DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوق (المناصرة) يستعد للرحيل من القاهرة

سوق (المناصرة) يستعد للرحيل من القاهرة

سوق (المناصرة) يستعد للرحيل من القاهرة
أخبار متعلقة
 
نقطة البداية يمكن أن تكون من شارع بورسعيد في قلب القاهرة, وبالتحديد حارة مقابلة لجامع البنات حيث يجتمع عدد لا بأس به من سيارات النقل الخفيف تحوي بداخلها تشكيلات متنوعة من غرف الاثاث في طريقها الى الخارج, وفي المقابل تزدحم عربات اخرى حول مدخل الحارة في انتظار المرور الى داخل السوق.. انه مشهد اعتاد على رؤيته كل العاملين في سوق المناصرة الموجود وسط المدينة ويتكرر حدوثه يوميا في كل المداخل التي تؤدي الى المنطقة.. لكن الأمر يختلف كليا بالنسبة لك كزائر فبمجرد ان تفكر في اتخاذ اولى خطواتك التجوالية الى ارجاء المكان ستفاجأ بحيرة شديدة لعدم قدرتك على تحديد أي من تلك الازقة ستكون نقطة انطلاقك. فالأمر يتطلب من زائر المناصرة ان يمتلك قدرا من المهارة واليقظة يساعداه على التركيز على مكان الدخول والخروج والالتفاف حول تلك الحارات والتأكد من انه شاهد على ما تحويه بداخلها حتى لا يفاجأ بانه في حلقات متنوعة ويدخل نفس المكان اكثر من مرة عبر ممرات مختلفة. المشهد الذي يشبه لوحة صاخبة مهددا بالتلاشي, ورغم أنه كان ملمحا اساسيا من ملامح الحي التجاري المزدحم وسط المدينة القديمة, الا ان ازدياد كثافة الورش والمحال التجارية به وما يترتب على ذلك من زيادة عدد العاملين جعل السلطات تفكر بجدية في نزعه من المنطقة ونقله الى مناطق أخرى بلدية بعيدة لاخلاء الحي السكني الاثري الذي يمكن تطويره حاليا ضمن مشروع شامل لتطوير القاهرة التاريخية, ففي تصريحات صحفية اكد رئيس حي الموسكي مؤخرا أن محافظة القاهرة تقوم باعداد دراسة متكاملة لنقل ورش النجارة والموبيليا خارج القاهرة اعتبارا من يناير القادم, واضاف ان عدد الورش والمحلات في المنطقة اصبح يزيد على الالفين بعد ان كان لا يتجاوز في البداية سبعة محلات. ألفا ورشة ومحل في هذه المنطقة الضيقة لابد ان تلفت المتجول الى ذلك القدر الهائل من التنوع في اشكال وتصميمات الغرب, اضافة الى التفاوت الكبير في الاسعار والبدائل التي يتيحها كم هائل من الدكاكين الصغيرة المتراصة بجوار بعضها البعض في انتظار أي زائر لاستقطابه سريعا الى داخلها.. الاسعار تتفاوت حسب نوع المتر منه يبلغ 4000 جنيه, ويعتبر كلا النوعين هما الاكثر اقبالا ورواجا لدى الزائر المصري أي نوع آخر كالخشب الروماني أو اليوغسلافي اوالفرنسي وعبر مواني مدينة الاسكنرية تدخل الاخشاب لتستقر في منطقة تدعى درب سعادة على مقربة من سوق المناصرة. اما بالنسبة للتصميمات التي يتم على اساسها تنفيذ الغرف تأتي من مصدرين: الكتالوجات الاجنبية والرسومات التي يبتكرها بعض المهندسين الاستشاريين.. مع الاستقرار على التصمم يتحول الخشب في ورش المنطقة من مادة خام الى قطع اثاث تأخذ طريقها الى المحلات الصغيرة.. دورة متكررة تكاد تتسمم بالرتابة لكن الاحوال في المنطقة بدأت تتغير نسبيا, وإذا كانت الاوضاع مستقرة للمحلات التي تعرض الاثاث فان الامر مختلف فيما يخص الورش التي تقوم على تصنيع الاخشاب وتقطيعها وصقلها حتى تصل الى المرحلة الثانية وهي الدهان, فهي ستحتل المراتب الأولى في قاعة الاماكن المرشحة للنقل خاصة وانه تم التفكير قبل نحو عشر سنوات في نقلها الى مدينة الحرميين أو القطامية (منطقتان في ضواحي القاهرة) لكن زلزال اكتوبر 1992 اجل تنفيذه ,وبعد عشر سنوات بدأت فكرة النقل تطرح من جديد بعد ان ضاق الأمر بسكان الاماكن المجاورة لهذه الورش واضطر عدد كبير منهم الى تقديم بلاغات لاقسام الشرطة يشكون فيها من انزعاجهم المستمر من الاصوات التي تحدثها الآلات وروائح الدهانات التي تؤثر على الجهاز التنفسي للاطفال, وطالبوا باعادة النظر بجدية في قرار النقل. يعتقد محمد الحلواني صاحب احدى الورشات ان قرار النقل سلاح ذو حدين: عنصر ايجابي يتمثل في حل العديد من المشاكل التي تواجهنا يوميا مثل ضيق المنطقة وممراتها التي تسمح بالكاد بمرور السيارات التي تحمل الغرف والاخشاب اضافة الى حالة الضيق التي تنتاب رواد المكان عند تجولهم في هذه الشوارع, كما ان النقل سيقلل من احتمالات الحرائق التي تسببها ورش الاخشاب التي تزداد يوما بعد يوم مع زياة عدد الورش واتساعها او دخول باعة جدد الى هذا المجال.. لكن رغم كل هذه العوامل التي تجعل من قرار النقل أمرا حتميا يجب تنفيذه بأسرع ما يمكن فان هناك جانبا سلبيا يركز عليه الحلواني: اعتاد الزبون منذ زمن بعيد على ارتياد هذا المكان ربما بوقوعه في منطقة وسطى تقريبا لباقي الاحياء الموجودة في القاهرة اما إذا تم نقله للقطامية او الحرفيين سيتحمل الزبائن امرا شاقا خاصة مع قلة وسائل المواصلات المتجهة الى هناك.