بعد شهر من التجمد، بدأ جليد العلاقات الالمانية-الامريكية في الذوبان بزيارة وزير الداخلية الالماني أوتو شيلي الموجود حاليا في الولايات المتحدة حيث ناقش قضايا الأمن ومكافحة الارهاب مع المسئولين الامريكيين. وفي تصريحات للصحفيين عقب اجتماعات مع رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) روبرت موللر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آيه.إيه) جورج تينيت، قال شيلي أنه متفائل بعودة العلاقات الطيبة بين البلدين وبإزالة سوء الفهم بينهما قريبا. وقال الوزير الالماني أنه تم استقباله في جو ودي بشكل استثنائي، مشيرا إلى أن هذا الجو استمر ليخيم على المحادثات بشأن القضايا الاستراتيجية والأمنية. وشيلي هو أرفع مسئول ألماني يزور الولايات المتحدة منذ التوتر الذي شاب العلاقات خلال حملة الانتخابات الالمانية الشهر الماضي، عندما أعلن المستشار الالماني جيرهارد شرويدر معارضته الشديدة لرغبة الولايات المتحدة في مهاجمة العراق مما قوى فرص إعادة انتخابه. وجاءت القشة الاخيرة التي سممت العلاقات، على حد تعبير كبار مسئولي الادارة الامريكية، عندما نقل عن وزيرة العدل في حكومة شرويدر في ذلك الوقت هيرتا داوبلر-جميلين مقارنتها بين أساليب الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش وأساليب الزعيم النازي أدولف هتلر. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر واشنطن في الثلاثين من تشرين الاول /أكتوبر/ الجاري للقاء وزير الخارجية كولين باول. وقال شيلي أنه قد يعود إلى واشنطن في أواخر تشرين الثاني /نوفمبر/ المقبل مع وزيرة العدل الجديدة بريجيت تيسبرز التي خلفت داوبلر-جميلين بعد تصريحاتها بشأن هتلر، لمناقشة إمكانية مساعدة واشنطن في قضية الفرنسي-المغربي زكريا موسوي المتهم بالارهاب في الولايات المتحدة. وتعارض ألمانيا استخدام الادلة الالمانية ضد موسوي إذا كانت ستستخدم لادانته بجريمة عقوبتها الاعدام. وقال شيلي أن الامريكيين لم يعدوا حتى الآن بالتعاون في هذا الشأن. وأضاف الوزير الالماني أنه يمكن التوصل لحل لهذه المشكلة بإبرام اتفاق عام بشأن كافة القضايا التي من هذا النوع. وحتى الآن، لم تسقط الولايات المتحدة عقوبة الاعدام إلا في حالة تسلمها متهمين من دول أجنبية.