمد بن سعود والامام محمد ابن عبدالوهاب على ان هذه البلاد تسير في ركب الايمان يرسم مسيرتها ولاة امر هذه البلاد وعلماؤها.
واضاف الشيخ قائلا: ان البلاد التي يعلى فيها قدر العلماء وتعرف فيها مكانتهم يشيع فيها الخير والبر والهدى والصلاح ويحفظها الله من الكوارث ويرد كيد الاعداء في نحورهم وهذا ما ننعم به في البلاد فالامن والامان سمة واضحة في هذه البلاد وهذا ثمر من ثمار التواصل الذي يجب ان يدركه الاجيال المتعاقبة وهاهو ولي العهد يؤكد على ذلك في كل مناسبة ادراكا منه بأهمية التواصل بين القيادة والعلماء والشعب.
مفهوم الناشئة
واكد مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية د. صالح بن جاسم الدوسري على اهمية كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في مفهوم الناشئة وتربيتهم التربية الصحيحة التي تأتي من سلامة العقيدة الاسلامية الصحيحة وقال: ان هناك الكثير من التحديات التي تواجه عصرنا الحديث باختلاف انواعها فان هذا يتطلب مضاعفة الجهود المبذولة في التصدي لها بكل ما نملكه كتربويين, فما يتطلب منا هو بالفعل ان ننطلق من مفهوم المعلم الذي يؤدي الدرس المطلوب منه وينتهي بنهاية المنهج الدراسي دون مراقبة وتوعية ابنائنا الطلاب وتوجيه سلوكهم التوجيه السليم الذي يتطلب ان يأتي هذا الدور الهام في صلاح المجتمع ونقائه.
واضاف ان كلمة ولي العهد جاءت بدلالات ومعان واضحة في ادارك كل معلم واستاذ جامعي وعالم بالشريعة الاسلامية بتضافر هذه الجهود في بث الروح الاسلامية الصحيحة لابناء المجتمع فهي رسالة ذات اهمية تستوجب ان يدركها كل مسؤول ومواطن يدرك متطلبات وواجبات دينه ووطنه.
تحديات عصرية
وقال مساعد مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية للشئون التعليمية عبدالرحمن بن مطلق العتيق ان كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ابن عبدالعزيز تدل على ان هناك تحديات عصرية يجب ان يتصدى لها المسئولون عن تربية الناشئة ـ فالدور المطلوب منا كتربويين ان نأخذ هذه الكلمة نبراسا في تربية الناشئة وتوجيههم التوجيه السليم الذي يتطلب الا يغفل عن التربويين هذا الموضوع فقد تكون اهميته ضرورية في عصر مليء بوسائل تكنولوجية حديثة وعلمية متطورة من خلال وسائل الحاسب الآلي وتقنياته فان هذا العالم قد اصبح يشكل قرية واحدة, مما يتطلب ان يأخذ هذا المنعطف ما يأتي من هذه الوسائل والتقنية العلمية ان يكون صحيحا والا يتغير أي مفهوم من وسائل اعلامية اخرى تتعامل على هذه البلاد وشعبها .. واضاف ان كلمة ولي العهد جاءت لكل عالم ومعلم واساتذة جامعيين لتوجيه الناشئة التوجيه الصحيح الذي يخدم دينهم ووطنهم.
تأكيد دور التربويين
وقال مساعد مدير عام التعليم للشئون الادارية والفنية عبدالرحمن السناني ان كلمة ولي العهد جاءت لتأكد دور التربويين في توجيه الناشئة بالتوجيه الاسلامي الصحيح الذي لاينقطع من الفصل الدراسي والمجتمع خاصة ان دور الجامعة والمدرسة والمسجد هام في فهم سلوكيات الشباب جراء ما يأتيهم من شوائب ومغالطات من اناس لايريدون الصلاح لهذا البلد المعطاء, فالدور المضطلع من كل شخص مسؤول ان يعي دوره بالشكل المطلوب لتحقيق نتائج تضمن اهمية سلامة مفهوم وفكر مواطن سليم يخدم دينه ووطنه ومجتمعه.
مكانة العلماء
وتحدث فضيلة الشيخ محمد الزبن رئيس ديوان المظالم بالمنطقة الشرقية قائلا:
ان العلماء ورثة الانبياء فحين يتحدث ولي العهد عن مكانة العلماء ويقول لاغنى لنا عن العلماء انه ينطلق في ذلك من منطلق النصوص الشرعية التي رفعت قدر العلماء ومكانتهم ولا غرابة في ذلك فهذا ما درج عليه ولاة الامر في بلادنا منذ تأسيسها ومنذ قيام دعوة التوحيد على يد الامامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب ـ رحمهما الله ـ.
تجسيد المفاهيم
وقال مدير ادارة الاشراف التربوي بتعليم الشرقية علي بن بسان الزهراني ان حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لابنائه منسوبي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حديث الوالد القائد الحريص على تجسيد المفاهيم الاسلامية الصحيحة في نفوس النشء وذلك من خلال الممارسات السليمة للشباب والصورة الصادقة للعقيدة الاسلامية الصحيحة بعيدا عن الغلو والتشدد الذي يثير الفرقة والخلافات في الامة وهذه التوجيهات السديدة تدل على اهتمام ولاة الامر في هذا البلد الغالي والحرص على مصالح مواطنيه وتطبيق الشريعة الغراء في امور الحياة.
علي بن بسان الزهراني
مدير ادارة الاشراف التربوي بتعليم الشرقية
كلمات نابعة من القلب
كما اعرب مدير الشئون التعليمية بالحرس الوطني القطاع الشرقي ابراهيم بن ضاحي الضاحي عن اعتزازه وفخره بالكلمات الضافية التي تفضل بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في احتفال اربعينية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقال الضاحي ان كلمات سيدي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نابعة من القلب وتصل الى قلوبنا مباشرة لانه يتحدث بشفافية وبصدق ومدافعا عن ديننا الاسلامي وتراب هذا الوطن الغالي.
لقد اضاءت كلمات سموه الكريم لعلمائنا الذين فقهوا دعوة الرسول صلوات الله وسلامه عليه التي تدعو الى الرفق والحكمة والتحلي بالروح السمحة وليس كما يدعي اعداء الاسلام حين يتحدثون عن الاسلام بأنه هو الارهاب وفرق سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بين علمائنا المسلمين الاجلاء وأولئك الذين يدعون العلم ويسيرون الفتاوى بما يتناسب واهدافهم البعيدة كل البعد عن القيم الاسلامية السمحة.
ولم ينس - ايده الله - في كلمته الشاملة اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالوقوف لمواجهة تحديات المستقبل والدراسات المستفيضة من اجل ايجاد فرص العمل للشباب السعودي وتنويع قاعدة الاقتصاد وتطوير الادارة ومعالجة الشوائب والتسيب.
ولم يغفل سموه ما للاستاذ الجامعي من دور استشاري للاستفادة من خبراته العلمية والعملية وافكاره النيرة التي ستخدم كل مسئول حكومي لكي يرتقي العمل الى مستوى الطموحات والتطلعات التي تنتظرها الدولة في المستقبل القريب من نمو وازدهار في مختلف المجالات لكي تواكب النمو الحضاري وتكون على مستوى عال من تحديات العصر الذي يحتاج من كل مواطن ان يعطي من وقته وجهده الشيء الكثير والكثير لكي يقف الجميع في خندق واحد وفي صف واحد من اجل السمو والرفعة وتشييد البناء الشامخ.