في وقت متزامن مع اجتماع شارون مع المبعوث الأمريكي للمنطقة للبحث في تفاصيل (خريطة الطريق) حيث استمع المبعوث الى لغة شارونية متشددة ركزت مفرداتها على معارضة اسرائيل لهذه الخطة بدءا من الجدول الزمني الملزم لتنفيذ مراحلها الثلاث وانتهاء بمشروع اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وما طرحه شارون من اقتراح استفزازي أطلق عليه بلغته المتشددة (امتحان التنفيذ) ويعني به طرحه على الساحة الفلسطينية قبل الانتقال من مرحلة الى أخرى ورفضه في الوقت نفسه اسناد مهمة الاشراف على مشروع (خريطة الطريق) لممثلي (الرباعية) الدولية، وعودته للعزف على منغومته المهترئة بوقف ما يسميه (الارهاب الفلسطيني) بشكل تام وتهميش دور الرئيس ياسر عرفات، في هذا الوقت الذي تزامن مع الاجتماع كان الجيش الاسرائيلي يعيث فسادا وخرابا في جنين حيث اقتحم مئات الجنود الاسرائيليين تدعمهم عشرات الدبابات المدرعة هذه المدينة الصامدة واستولوا على أكثر من خمسين منزلا، وهو احتلال علني كامل لجنين حيث شوهدت الجرافات وهي تهدم المقار الاقليمية لقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وقد اعتبر عرفات هذه العملية جريمة جديدة تضاف الى الجرائم الاسرائيلية البشعة ضد الشعب الفلسطيني، وازاء ذلك فإن ما تمارسه اسرائيل على الأرض بعثر مشروع الادارة الأمريكية (خريطة الطريق) وأوصله الى طريق مسدود، وهذا ما يريده شارون تحديدا، وليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها الحكومة الاسرائيلية الحالية تهميش مشروع من مشروعات التسوية بين الفلسطينيين والكيان الاسرائيلي، فيبدو أن شارون مصمم على اجهاض أي مبادرة أو مشروع سلام تدشينا لسياسته العدوانية القائمة على تصفية الشعب الفلسطيني والحيلولة دون اقامة دولته المستقلة المرتقبة.