استكمالا لحديثنا في مقالة سابقة حول دعائم العلاقة الزوجية وفي هذا الاطار نبين وجهة النظر الاسلامية تلك النظرة التي تؤكد على انه لا يمكن ان تقوم اسرة بدون زواج شرعي ولهذا اعطى الاسلام للزواج عناية خاصة تفوق عنايته بأية علاقة انسانية اخرى ويبدو ذلك في كل ما عرض له هذا الدين من مسائل الأسرة ابتداء بالخطبة وانتهاء بالطلاق ـ عند الضرورة ـ كما ان الاسلام يدعو الزوجين الى الاعتصام بالدين والخلق فذلك وحده السبيل الامثل لبناء أسرة قوية تكون عمادا لمجتمع قوي، وحرص الاسلام على الكفاءة والمساواة في المستويات الاجتماعيةوالماليةوكذا التقارب في الوعي والثقافة والسن ذلك احفظ للمودة وأدعى للوفاق والوئام، اما الاحترام المتبادل فهو ضرورة لان العلاقة الزوجية علاقة انسانية سامية قوامها المحبة والمودة والرفق والاحسان عبر عنه القرآن الكريم بعقدة النكاح كما عبر عنها بالميثاق الغليظ.
وجملة القول ان العلاقة الزوجية قوامها الرغبة المشتركة والارادة الحرة والقيم الفاضلة والتقدير والاحترام المتبادل والشعور الصادق ببناء اسرة يظللها الود والتفاهم وينير دربها الاخلاص والوفاء ويحمي مسيرتها التغاضي عن اللمم والعمل الجاد لتجاوز المشكلات التي قد تهدد هذا المجتمع بالاضطراب والقلق والانهيار.
من هنا يمكن القول ان الأسرة تلعب الدور المهم في نمو الأبناء عقليا وجسديا فالأسرة تكفل بيئة نفسية ووجدانية للطفل يكون لها الأثر الفاعل في نسبة ذكائه كما انها تمثل الاطار الأساسي للتفاعل مما يعد من أكثر الظروف تأثيرا على اتجاهات الابناء وسلوكهم منذ طفولتهم المبكرة وتستمر فاعليته في المراحل التالية من العمر لذا اهتم المختصون في العلوم النفسية والتربوية بطرق معاملة الوالدين لأبنائهم وما يمكن ان يترتب على ذلك من تشجيع على الابتكار او التنفير منه منذ مراحل مبكرة من العمر، واذا كان الابتكار في مفهومه العام يعني الاستقلال العقلي ويعبر عن الشخصية بما لها من قدرات او طاقات او ابداعات فان تنمية الابتكار لدى الابناء يحتاج الى رعاية خاصة تبدأ في البيت اولا ثم تنتقل الى المدرسة وبعد ذلك الى المجتمع.